إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
قال تعالى:
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) الممتحنة: 8.
الاسلام وضع
قانوناً لشد الروابط الدبلوماسية، والصداقة مع جميع الدول وحتى الكافرة منها
فجُّوز ذلك بالنسبة للكفار الذين لم يؤذوا المسلمين، ونهى عنه مع الكفار الذين
يؤذون المسلمين حيث يقول تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِن دِيَارِكُمْ أَن
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ،
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَأَخْرَجُوكُم مِن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن
تَوَلَّوْهُمْ) المتحنة: 8ـ9.
العلاقة مع اسرائيل:
فالدول
الكافرة التي أخرجت المسلمين من ديارهم، من مثل إسرائيل، لايجوز للمسلمين إيجاد
العلاقات معها، وأما الدول الكافرة المحايدة، فلا بأس للمسلمين في ان يشدوا
معهم روابط، ويكَّونوا صداقات معهم، ويبِّروا ويحسنوا إليهم.
وهذه الآية:
نزلت في (خزاعة) و(بني مدلج) حيث صالحوا الرسول صلى الله عليه وآله على
أن لا يقاتلوا المسلمين، ولا يعينوا أحداً عليهم، فشد المسلمون معهم الروابط،
وذهبوا إليهم وبروهم وأقسطوا وأحسنوا إليهم، وذلك حسب الرابطة العالمية، التي
يجعلها الإسلام بين بني الانسان، فالإنسان نظير الإنسان، كما روي عن أمير
المؤمنين عليه السلام انه قال: «الناس اما أخ لك في دين، أو نظير لك في الخلق»،
ولم يقاطع المسلمون من لم يحاربهم ولم يخرجوهم،
أما لو قاموا ضد المسلمين
فالمسلمون ـ دفاعاً ـ يقاطعونهم ويدافعون بذلك عن أنفسهم، وليجزوا بما فعلوا.
الرسول اسوة:
وفي سيرة
رسول الله صلى الله عليه وآله مع الكفار بأصنافهم المختلفة من مشركين ونصارى،
خير أسوة لأي حكم اسلامي يكون على وجه الأرض فقد قال الله تعالى عن ذلك:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الآخِرَ
وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ
الْحَمِيدُ) الأحزاب: 21.
وفي سورة
الممتحنة في القرآن الحكيم عديد من الآيات الكريمة بهذا الشأن، وكذلك آيات
متفرقة في مختلف سور القرآن، ونحن نذكر نماذج من ذلك مع مختصر تفسيرها موجزين
له من تفسير(مجمع البيان) فانه بيان لجانب من العلاقات الدولية الواردة في
القرآن الحكيم.
منقول.. للفائدة
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home