Qur2an day & night
يا أيها السائل عمّا مضى ... من علم هذا الزّمن الذّاهب
إن كنت تبغي العلم وأهله ... أو شاهداً يخبر عن غائب
تدهور خطير في الصلة بالقرءان عقليا وقلبيا
الحمد لله الذي جعل الظلمات والنوروالصلاة والسلام على الرسول
من ضمن معناها القرءاني الظلمات: الجهل
النور: العلم
الصلة بالقرءان كقراءة يومية ءاناء الليل وأطراف النهار منقطعة لدى البعض
هذه مصيبة
والمصيبة الأخرى أن البعض يقرأ ويخوض بلا علم من لغة
وسبب نزول وشرح الحبيب صلى الله عليه وسلم وفهم الصحب الكرام
وتطبيقهم وأصول التفسير وأصول الفقه
والجمع بين أطراف الأدلة من القرءان والسنة
وفهم الواقع
ومصيبة أخرى هي أن البعض جعل الصلة معه قلبية فقط في ءايات معين
ولم يعمل عقله لأنه يرى أن المرء لا يستقل بفهم آية
وهذا تطرف في التقليد لعلماء أو شيوخ
هناك أمور تحول بين المرء وبين القرءان ذهنيا وروحيا وعاطفيا
فالبعض لا يحلقون معه ولا يستلذون به، ولا تطيب صحبتهم له، ولا تطمئن قلوبهم به
ولا تقشعر جلودهم لوعيده والبعض لا تستثار عقولهم معه، ولا تنفتح مع حججه وإشاراته
ويحسبونه عاديا أو قديما
فما السبب؟ وما النتيجة ؟
الأسباب كثيرة
منها مفاهيم فاسدة بأن الآية للمجتهدين فقط،
ولا يصح للعامة التعامل معها
ثم الغلو في وصف المجتهدين وضوابط استحقاق المرء لتلك الدرجة
والغلو في تعميم الأمر ليشمل كل الآية، وليس فقط المتشابهات، أو الأمور التفصيلية الدقيقة التي تحتاج استنباطا
وجمعا لاطراف الأدلة وهو مقابل لتطرف في التعامل معها، دون ضوابط من بيان النبي صلى الله عليه وسلم
وفهم الصحب الكرام ولغة التنزيل وأصول التفسير
ومنها تصرفات البعض – المخالفات والعصيان-التي تغلق قلوبهم عقوبة لها ، فيحرمون بها خيره ...وغيرها
والنتائج
جفاف روحي وتدن خلقي تربوي، وعزلة عن الكتاب
وطمس عقلي منهجي، ومن ثم فشل عملي وفكري، وتخبط شامل
وبالتالي مثال غير مشرف للإسلام وتجارب متعثرة وإجابات مبتسرة
الجهل ورفع العلم وانتشار الضلال من علامات الساعة
وهو حق واقع أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم الجهل ليس معناه ترك قراءة
القرءان وكتب العلم ! بل منه طمس العقل والقلب عن فهمها، وإعمال الحق
عن عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نظر إلى السماء يوما فقال : هذا أوان يرفع العلم . فقال له رجل من الأنصار
يقال له زياد بن لبيد : يا رسول الله يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب ؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة
ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى
على ما في أيديهم من كتاب الله
اقتضاء العلم العمل- الخطيب البغدادي -طبعة : المكتب الإسلامي
مقتطفات من تفسير (أضواء البيان) للشنقيطي، وهو غني عن التعريف
أفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)محمد
أيعرضون عن كتاب الله؟
فلا يتدبرون القرآن؟أنكر تعالى عليهم إعراضهم عن تدبر القرآن
بأداة الإنكار التي هي الهمزة ، وبين أن قلوبهم عليها أقفال لا تنفتح لخير ، ولا لفهم قرآن
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من التوبيخ والإنكار على من أعرض عن تدبر كتاب الله
جاء موضحاً في آيات كثيرة ، كقوله تعالى
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً - النساء-82
وقوله تعالى : أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ القول أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ الأولين -المؤمنون : 68
وقد ذم جل وعلا المعرض عن هذا القرآن العظيم في آيات كثيرة
كقوله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيِاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا- الكهف : 57
وقوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ } السجدة : 22
ومعلوم أن كل من لم يشتغل بتدبر آيات هذا القرآن العظيم
أي تصفحها وتفهمها ، وإدراك معانيها والعمل بها ، فإنه معرض عنها
غير متدبر لها ، فيستحق الإنكار والتوبيخ المذكور في الآيات إن كان الله أعطاه فهماً يقدر به على التدبر
وقد شكا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه
من هجر قومه هذا القرآن
كما قال تعالى { وَقَالَ الرسول يارب إِنَّ قَوْمِي اتخذوا هذا القرآن مَهْجُوراً } 30-الفرقان
وهذه الآيات المذكورة
تدل على أن تدبر القرآن وتفهمه وتعلمه والعمل به ، أمر لا بد منه للمسلمين
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المشتغلين بذلك هم خير الناس
كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه
قال « خيركم من تعلم القرآن وعلمه » وقال تعالى : ولكن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الكتاب وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ
آل عمران : 79
ولا يخفى على عاقل أن القول بمنع العمل بكتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
اكتفاء عنهما بالمذاهب المدونة
وانتفاء الحاجة إلى تعلمهما لوجود ما يكفي عنهما من مذاهب الأئمة من أعظم الباطل
وهو مخالف لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الصحابة ، ومخالف لأقوال الأئمة الأربعة
************
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا 24-محمد
اعلم أن قول بعض متأخري الأصوليين : إن تدبر هذا القرآن العظيم ، وتفهمه والعمل به . لا يجوز إلا للمجتهدين خاصة
الحق الذي لا شك فيه ، أن كل من له قدرة من المسلمين ، على التعلم والتفهم
وإدراك معانى الكتاب والسنة ، يجب عليه تعلمهما ، والعمل بما علم منهما
أما العمل بهما مع الجهل بما يعمل به منهما فممنوع إجماعاً
وأما ما علمه منهما علماً صحيحاً ناشئاً عن تعلم صحيح
فله أن يعمل به
ولو آية واحدة أو حديثاً واحداً
ومعلوم أن هذا الذم والإنكار على من يتدبر كتاب الله عام لجميع الناس
ومما يوضح ذلك
ومما يوضح ذلك
أن المخاطبين الأولين به الذين نزل فيهم هم المنافقون والكفار
ليس أحد منهم مستكملاً لشروط الاجتهاد المقررة عند أهل الأصول ، بل ليس عندهم شيء منها أصلاً
فلو كان القرآن لا يجوز أن ينتفع بالعمل به
والاهتداء بهديه إلا المجتهدون بالإصلاح الأصولي
لما وبخ الله الكفار وأنكر عليهم عدم الاهتداء بهداه
ولما أقام عليهم الحجة به حتى يحصلوا شروط الاجتهاد المقررة عند متأخري الأصوليين
كما ترى ومن الأحاديث الدالة على حث جميع الناس ، على العمل بكتاب الله ، وسنة رسوله
وهى أكثر من أن تحصى
كقوله صلى الله عليه وسلم : « تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي » وقوله صلى الله عليه وسلم « عليكم بسنتي » الحديث . ونحو ذلك ما لا يحصى
فتخصيص جميع تلك النصوص ، بخصوص المجتهدين
فتخصيص جميع تلك النصوص ، بخصوص المجتهدين
وتحريم الانتفاع بهدي الكتاب والسنة على غيرهم ، تحريماً باتاً
يحتاج إلى دليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يصح تخصيص تلك النصوص
بآراء جماعات من المتأخرين المقرين على أنفسهم بأنهم من المقلدين
وعلى كل حال فظواهر النصوص ، من عموم وإطلاق ، ونحو ذلك ، لا يجوز تركها إلا لدليل يجب الرجوع إليه ، من مخصص أو مقيد، لا لمجرد مطلق الاحتمال، كما هو معلوم في محله.فادعاء كثير من المتأخرين ، أنه يجب ترك العمل به ، حتى يبحث عن المخصص ، والمقيد مثلاً خلاف التحقيق
أن غير المجتهد إذا تعلم بعض آيات القرآن ، أو بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ليعمل بها
وعلى كل حال فظواهر النصوص ، من عموم وإطلاق ، ونحو ذلك ، لا يجوز تركها إلا لدليل يجب الرجوع إليه ، من مخصص أو مقيد، لا لمجرد مطلق الاحتمال، كما هو معلوم في محله.فادعاء كثير من المتأخرين ، أنه يجب ترك العمل به ، حتى يبحث عن المخصص ، والمقيد مثلاً خلاف التحقيق
أن غير المجتهد إذا تعلم بعض آيات القرآن ، أو بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ليعمل بها
تعلم ذلك النص العام ، أو المطلق ، وتعلم معه ، مخصصه ومقيده إن كان مخصصاً أو مقيداً
وتعلم ناسخه إن كان منسوخاً
وتعلم ذلك سهل جداً ، بسؤال العلماء العارفين به ، ومراجعة كتب التفسير والحديث المعتد بها في ذلك
والصحابة كانوا في العصر الأول يتعلم أحدهم آية فيعمل بها ، وحديثاً فيعمل به
ولا يمتنع من العمل بذلك حتى يحصل رتبة الاجتهاد المطلق
وربما عمل الإنسان بما علم فعلمه ما لم يكن يعلم
كما يشير له قوله تعالى :{ واتقوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله والله بِكُلِّ } البقرة : 282
و
قوله تعالى : { يِا أَيُّهَا الذين آمنوا إَن تَتَّقُواْ الله يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } الأنفال : 29
على القول بأن الفرقان هو العلم النافع
الذي يفرق به بين الحق والباطل
وقوله تعالى : ياأيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ
الحديد : 28
تنبيه مهم
يجب على كل مسلم ، يخاف العرض على ربه ، يوم القيامة ، أن يتأمل فيه
ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى ، والطاعة الكبرى
التى عمت جل بلاد المسلمين من المعمورة
وهي ادعاء الاستغناء عن كتاب الله وسنة رسوله ، استغناء تاماً ، في جميع الأحكام
من عبادات ومعاملات ، وحدود وغير ذلك ، بالمذاهب المدونة
فتأمل يا أخي رحمك الله : كيف يسوغ لمسلم ، أن يقول بمنع الاهتداء بكتاب الله
فتأمل يا أخي رحمك الله : كيف يسوغ لمسلم ، أن يقول بمنع الاهتداء بكتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وعدم وجوب تعلمهما والعمل بهما
استغناء عنهما بكلام رجال ، غير معصومين ولا خلاف في أنهم يخطئون
فإن كان قصدهم أن الكتاب والسنة ، لا حاجة إلى تعلمهما ، وأنهما يغني غيرهما ، فهذا بهتان عظيم
ومنكر من القول وزور
وإن كان قصدهم أن تعلمهما صعب لا يقدر عليه
فهو أيضاً زعم باطل
لأن تعلم الكتاب والسنة
أيسر من تعلم مسائل الآراء والاجتهاد المنتشرة
مع كونه في غاية التعقيد والكثرة
والله جل وعلا يقول
في سورة القمر مرات متعددة : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } القمر : 17 - 22 - 40
ويقول تعالى في الدخان :{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } الدخان : 58
ويقول في مريم : فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلَسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المتقين وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً-مريم : 97
فلا شك أن الذي يتباعد، عن هداه ، يحاول التباعد، عن هدى الله ورحمته
ولا شك أن هذا القرآن العظيم، هو النور الذي أنزله الله إلى أرضه
ليستضاء به فيعلم في ضوئه الحق من الباطل والحسن من القبيح والناف من الضار، والرشد من الغي
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الناس قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } النساء : 174
فإذا علمت أيها المسلم أن هذا القرآن العظيم ، هو النور الذي أنزله الله ليستضاء به ، ويهتدي بهداه
في أرضه ، فكيف ترضى لبصريتك أن تعمى عن النور .فلا تكن خفي البصيرة
واحذر أن تكون ممن قيل فيهم
خفافيثش أعماها النهار بضوئه ... ووافقها قطع من الليل مظلم
مثل النهار يزيد أبصار الورى ... نوراً ويعمي أعين الخفاش
يَكَادُ البرق يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ - البقرة : 22
يَكَادُ البرق يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ - البقرة : 22
أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحق كَمَنْ هُوَ أعمى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الألباب-الرعد : 19
.ولا شك أن من عميت بصيرته عن النور ، تخبط في الظلام
ومن لم يجعل الله له نوراً ، فما له من نور
وبهذا تعلم أنه يجب عليك الجد ، والاجتهاد في تعلم كتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبالوسائل النافعة المنتجة
والعمل بكل ما علمك الله منهما ، علماً صحيحاً
ولتعلم أن تعلم كتاب الله وسنة رسوله في هذا الزمان ، أيسر منه بكثير في القرون الأولى
فكل آية من كتاب الله قد علم ما جاء فيها من النبي صلى الله عليه وسلم ثم
من الصحابة والتابعين وكبار المفسرين
وجميع الأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وسلم حفظت ودونت
وعلمت أحوال متونها وأسانيدها وما يتطرق عليها من العلل والضعف
إلى أن قال الشنقيطي بارك الله في بيانه أبد الدهر
ومن هم العلماء الذين قالوا إن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر؟سموهم لنا
وبينوا لنا من هم؟والحق الذي لا شك فيه
أن هذا القول لا يقوله عالم ، ولا متعلم
لأن ظواهر الكتاب والسنة
هي نور الله الذي أنزله على رسوله ليستضاء به في أرضه
وتقام به حدوده ، وتنفذ به أوامره ، وينصف به بين عباده في أرضه.
(1)
تذكر كل هذا أخا الاسلام واعمل بتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم
التى تعتبر أساسا للهداية والرشاد كما تعتبر سبيلا إلى السعادة الدنيوية والآخروية
و لا تمش إلا مع رجال تحن قلوبهم إلى التقوى وترتاح للذكر
(1)
تذكر كل هذا أخا الاسلام واعمل بتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم
التى تعتبر أساسا للهداية والرشاد كما تعتبر سبيلا إلى السعادة الدنيوية والآخروية
و لا تمش إلا مع رجال تحن قلوبهم إلى التقوى وترتاح للذكر
(1)مقالة أيها السائل عما مضى- د. إسلام المازنى
(2) كتاب وصايا الرسول
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home