عهد الله
قال تعالي في سورة البقرة :
وَإِذِ
ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
قَالَ
إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا
قَالَ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
قال: لا ينال عهدي الظالمين " . . .
والظلم أنواع وألوان: ظلم
النفس بالشرك،
وظلم الناس بالبغي
. . والإمامة الممنوعة على
الظالمين تشمل كل معاني
الإمامة: امامة
الرسالة،
وإمامة الخلافة، وإمامة الصلاة
. . وكل معنى من معاني
الإمامة والقيادة.
فالعدل بكل معانيه هو أساس استحقاق
هذه الإمامة في أية صورة من صورها
. ومن ظلم - أي لون من الظلم
- فقد جرد نفسه من حق الإمامة وأسقط حقه فيها؛
بكل معنى من معانيها.
وهذا الذي قيل لإبراهيم - عليه
-
وهذا العهد بصيغته التي لا التواء فيها ولا غموض
قاطع في تنحية اليهود عن القيادة والإمامة،
بما ظلموا،
وبما فسقوا،
وبما عتوا
عن أمر الله،
وبما انحرفوا
عن
عقيدة جدهم إبراهيم . .
وهذا الذي قيل لإبراهيم - عليه السلام
- وهذا العهد بصيغته التي لا التواء فيها ولا غموض
قاطع كذلك في تنحية من يسمون أنفسهم المسلمين اليوم
.
بما ظلموا،
وبما فسقوا
وبما بعدوا عن طريق الله،
وبما نبذوا من شريعته وراء ظهورهم
. . ودعواهم الإسلام،
وهم ينحون
شريعة الله
ومنهجه عن الحياة،
دعوى كاذبة لا تقوم على أساس من عهد الله.
فما الإسلام الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام
إلا الدين الواحد الخالد
جاء به في صورته الأخيرة؛
وهو امتداد لرسالة الله،
ولعهد الله منذ البشرية الأولى،
يضم جناحيه على ما مضى،
ويأخذ بيد البشرية فيما
سيأتي؛
ويوحد بين " العهد القديم "التوراة"
" و " العهد الجديد ""الإنجيل"
ويضيف ما أراده الله من الخير والصلاح
للبشرية في مستقبلها الطويل؛
ويجمع بذلك بين البشر كلهم إخوة متعارفين؛
يلتقون على عهد الله،
ودين الله؛
لا يتفرقون شيعا وأحزابا،
وأقواما وأجناسا؛
ولكن يلتقون عبادا لله،
مستمسكين جميعا بعهده
الذي لا يتبدل منذ فجر الحياة
بتصرف في ظلال القرآن
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home