وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ
يقول ابن القيم_رحمه الله_
في كتاب الأمثال في القرآن
وتحت قوله تعالى:
وتحت قوله تعالى:
(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
كنز
عظيم من وفق لمظنته وأحسن استخراجه واقتناءه
وأنفق منه فقد غنم ومن حرمه
فقد حرم
وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين
فإن لم يثبته
وإلا زالت سماء إيمانه وأرضه عن مكانهما
وقد قال تعالى لأكرم خلقه عليه
عبده ورسوله:
(وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ
إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا) ،
وقال تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى
الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا)
وفي
الصحيحين من حديث البجلي قال: (وهو يسألهم ويثبتهم) ،
وقال تعالى لرسوله
صلى الله عليه وسلم
(وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ).
.
فالخلق كلهم قسمان: موفق بالتثبيت ومخذول بترك التثبيت،
(وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ).
.
فالخلق كلهم قسمان: موفق بالتثبيت ومخذول بترك التثبيت،
ومادة التثبيت وأصله ومنشأه من القول الثابت
وفعل ما أمر به العبد
فيهما يثبت الله عبده فكل ما كان أثبت قولا وأحسن
فعلا كان أعظم تثبتا،
قال تعالى: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا
لهم وأشد تثبيتا)
فأثبت الناس قلبا أثبتهم قولا والقول الثابت هو القول
الحق والصدق
وهو ضد القول الباطل الكذب،
فالقول نوعان: ثابت له حقيقة
وباطل لا حقيقة له،
وأثبت القول كلمة التوحيد ولوازمها
فهي أعظم ما يثبت
الله بها عباده
في الدنيا والآخرة،
ولهذا ترى الصادق من أثبت الناس
وأشجعهم قلبا
والكاذب من أمهن الناس
وأخبثهم وأكثرهم تلويا وأقلهم ثباتا ،
وأهل الفراسة يعرفون صدق الصادق
من ثبات قلبه وقت الاختبار
وشجاعته ومهابته
ويعرفون كذب الكاذب بضد ذلك،
ولا يخفى ذلك إلا على ضعيف
البصيرة،
وسئل بعضهم عن كلام سمعه من متكلم به
فقال: والله ما فهمت منه
شيئا الا أني سمعت لكلامه صولة ليست بصولة مبطل
فما منح العبد منحة أفضل
من منحة القول الثابت
ويجد أهل القول الثابت ثمرته أحوج ما يكونون إليه في
قبورهم ويوم معادهم
كما في صحيح مسلم من حديث البراء بن عازب
عن النبي صلى
الله عليه وسلم: أن هذه الآية نزلت في عذاب القبر ،
وقد جاء (هذا) مبينا
في أحاديث صحاح....
عن أم سلمة رضي الله عندما سُئِلت
عن أكثر دعائ الرسول عليه الصلاة والسلام
إذا كان عندها
إذا كان عندها
قالت: كان أكثر دعائه:
”يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك“.
قالت: قلت: يا رسول الله مالِ أكثر دعائك:
”يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك“؟
قال: ”يا أم سلمة،
إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله
فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ“.
الترمذي 5/238، وأحمد 4/182، والحاكم 1/525 و528
الترمذي 5/238، وأحمد 4/182، والحاكم 1/525 و528
وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي 3/171.
قال الحسن البصري رحمه الله :
المؤمن يجمع إحساناً وخوفاً
والمنافق يجمع تقصيرًا وأمناً.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
إنك لن تدع شيئا لله عز وجل
إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه .
سنده صحيح
منقول .. بتصرف
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home