شدت ركائبه إلى الرحمن
إنه الأفق الوضيء الكريم،
الذي يهتف القرآن الكريم بالنفس البشرية لتتطلع إليه،
وترقى في مدارجه، على حدائه النبيل البار.
الأفق الذي يكبر فيه الإنسان لأنه يطامن من كبريائه،
وترف فيه روحه طليقة لانها تعنو لله!
إنه الانطلاق من قيود الذات ليصبح البشر أرواحا من روح الله.
ليس لها حظ في شيء إلا رضاه.
ومع هذا الانطلاق جهاد لنصرة الخير وتحقيق الحق؛
وعمل لعمارة الأرض وترقية الحياة؛
وقيادة للبشرية قيادة رشيدة نظيفة معمرة،
بانية عادلة خيرة، ..
بانية عادلة خيرة، ..
الإتجاه فيها إلى الله.
وعبثا يحاول الإنسان الانطلاق والتحرر
وهو مشدود إلى ذاته،
وعبثا يحاول الإنسان الانطلاق والتحرر
وهو مشدود إلى ذاته،
مقيد برغباته، مثقل بشهواته.
عبثا يحاول ما لم يتحرر من نفسه،
عبثا يحاول ما لم يتحرر من نفسه،
ويتجرد في لحظة النصر والغنم من حظ نفسه
ليذكر الله وحده.
وهذا هو الأدب الذي اتسمت به النبوة دائما،
ليذكر الله وحده.
وهذا هو الأدب الذي اتسمت به النبوة دائما،
يريد الله أن ترتفع البشرية إلى آفاقه،
أو تتطلع إلى هذه الآفاق دائما ..
أو تتطلع إلى هذه الآفاق دائما ..
كان هذا هو أدب يوسف - عليه السلام -
في اللحظة التي تم له فيها كل شيء،
وتحققت رؤياه: " ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا،
وقال: يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا.
وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن
وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ
الشيطان بيني وبين إخوتي.
إن ربي لطيف لما يشاء، إنه هو العليم الحكيم " ..
وفي هذه اللحظة نزع يوسف - عليه السلام - نفسه
وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ
الشيطان بيني وبين إخوتي.
إن ربي لطيف لما يشاء، إنه هو العليم الحكيم " ..
وفي هذه اللحظة نزع يوسف - عليه السلام - نفسه
من الصفاء والعناق والفرحة والابتهاج
ليتجه إلى ربه في تسبيح الشاكر الذاكر.
ليتجه إلى ربه في تسبيح الشاكر الذاكر.
كل دعوته وهو في أبهة السلطان وفي فرحة تحقيق الأحلام:
" رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث،
" رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث،
فاطر السماوات والأرض،
أنت وليي في الدنيا والآخرة،
توفني مسلما، وألحقني بالصالحين " ..
وهنا يتوارى الجاه والسلطان،
وتتوارى فرحة اللقاء وتجمع الأهل ولمة الإخوان،
وتتوارى فرحة اللقاء وتجمع الأهل ولمة الإخوان،
ويبدو المشهد الأخير مشهد إنسان فرد يبتهل إلى ربه
أن يحفظ له إسلامه حتى يتوفاه إليه،
أن يحفظ له إسلامه حتى يتوفاه إليه،
وأن يلحقه بالصالحين عنده.
من فضله ومنه وكرمه ..
وكان هذا هو أدب سليمان عليه السلام
وكان هذا هو أدب سليمان عليه السلام
وقد رأى عرش ملكة سبأ حاضرا بين يديه
قبل أن يرتد إليه طرفه:
قبل أن يرتد إليه طرفه:
" فلما رآه مستقرا عنده
قال: هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر،
قال: هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر،
ومن شكر فإنما
يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم " ..
يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم " ..
وهذا كان أدب محمد ع في حياته كلها،
وفي موقف النصر والفتح الذي جعله ربه علامة له ..
انحنى لله شاكرا على ظهر دابته ودخل مكة في هذه الصورة.
انحنى لله شاكرا على ظهر دابته ودخل مكة في هذه الصورة.
مكة التي آذته وأخرجته وحاربته ووقفت
في طريق الدعوة تلك الوقفة العنيدة ..
في طريق الدعوة تلك الوقفة العنيدة ..
فلما أن جاءه نصر الله والفتح،
نسي فرحة النصر وانحنى انحناءة
الشكر، وسبح وحمد واستغفر كما لقنه ربه،
الشكر، وسبح وحمد واستغفر كما لقنه ربه،
وجعل يكثر من التسبيح والحمد والاستغفار
كما وردت بذلك الآثار.
كما وردت بذلك الآثار.
وكانت هذه سنته في أصحابه من بعده،أجمعين.
وهكذا ارتفعت البشرية بالإيمان بالله،
وهكذا أشرقت وشفت ورفرفت، وهكذا بلغت من
العظمة والقوة والانطلاق ..
العظمة والقوة والانطلاق ..
"والله ما فتحوا البلاد بكثرة ... أنى وأعداؤهم بلا حسبان..
وكذاك ما فتحوا القلوب بهذه ...الآراء بل بالعلم والإيمان..
....
فإذا هما اجتمعا لقلب صادق ... شدت ركائبه إلى الرحمن"
وكذاك ما فتحوا القلوب بهذه ...الآراء بل بالعلم والإيمان..
....
فإذا هما اجتمعا لقلب صادق ... شدت ركائبه إلى الرحمن"
منقول ..للتدبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home