الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ
قال تعالى :
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا
وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ
حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ
[الأنبياء:47]
والحبة من خردل تصور أصغر ما تراه العيون وأخفه في الميزان،
وهي لا تترك يوم الحساب ولاتضيع.
والميزان الدقيق يشيل بها أو يميل!
فلتنظر نفس ما قدمت لغد.
وليصغ قلب إلى النذير.
وليبادر الغافلون المعرضون المستهزئون قبل
أن يحق النذير في الدنيا أو في الآخرة.
فإنهم إن نجوا من عذاب الدنيا فهناك عذاب الآخرة الذي تعد موازينه،
فلا تظلم نفس شيئا، ولا يهمل مثقال حبة من خردل.
وهكذا ترتبط موازين الآخرة الدقيقة،
بنواميس الكون الدقيقة،
بسنن الدعوات، وطبائع الحياة والناس.
وتلتقي كلها متناسقة موحدة
في يد الإرادة الواحدة مما يشهد لقضية التوحيد
وعن أبي سعيد الخدري عن
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال
:
«قال موسى: يا رب علمني شيئا
أذكرك وأدعوك به
أذكرك وأدعوك به
قال: قل يا موسى
لا إله إلا الله.
قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا.
قال: يا موسى!
لو أن السماوات السبع
وعامرهن غيري
والأرضين السبع في كفة،
رواه ابن حبان والحاكم،
وصححه.
وجاء في الحديث بسند صحيح
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال
سيخلص الله عز وجل
يوم القيامة رجلًا على رؤوس الخلائق ,
هذا مشهد
عظيم,الخلائق
يشمل من أدم إلى قيام الساعة
وهذا رجل وليس رجل فقط
كل من
كان هذا شأنه على رؤوس الخلائق
فتمد له تسعة وتسعون سجلًا كل سجل مد البصر
هذه سجلات مليئة بالذنوب سجلات فيها ذنوب ,
ثم يقال له: يا عبدي أظلمك كتبتي
فيقول :لا
فيقول: هل لك من عذر
فيقول :لا
فيقول: هل لك من حسنة
فيقول: لا
فيقول:
بلى
إن لك عندنا
حسنة وإنك لن تظلم
فيؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله
وتوضع في كفة
وتلك
السجلات كلها في كفة
فتطيش تلك السجلات
وتثقل تلك البطاقة
قال :ولا
يثقل مع اسم الله شيء
وأن من حقق هذه الكلمة لم يخف
إذا خاف الناس يوم القيامة وصار آمناً ,
إنما يحصل في البلاد وبين العباد
من الظلم وزعزعة الآمن والبغي والفتن
كل ذالك بضعف تحقيق التوحيد
إنه بضعف تحقيق توحيد الله
فوا الله لو حققوا دين الله
وتوحيد الله عز وجل
لسعدوا في الدنيا والآخرة
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ
ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)-
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)-
[النحل/97]
(الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)- [الأنعام/82]
أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)- [الأنعام/82]
من باب هذه الآية
(إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا
وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)-
[فصلت/30]
(نَحْنُ
أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ
وَلَكُمْ
فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)- [فصلت/31]
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)- [فصلت/31]
-(نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)- [فصلت/32]
كل هذا من ثمار تحقيق توحيد الله
فهذا البلاء بالعباد والبلاد بضعف التوحيد ,
بقلة التوحيد ,
بعدم العناية به وبما بعده مما ينبني عليه
نسأل الله التوفيق لما يحبه ويرضاه
وأن يتوفانا على الإسلام والسنة
وأن يختم لنا بالحسنة والحمد لله رب العالمين.
منقول ..بتصرف
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home