Contraption
البدعة
أمر الله عز وجل عباده باتباع ما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم
فقال تعالى: {المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} سورة الأعراف اية من 1-3
كما نهى عن اتباع ما وُجد عليه الآباء، ومثلهم الشيوخ وأهل البدع والأهواء في الأمور المخالفة لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} 1،
وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} 2
وكما جاء في كتاب الله العزيز الأمر بإتباع ما أنزله الله في كتابه، والنهي عن إتباع ما وجد عليه الآباء ودعاة الهوى والشيطان كما في الآية
السابقة: {أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}، فقد جاءت الأحاديث الصحيحة الصريحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحثُ الأمة على التمسك بالكتاب والسنة، وأن فيهما النجاة والعصمة،
كما قال عليه الصلاة والسلام: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي" 3، فقد ضمن صلى الله عليه وسلم للمتمسك بكتاب الله وسنته الهداية والنجاة، وعدم الضلال المؤدي للهلاك في الدنيا والشقاء في الآخرة، وفي مقابل ذلك نهى عن الابتداع في دين الله، وحذر من البدعة، وبيّن لأمته أن كل بدعة في دين الله ضلالة، فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث العرباض بن سارية الذي رواه أبو داود4 والترمذي 5 وقال: حديث حسن صحيح قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله، والسّمع والطاعة، وإن تأمّر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
********
*1* سورة البقرة، الاية: 170
********
*1* سورة البقرة، الاية: 170
* 2* سورة لقمان، الآية: 21
*3* الموطأ، القدر ص 560 ح3
*4 *أبو داود في السنة / باب في لزوم السنة ح 4443
* 5* الترمذي في العلم/ باب الأخذ بالسنة واجتناب البدعة 7/438 ح2815
ابن ماجه/ المقدمة / باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين رقم 42
أحمد / في المسند 4/126 ، 127
*********
فهذا الحديث يبين لنا جانبًا عظيما من جوانب الحفاظ على كيان الأمة، والحرص على سلامتها من التفرق المؤدي للفتنة، وذلك بحثها على لزوم الجماعة والتمسك بالسنة، والابتعاد عن كل المحدثات في الاعتقاد، والأفعال، والأقوال، والمناهج، التي تجر الأمة إلى الشقاق والنزاع المؤدي إلى الاختلاف والفرقة؛ لأن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لم يفارق هذه الدنيا حتى بلغ أمته ما أوحاهُ الله إليه من شرائع دينه، فبين للأمة كل ما فيه صلاح دينها ودنياها، تركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ولأن الله عز وجل أكمل لنبيه الدين، وأتم عليه النعمة، ورضي للبشرية كلها الإسلام دينا، فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} 1، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 2
*****
*1*سورة المائدة، الآية: 3
*********
فهذا الحديث يبين لنا جانبًا عظيما من جوانب الحفاظ على كيان الأمة، والحرص على سلامتها من التفرق المؤدي للفتنة، وذلك بحثها على لزوم الجماعة والتمسك بالسنة، والابتعاد عن كل المحدثات في الاعتقاد، والأفعال، والأقوال، والمناهج، التي تجر الأمة إلى الشقاق والنزاع المؤدي إلى الاختلاف والفرقة؛ لأن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لم يفارق هذه الدنيا حتى بلغ أمته ما أوحاهُ الله إليه من شرائع دينه، فبين للأمة كل ما فيه صلاح دينها ودنياها، تركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ولأن الله عز وجل أكمل لنبيه الدين، وأتم عليه النعمة، ورضي للبشرية كلها الإسلام دينا، فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} 1، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 2
*****
*1*سورة المائدة، الآية: 3
* 2* سورة آل عمران، الآية: 85
****
إن هذا العمل من المبتدع أيضا ، اتباع للهوى، والشهوات والله يقول: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ}، فمن لم يتبع هدى الله في هوى نفسه، فلا أحد أضلُّ منه
****
إن هذا العمل من المبتدع أيضا ، اتباع للهوى، والشهوات والله يقول: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ}، فمن لم يتبع هدى الله في هوى نفسه، فلا أحد أضلُّ منه
إن هذا المبتدع في دين الله عز وجل ، الذي جعل نفسه مضاهيا للشارع، قد جاء ذمُّهُ في كتاب الله عز وجل لأنه من زاغ أزاغ الله قلبه، إذ الجزاء من جنس العمل
فالله يقول: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}، وذلك باتباعهم المتشابه من القرآن، وترك محكمه، وابتغائهم تأويله، أي تحريفه،
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} 1، فقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} إلى آخر الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم" وفي رواية قال: "فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه، فهم الذين عَنَى الله فاحذروهم"، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}، قال ابن كثير: (أي: فرقا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات، فإن الله قد برأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هم فيه
وكما جاء ذمّ المبتدع وبيان زيغ قلبه في كتاب الله عز وجل ، فكذلك ورد ذمّه في أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيها ذم المبتدعة وبيان ضلالهم وآثامهم، ورد أعمالهم، ففي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رَدٌّ"، وفي رواية مسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ"، أي: مردود عليه 2
****
*1* سورة آل عمران الأية 7
*2* البخاري، البيوع، فتح الباري 4/355 باب 60
فالبدعة في الشرع: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.وهذا التعريف يشمل كل ما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه. فأما ما له أصل في الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعا، وإن سمي بدعة لغة،
ومنها: بدعة المولد، فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، ولا يتم إيمان المسلم حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين، كما في صحيح البخاري، ولكن محبته هي طاعته ومتابعته، أي: امتثال أمره، واجتناب نهيه، وقد نهى عن البدع وحذر منها، وقال: "كل محدثة بدعة"، وقال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" حديث متفق عليه، ولم يثبت عنه ولا عن خلفائه، ولا عن الصحابة، ولا علماء السنة المتبوعين من عمل مولدًا، وإنما هذا المولد أحدثه الفاطميون العبيديون الرافضة الذين يرجع نسبهم إلى المدّعي النسب الفاطمي وهو يهودي من سلمية
****
وكما جاء ذمّ المبتدع وبيان زيغ قلبه في كتاب الله عز وجل ، فكذلك ورد ذمّه في أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيها ذم المبتدعة وبيان ضلالهم وآثامهم، ورد أعمالهم، ففي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رَدٌّ"، وفي رواية مسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ"، أي: مردود عليه 2
****
*1* سورة آل عمران الأية 7
*2* البخاري، البيوع، فتح الباري 4/355 باب 60
فالبدعة في الشرع: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.وهذا التعريف يشمل كل ما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه. فأما ما له أصل في الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعا، وإن سمي بدعة لغة،
ومنها: بدعة المولد، فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، ولا يتم إيمان المسلم حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين، كما في صحيح البخاري، ولكن محبته هي طاعته ومتابعته، أي: امتثال أمره، واجتناب نهيه، وقد نهى عن البدع وحذر منها، وقال: "كل محدثة بدعة"، وقال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" حديث متفق عليه، ولم يثبت عنه ولا عن خلفائه، ولا عن الصحابة، ولا علماء السنة المتبوعين من عمل مولدًا، وإنما هذا المولد أحدثه الفاطميون العبيديون الرافضة الذين يرجع نسبهم إلى المدّعي النسب الفاطمي وهو يهودي من سلمية
****
المصدر
البدعة ضوابطها وأثرها السيء في الأمة
تأليف:الشيخ / علي بن محمد ناصر الفقيهي
موقع روح الاسلام
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home