نظرات في دعاء هود عليه السلام
وإن الإنسان ليدهش لرجل فرد يواجه قوما غلاظا شدادا حمقى.
يبلغ بهم الجهل أن يعتقدوا أن
هذه المعبودات الزائفة تمس رجلا فيهذي؛
هذه المعبودات الزائفة تمس رجلا فيهذي؛
ويروا في الدعوة إلى الله الواحد هذيانا من أثر المس!
يدهش
لرجل يواجه هؤلاء القوم الواثقين بآلهتهم المفتراة هذه الثقة،
لرجل يواجه هؤلاء القوم الواثقين بآلهتهم المفتراة هذه الثقة،
فيسفه عقيدتهم ويقرعهم عليها ويؤنبهم؛
ثم يهيج ضراوتهم بالتحدي.
لا يطلب مهلة ليستعد استعدادهم،
ولا يدعهم يتريثون فيفثأ غضبهم.
إن الإنسان ليدهش لرجل فرد يقتحم هذا الاقتحام على قوم غلاظ شداد.
ولكن الدهشة تزول
عندما يتدبر العوامل والأسباب ..
عندما يتدبر العوامل والأسباب ..
إنه الإيمان. والثقة. والاطمئنان .. الإيمان بالله،
والثقة بوعده، والاطمئنان إلى نصره ..
الإيمان الذي يخالط القلب فإذا وعد الله بالنصر حقيقة ملموسة في هذا القلب لا يشك فيها لحظة.
لأنها ملء يديه، وملء قلبه الذي بين جنبيه،
وليست وعدا للمستقبل في ضمير الغيب،
إنما هي حاضر واقع تتملاه
العين والقلب.
العين والقلب.
" قال: إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه " .
إني أشهد الله على براءتي مما تشركون من دونه.
واشهدوا أنتم شهادة تبرئني وتكون حجة
عليكم: أنني اعلنتكم بالبراءة مما تشركون من دون الله.
ثم تجمعوا أنتم وهذه الآلهة التي تزعمون أن
أحدها مسني بسوء.
أحدها مسني بسوء.
تجمعوا أنتم وهي - جميعا -
ثم كيدوني بلا ريث ولا تمهل، فما أباليكم جميعا،
ولا أخشاكم شيئا:
" إني توكلت على الله ربي وربكم " ..
ومهما أنكرتم وكذبتم.
" إني توكلت على الله ربي وربكم " ..
ومهما أنكرتم وكذبتم.
فهذه الحقيقة قائمة. حقيقة ربوبية الله لي ولكم.
فالله الواحد هو ربي
وربكم، لأنه رب الجميع بلا تعدد ولا مشاركة ..
وربكم، لأنه رب الجميع بلا تعدد ولا مشاركة ..
" ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها " ..
بما فيها الدواب من الناس.
والناصية أعلى الجبهة.
فهو القهر والغلبة والهيمنة،
في صورة حسية تناسب الموقف، وتناسب غلظة القوم وشدتهم،
وتناسب صلابة أجسامهم وبنيتهم،
وتناسب غلظ حسهم
ومشاعرهم ..
ومشاعرهم ..
وإلى جانبها تقرير استقامة السنة الإلهية في اتجاهها الذي لا يحيد:
" إن ربي على صراط مستقيم " ..
فهي القوة والاستقامة والتصميم.
وفي هذه الكلمات القوية الحاسمة ندرك سر ذلك الاستعلاء وسر ذلك التحدي ..
وفي هذه الكلمات القوية الحاسمة ندرك سر ذلك الاستعلاء وسر ذلك التحدي ..
إنها ترسم
صورة الحقيقة التي يجدها نبي الله هود - عليه السلام - في نفسه من ربه ..
صورة الحقيقة التي يجدها نبي الله هود - عليه السلام - في نفسه من ربه ..
إنه يجد هذه الحقيقة واضحة
.. إن ربه ورب الخلائق قوي قاهر: " ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها " ..
.. إن ربه ورب الخلائق قوي قاهر: " ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها " ..
وهؤلاء الغلاظ الأشداء من قومه إن هم إلا دواب من تلك الدواب التي يأخذ ربه بناصيتها ويقهرها بقوته قهرا.
فما خوفه من
هذه الدواب وما احتفاله بها؛
هذه الدواب وما احتفاله بها؛
وهي لا تسلط عليه - إن سلطت - إلا بإذن ربه؟
وما بقاؤه فيها وقد
اختلف طريقها عن طريقه؟
اختلف طريقها عن طريقه؟
إن هذه الحقيقة التي يجدها صاحب الدعوة في نفسه،
لا تدع في قلبه مجالا للشك في عاقبة أمره،
ولا مجالا للتردد عن المضي في طريقه.
إنها حقيقة الألوهية كما تتجلى في قلوب الصفوة المؤمنة أبدا.
وعند هذا الحد من التحدي بقوة الله،
وإبراز هذه القوة في صورتها القاهرة الحاسمة، يأخذ هود
في الإنذار والوعيد:
" فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم " ..
فأديت واجبي لله، ونفضت يدي من أمركم لتواجهوا قوة الله سبحانه:
" ويستخلف ربي قوما غيركم " ..
يليقون بتلقي دعوته ويستقيمون على هدايته بعد إهلاككم ببغيكم وظلمكم وانحرافكم.
" ولا تضرونه شيئا " ..
فما لكم به من قوة، وذهابكم لا يترك في كونه فراغا ولا نقصا ..
" إن ربي على كل شيء حفيظ " ..
يحفظ دينه وأولياءه وسننه من الأذى والضياع،
ويقوم عليكم فلا تفلتون ولا تعجزونه هربا!
وكانت هي الكلمة الفاصلة.
وانتهى الجدل والكلام. ليحق الوعيد والإنذار:
في ظلال القرآن
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home