حديث الإفك
أيها الأخوة, حديث الإفك من أخطر ما واجه رسول الله صلى الله عليه
وسلَّم من الأهوال والصعاب,
فالمنافقون كانوا يقصدون من ورائه إلى محاربة النبي صلى الله عليه وسلَّم بإساءة سمعته .
أنت أحياناً تحارب إنساناً عن طريق مقاومته، وأحياناً تحارب إنساناً عن طريق تشويــه سمعته،
فحديث الإفك بشكلٍ أو بآخر محاولةٌ من المنافقين لتشويه سمعة النبي عليه الصلاة والسلام،
ومع تشويه سمعة النبي, القصد البعيد تشويه هذا الدين الحنيف .
المعركة بين الحق والباطل معركةٌ أزليةٌ أبديَّة، فكل واحد له ولاء, أهل الإيمان يوالون المؤمنين، وأهل الفسق والفجور يوالون بعضهم بعضاً، فينبغي أن يعرف الإنسان هو مع من؟ هذا الذي يوالي المؤمنين, ويتبرَّأ من الكفار والمنافقين، مؤمنٌ ورب الكعبة, أما الذي له ولاءٌ لغير المؤمنين, هذا في إيمانه ضعف .
لذلك: فالمنافقون أرادوا أن يشوِّهوا هذا الدين, عن طريق تشويه سمعة النبي عليه الصلاة والسلام من خلال اتهام زوجته بالفاحشة .
متى جاء حديث الإفك؟ بعد أن قال عبد الله بن أُبَيّ بن سلول للنبي وأصحابه: سمِّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذل, يقصد الأعز هو ومن معه، والأذل يقصد به النبي عليه الصلاة والسلام والمهاجرين .
أيها الأخوة,
قال هذا المنافق رئيس المنافقين: ماذا فعلتم بأنفسكم؛ أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالك؟ أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم, لتحوَّلوا إلى غير بلادكم .
عملية تهجير، فالهدف البعيد جداً من حديث الإفك, تهجير المهاجرين إلى بلادٍ أخرى ،
عن طريق تشويه سمعة الدين، من خلال تشويه سمعة النبي، من خلال اتهام زوجته الطاهرة بالفاحشة, قال تعالى:
فماذا يعنينا من هذا الموضوع؟ أنت كمؤمن وطِّن نفسك أن هناك من يناوئك، هناك من يطعن في نزاهتك، هناك من يريد أن يشوِّه سمعتك، الدنيا دار ابتلاء وليست دار جزاء، والإنسان يرقى على قدر ما يُبتلى به
أيها الأخوة, يمكن أن يستنبط من هذه القصَّة: أن الله هو الحق، وأنه لا بدَّ من أن يحقَّ الحق،
فإن كنت واثقاً من براءتك واستقامتك, فالله سبحانه وتعالى يتولَّى الدفاع عنك,
ولكن إيَّاك أن تجلس مجلساً فيه مظنة اتهامٍ لك، وتلوم الناس إذا اتهموك،
لا تضع نفسك موضع التهمة, وتلوم الناس إذا اتهموك، كان عليه الصلاة والسلام يمشي مع زوجته صفيَّة فرأى صحابيين جليلين, قال:
عوِّد نفسك أن تفعل شيئاً, لا يمكن أن يفسَّر إلا تفسيراً واحداً، الشيء الذي يمكن أن يفسَّر تفسيرين, ابتعد عنه، وإذا تلبَّست به؛ وضِّح قصدك ومرادك، فلو أن الناس اتبعوا النبي عليه الصلاة والسلام فيما قال:
فمثلاً: إنسان مسافر، يوكِّل أخا زوجته أن يتفقَّد أخته، هناك جيران يرون أن جارهم قد سافر، وأن شاباً يدخل على بيته في غيبته، ماذا يقولون؟ قد يتهمونك، يجب أن تُعلم جيرانك أنك مسافر، وأنك وكَّلت أخا زوجتك أن يتفقَّد شؤونها، وضِّح .
فلو أنك دخلت لمحل صديقك، والمحل فارغ، والصديق غائب، إذ ذهبَ لبعض شأنه
وقال لك: انتظرن, معك خمسمئة ليرة, أردت أن تفكَّها، فتحت الدرج ووضعتها, وأخذت خمس مئات، وقد دخل صديقك، لا تبق ساكتاً, بل قل له: سأصرف الخمسمائة, والأولى ألّا تفعلها في غيبته، لو نقص صندوقه خمسمئة، يأتي الشيطان بوسوسته: رأيت صديقي يمد يده إلى الدرج, عوِّد نفسك ألّا تفعل شيئاً له تفسيران، عوِّد نفسك أن توضِّح، أن تبيِّن،
البيان يطرد الشيطان .
مرَّة أذكر حادثة وقعت في محل تجاري، صاحب المحل معروف بالصلاح، وبالمحل غرفة داخليَّة, وعنده تاجر من حلب, تاجر له قيمته, وله زيه الديني، جاءت امرأةٌ، رحَّب بها صاحب المحل ترحيباً أكثر من كونها زبونة تشتري، أنا من حسن ظني بأخي وصديقي, قلت: لعلَّها أخته, الشيخ الحلبي تغيَّر لونه، فقلت له: لعلها أخته, فلما ذهبت سألته, فقال: هي أختي, فيجب أن يبلِّغ .
أما أن تضع نفسك موضع التُهمة, ثم تلوم الناس إذا اتهموك، هذا ليس من الدين في شيء, هناك علاقات الجوار، والعلاقات الأسريَّة، والعلاقات مع الشركاء، دائماً وضِّح ، وبيِّن ، ودقِّق، وإلا هناك أشخاص يلوكون سمعتك دون أن تشعر،
وهناك فتن قد تجري في المدينة يروِّج لها المنافقون، وهذا الحديث درسٌ بليغٌ للمؤمنين .
أول استنباط: إذا أراد الله شيئاً وقع .
الاستنباط الثاني: إذا كنت على حق، فالله عزَّ وجل سوف يتولَّى تبرئتك .
الاستنباط الثالث: لا ينبغي أن تضع نفسك موضع التهمة، ثم تلوم الناس إذا اتهموك .
فالمنافقون كانوا يقصدون من ورائه إلى محاربة النبي صلى الله عليه وسلَّم بإساءة سمعته .
أنت أحياناً تحارب إنساناً عن طريق مقاومته، وأحياناً تحارب إنساناً عن طريق تشويــه سمعته،
فحديث الإفك بشكلٍ أو بآخر محاولةٌ من المنافقين لتشويه سمعة النبي عليه الصلاة والسلام،
ومع تشويه سمعة النبي, القصد البعيد تشويه هذا الدين الحنيف .
المعركة بين الحق والباطل معركةٌ أزليةٌ أبديَّة، فكل واحد له ولاء, أهل الإيمان يوالون المؤمنين، وأهل الفسق والفجور يوالون بعضهم بعضاً، فينبغي أن يعرف الإنسان هو مع من؟ هذا الذي يوالي المؤمنين, ويتبرَّأ من الكفار والمنافقين، مؤمنٌ ورب الكعبة, أما الذي له ولاءٌ لغير المؤمنين, هذا في إيمانه ضعف .
لذلك: فالمنافقون أرادوا أن يشوِّهوا هذا الدين, عن طريق تشويه سمعة النبي عليه الصلاة والسلام من خلال اتهام زوجته بالفاحشة .
متى جاء حديث الإفك؟ بعد أن قال عبد الله بن أُبَيّ بن سلول للنبي وأصحابه: سمِّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذل, يقصد الأعز هو ومن معه، والأذل يقصد به النبي عليه الصلاة والسلام والمهاجرين .
أيها الأخوة,
قال هذا المنافق رئيس المنافقين: ماذا فعلتم بأنفسكم؛ أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالك؟ أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم, لتحوَّلوا إلى غير بلادكم .
عملية تهجير، فالهدف البعيد جداً من حديث الإفك, تهجير المهاجرين إلى بلادٍ أخرى ،
عن طريق تشويه سمعة الدين، من خلال تشويه سمعة النبي، من خلال اتهام زوجته الطاهرة بالفاحشة, قال تعالى:
﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً﴾
فماذا يعنينا من هذا الموضوع؟ أنت كمؤمن وطِّن نفسك أن هناك من يناوئك، هناك من يطعن في نزاهتك، هناك من يريد أن يشوِّه سمعتك، الدنيا دار ابتلاء وليست دار جزاء، والإنسان يرقى على قدر ما يُبتلى به
البيان يطرد الشيطان
أيها الأخوة, يمكن أن يستنبط من هذه القصَّة: أن الله هو الحق، وأنه لا بدَّ من أن يحقَّ الحق،
فإن كنت واثقاً من براءتك واستقامتك, فالله سبحانه وتعالى يتولَّى الدفاع عنك,
ولكن إيَّاك أن تجلس مجلساً فيه مظنة اتهامٍ لك، وتلوم الناس إذا اتهموك،
لا تضع نفسك موضع التهمة, وتلوم الناس إذا اتهموك، كان عليه الصلاة والسلام يمشي مع زوجته صفيَّة فرأى صحابيين جليلين, قال:
((هذه زوجتي صفيَّة))
تعلَّم من هذه الواقعة: أن تكون واضحاً إلى أبعد الحدود، وقد قيل: البيان يطرد الشيطان . عوِّد نفسك أن تفعل شيئاً, لا يمكن أن يفسَّر إلا تفسيراً واحداً، الشيء الذي يمكن أن يفسَّر تفسيرين, ابتعد عنه، وإذا تلبَّست به؛ وضِّح قصدك ومرادك، فلو أن الناس اتبعوا النبي عليه الصلاة والسلام فيما قال:
((هذه زوجتي صفيَّة))
لقطعوا كل لسانٍ يريد اتهاماً للآخرين, فمثلاً: إنسان مسافر، يوكِّل أخا زوجته أن يتفقَّد أخته، هناك جيران يرون أن جارهم قد سافر، وأن شاباً يدخل على بيته في غيبته، ماذا يقولون؟ قد يتهمونك، يجب أن تُعلم جيرانك أنك مسافر، وأنك وكَّلت أخا زوجتك أن يتفقَّد شؤونها، وضِّح .
فلو أنك دخلت لمحل صديقك، والمحل فارغ، والصديق غائب، إذ ذهبَ لبعض شأنه
وقال لك: انتظرن, معك خمسمئة ليرة, أردت أن تفكَّها، فتحت الدرج ووضعتها, وأخذت خمس مئات، وقد دخل صديقك، لا تبق ساكتاً, بل قل له: سأصرف الخمسمائة, والأولى ألّا تفعلها في غيبته، لو نقص صندوقه خمسمئة، يأتي الشيطان بوسوسته: رأيت صديقي يمد يده إلى الدرج, عوِّد نفسك ألّا تفعل شيئاً له تفسيران، عوِّد نفسك أن توضِّح، أن تبيِّن،
البيان يطرد الشيطان .
مرَّة أذكر حادثة وقعت في محل تجاري، صاحب المحل معروف بالصلاح، وبالمحل غرفة داخليَّة, وعنده تاجر من حلب, تاجر له قيمته, وله زيه الديني، جاءت امرأةٌ، رحَّب بها صاحب المحل ترحيباً أكثر من كونها زبونة تشتري، أنا من حسن ظني بأخي وصديقي, قلت: لعلَّها أخته, الشيخ الحلبي تغيَّر لونه، فقلت له: لعلها أخته, فلما ذهبت سألته, فقال: هي أختي, فيجب أن يبلِّغ .
أما أن تضع نفسك موضع التُهمة, ثم تلوم الناس إذا اتهموك، هذا ليس من الدين في شيء, هناك علاقات الجوار، والعلاقات الأسريَّة، والعلاقات مع الشركاء، دائماً وضِّح ، وبيِّن ، ودقِّق، وإلا هناك أشخاص يلوكون سمعتك دون أن تشعر،
وهناك فتن قد تجري في المدينة يروِّج لها المنافقون، وهذا الحديث درسٌ بليغٌ للمؤمنين .
أول استنباط: إذا أراد الله شيئاً وقع .
الاستنباط الثاني: إذا كنت على حق، فالله عزَّ وجل سوف يتولَّى تبرئتك .
الاستنباط الثالث: لا ينبغي أن تضع نفسك موضع التهمة، ثم تلوم الناس إذا اتهموك .
والحمد لله رب العالمين
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home