أصحاب الكهف..تدبر
في يوم الجمعة خاصة نذكركم..
يا أصحاب الكهف،
لم يذكر لكم تاريخ أحوال عريض الأحداث، أو عمر طويل في العلم والدعوة والقتال لتنالوا الخلود، وتصبحوا قدوة للوجود،
لكن ذكرت لكم استقامة الوجهة، وسلامة القلب، والرضا بالغربة في الحق، والسداد دون هوى في اختيار المنهج الصحيح والطريق الطيب، مهما بدا غريبا.. مكلفا.. والاستعداد لتضحياته، ولمواقفه الفاصلة العصيبة
بنفس الفرقان،
فعلم الله تعالى ما في قلوبكم وحسن رجائكم وصدق النية والعزم في مبادرتكم العملية، وقبولكم للتبعات، وتنفيذكم للواجب وطاعتكم لربكم رب السماوات والأرض ورفضكم العبودية لغيره تعالى، مهما كلفكم الموقف، وصدقتم القول بالعمل،
وكنتم مرتبطين قلبا وقالبا ولسانا ناطقا بمولاكم سبحانه، وذهبتم في سبيله لا يشغلكم سوى الحفاظ على دينكم أولا، وترون فيه الفلاح الوحيد، هنيئا لكم إذ هاجرتم إلى ربكم وألحقنا الله بكم غير مفتونين..
إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا....
.....
وقال تعالى كذلك:
إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
....
وقال تعالى عنهم:
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا
--------------
د.إسلام المازني
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home