شرح حديث بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ
الحمد لله تعالى ،
والصلاة والسلام على نبينا محمد .
روى البخاري بإسناده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ
روى البخاري بإسناده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ
فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ
أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي
قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا."
[ اتفق عليه الشيخان]
بعثت بجوامع الكلم" قال الهروي: يعني به القرآن،
بعثت بجوامع الكلم" قال الهروي: يعني به القرآن،
جمع الله تعالى في
الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة،
وكلامه صلى الله عليه وسلم كان
بالجوامع قليل اللفظ كثير المعاني.

وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ
كقوله تعالى :
{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ }
ومفاتيح خزائن الأرض المراد منها ما يفتح لأمته
من بعده من الفتوح ، وقيل المعادن ،
قال ابن حجر:
" وَقَوْل
أَبِي هُرَيْرَة " وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا " بِوَزْنِ
تَفْتَعِلُونَهَا - مِنْ النَّثْل بِالنُّونِ وَالْمُثَلَّثَة -
أَيْ
تَسْتَخْرِجُونَهَا ، تَقُول نَثَلْت الْبِئْر إِذَا اِسْتَخْرَجْت
تُرَابهَا . "
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : " الْمُرَاد بِخَزَائِن الْأَرْض مَا فُتِحَ عَلَى الْأُمَّة مِنْ الْغَنَائِم
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : " الْمُرَاد بِخَزَائِن الْأَرْض مَا فُتِحَ عَلَى الْأُمَّة مِنْ الْغَنَائِم
مِنْ
ذَخَائِر كِسْرَى وَقَيْصَر وَغَيْرهمَا ،
قَالَ غَيْره : بَلْ يُحْمَل عَلَى أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ . "
وأميل يا اخوة لقول من قال: " بل أعم من ذلك "
وأظن أن هذا الحديث يدلنا على أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -
وأميل يا اخوة لقول من قال: " بل أعم من ذلك "
وأظن أن هذا الحديث يدلنا على أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -
ستعطى نعم كلما ذهبت نعمة أتت
أختها ،
وذلك كلما جُدد الدين في عروقها ورجعت إليه ،
متدبرا صروف الزمان
ومتصفحا تاريخ أمة رزقت خير الأديان .
والله أعلم وأحكم.
والله أعلم وأحكم.
عباد الله أيها المؤمنون:
* من حفظ الله لدينه وعباده
ما روى ابن ماجة والإمام أحمد واللفظ لابن
ماجة
قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ
زُرْعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ
وَكَانَ قَدْ
صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
يَقُولُ:
"لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ
غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ"
اهـ.
فلنكن يا عباد الله من هذا الغرس
فلنكن يا عباد الله من هذا الغرس
الذين يستعملهم الله في طاعته برحمة عباده
وتطهير بلاده،
فطوبى لمن كان الخير على يديه،
والويل لمن كان الشر على
يديه،
ولنتب التوبة النصوح،
ولنجتنب السبيل الذي سالكه موبوق
بتصرف
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home