آيــــــــــــات للتـدبر
قال تعالى :
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ
فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ
وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ
( 187
لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا
وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا
فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 188 ) .
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 189 ) .
سورة آل عمران
"
وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب
لتبيننه للناس ولا تكتمونه
فنبذوه وراء ظهورهم،
واشتروا به ثمنا قليلا
فبئس ما يشترون "
!
" واشتروا به ثمنا قليلا "
.
هو عرض من أعراض هذه الأرض،
ومصلحة شخصية
وكله ثمن قليل،
ولو كان ملك الأرض كلها طوال الدهور!
فما أقل هذا الثمن ثمنا لعهد الله!
وما أقل هذا المتاع متاعا
حين يقاس بما عند الله!
"
فبئس ما يشترون "
!
قال تعالى :
" لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا،
ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا،
فلا تحسبنهم بمفازة من
العذاب ولهم عذاب أليم "
..
وهي تصور نموذجا من الناس
يوجد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
ويوجد في كل جماعة.
نموذج الرجال الذين
يعجزون عن احتمال تبعة الرأي،
وتكاليف العقيدة، فيقعدون متخلفين عن الكفاح
فإن غلب المكافحون وهزموا رفعوا هم رؤوسهم وشمخوا بأنوفهم،
ونسبوا إلى أنفسهم التعقل والحصافة والأناة ..
أما إذا انتصر المكافحون وغنموا،
فإن أصحابنا هؤلاء يتظاهرون بأنهم كانوا من مؤيدي خطتهم؛
وينتحلون لأنفسهم يدا في النصر،
ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا!
إنه نموذج من نماذج البشرية يقتات الجبن والادعاء
نموذج يرسمه التعبير
في لمسة أولمستين
.
فإذا ملامحه واضحة للعيان،
وسماته خالدة في الزمان
وتلك طريقة القرآن.
هؤلاء الناس يؤكد الله للرسول عليه الصلاة والسلام
أنهم
لا نجاة لهم من العذاب
.
وإن الذي ينتظرهم عذاب أليم
لا مفر لهم منه و لا معين:
"
فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم " .
والذي يتوعدهم به هو الله
.
مالك السماوات والأرض
.
القادر على كل شيء
.
فأين المفازة إذن؟
وكيف النجاة؟
" ولله ملك السماوات والأرض،
والله على كل شيء قدير
"
أعمال
المشركين والكافرين
قال الله تعالى:
مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ
كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ
لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ
إبراهيم 18
مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ
كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ
لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ
إبراهيم 18
ومشهد الرماد تشتد به الريح
في يوم عاصف مشهود معهود،
يجسم به السياق معنى ضياع
الأعمال سدى،
لا يقدر أصحابها على الإمساك بشيء منها،
ولا الانتفاع به أصلا. يجسمه في هذا
المشهد العاصف المتحرك،
فيبلغ في تحريك المشاعر له
ما لا يبلغه التعبير الذهني المجرد
عن ضياع الأعمال
عن ضياع الأعمال
وذهابها بددا.
هذا المشهد ينطوي على حقيقة ذاتية في أعمال الكفار
فالأعمال التي لا تقوم
على قاعدة منالإيمان،
على قاعدة منالإيمان،
ولا تمسكها العروة الوثقى
التي تصل العمل بالباعث،
التي تصل العمل بالباعث،
وتصل الباعث بالله
..
مفككة كالهباء
والرماد،
لا قوام لها ولا نظام
فليس المعول عليه هو العمل،
ولكن باعث العمل
فالعمل حركة آلية لا
يفترق فيها الإنسان عن الآلة
إلا بالباعث والقصد والغاية
وهكذا يلتقي المشهد المصور مع الحقيقة العميقة،
وهو يؤدي المعنى
في أسلوب مشوق موح
مؤثر.
ويلتقي معها التعقيب:
" ذلك هو الضلال البعيد "
..
فهو تعقيب يتفق ظله مع ظل الرماد المتطاير
في يوم عاصف .. إلى بعيد! !
منقول .. بتصرف
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home