In Heart
قال تعالى
مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ -1
القرآن يسلط الأضواء على خفايا القلوب , التي ما كان المسلمون أنفسهم يعرفون وجودها في قلوبهم . . عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:ما كنت أرى أن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يريد الدنيا , حتى نزل فينا يوم أحد: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) . . وبذلك يضع قلوبهم أمامهم مكشوفة بما فيها ; ويعرفهم من أين جاءتهم الهزيمة ليتقوها
إن النفس البشرية ليست كاملة - في واقعها - ولكنها في الوقت ذاته قابلة للنمو والارتقاء , حتى تبلغ أقصى الكمال المقدر لها في هذه الأرض
وها نحن أولاء نرى قطاعا من قطاعات البشرية - كما هو وعلى الطبيعة - ممثلا في الجماعة التي تمثل قمة الأمة التي يقول الله عنها: كنتم خير أمة أخرجت للناس- وهم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام المثل الكامل للنفس البشرية على الإطلاق . . فماذا نرى ? نرى مجموعة من البشر , فيهم الضعف وفيهم النقص , وفيهم من يبلغ أن يقول الله عنهم: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم). ومن يبلغ أن يقول الله عنهم: (حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر , وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون , منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة , ثم صرفكم عنهم). . وفيهم من يقول الله عنهم:(إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا , والله وليهما , وعلى الله فليتوكل المؤمنون). . وفيهم من ينهزم وينكشف , وتبلغ منهم الهزيمة ما وصفه الله سبحانه بقوله: إذ تصعدون ولا تلوون على أحد , والرسول يدعوكم في أخراكم . فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم
وكل هؤلاء مؤمنون مسلمون ; ولكنهم كانوا في أوائل الطريق . كانوا في دور التربية والتكوين . ولكنهم كانوا جادين في أخذ هذا الأمر , مسلمين أمرهم لله , مرتضين قيادته , ومستسلمين لمنهجه . ومن ثم لم يطردهم الله من كنفه , بل رحمهم وعفا عنهم ; وأمر نبيه صلى الله عليه و آله و سلم أن يعفو عنهم , ويستغفر لهم , وأمره أن يشاورهم في الأمر , بعد كل ما وقع منهم , وبعد كل ما وقع من جراء المشورة ! نعم إنه - سبحانه -تركهم يذوقون عاقبة تصرفاتهم تلك , وابتلاهم ذلك الابتلاء الشاق المرير . . ولكنه لم يطردهم خارج الصف , ولم يقل لهم:إنكم لا تصلحون لشيء من هذا الأمر , بعد ما بدا منكم في التجربة من النقص والضعف . . لقد قبل ضعفهم هذا ونقصهم , ورباهم بالابتلاء , ثم رباهم بالتعقيب على الابتلاء , والتوجيه إلى ما فيه من عبر وعظات . في رحمة وفي عفو وفي سماحة -2
ومن أعظم الأمثلة على رجل يريد الآخرة
هذا الرجل
ذلك رجل لا يريد غرضا من أغراض الدنيا، ومن ثم أفاء الله عليه نور البصيرة.. ومن ثم مرة أخرى أدرك ما تنطوي عليه الفتنة المسلحة من وبال وخطر فتحاشاها.. كما أدرك ما ينطوي عليه الصمت من وبال وخطر، فتحاشاه أيضا، ورفع صوته لا سيفه بكلمة الحق ولهجة الصدق، لا أطماع تغريه.. ولا عواقب تثنيه
لقد تفرّغ أبو ذر للمعارضة الأمينة وتبتّل.وسيقضي عمره كله يحدّق في أخطاء الحكم وأخطاء المال، فالحكم والمال يملكان من الاغراء والفتنة ما يخافه أبو ذر على اخوانه الذين حملوا راية الاسلام مع رسولهم صلى الله عليه وسلم، والذين يجب أن يظلوا لها حاملين.والحكم والمال أيضا، هما عصب الحياة للأمة والجماعات، فاذا اعتورهما الضلال تعرضت مصاير الناس للخطر الأكيد
من هو هذا الرجل ؟؟؟
أبو ذر الغفارى
رجل يحبه الله
كما فى الحديث الشريف
قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " إن الله أمرني بحب أربعة و أخبرني أنه يحبهم علي و أبو ذر و المقداد وسلمان " صحيح الترمذي
لمعرفة من هو أبو ذر الغفارى اضغط الرابط
***
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home