قطار الربيع العربى إلى أين سيصل بنا؟؟!!
هكذا كانت البداية
بدأت
الثورات فى تونس عندما أضرم الشاب محمد البوعزيزى النار فى نفسه احتجاجاً
على الاوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية ،وعدم تمكنه من تأمين قوت
عائلته ،فاندلعت بذلك الثورة التونيسية والتى انتهت فى 14 يناير عندما غادر زين العابدين بن على البلاد بطائرة الى مدينة جدة فى السعودية ،واستلم من بعده السلطة محمد الغنوشى الوزير الاول السابق ،وبعدها بتسعة ايام اندلعت الثورة المصرية ثورة 25 يناير ،تليها بأيام الثورة اليمنية فى 11 فبراير التالى أعلن محمد حسنى مبارك تنحيه عن السلطة والان يحاكم بتهمة قتل المتظاهرين وبتهمة الفساد .
واثر انجاح الثورتين التونسية والمصرية
بإسقاط نظامين الحكم بدأت الاحتجاجات السلمية للمطالبة بإنهاء الفساد
وتحسن الاوضاع المعيشية بل وأحيانا اسقاط الانظمة ،بالانتشار سريعا فى
انحاء الوطن العربى الاخرى،فبلغت الاردن والبحرين والجزائر وجيبوتى والسعودية والسودان والكويت ولبنان والعراق وعمان وسوريا وفلسطين(مطالبين بإنهاء الانقسام ووصلت فى ليبيا وسوريا الى ثورة مسلحة وبعد صراع طويل تمكن الثوار من قتل القذافى حاكم ليبيا ،ومازالت الثورة السورية
تحصد ارواح الشعب السورى بإيدى سورية بسبب جنون السلطة التى اصاب حاكم
البلاد ولا تزال الصورة فى سوريا دموية حتى الان ، ولكن اظهرت هذه الثورات
حقا تضعضع الحكام العرب وهشاشة أنظمتهم بوجه الغضب الشعبى الذى قتل الخوف
من الموت فى النفوس والهيبة من
القتل فى القلوب ولقد تقطعت بهم السبل وضاقت عليهم الدنيا بما رحبت بعد أن
كانت الارض لهم ولعوائلهم وحاشيتهم وأصبحوا يتخبطون فلا يهتدون سبيلا
ويتلفتون فلا يجدون ولياً ولا نصيراً …. وأزيحت من امامهم المرآة السحرية
التى كانت تظهرهم عمالقة وتهول على الشعب خطرهم وانجابت تلك الغمامة التى
أظلتهم طويلا ورسمت حولهم الغموض المخيف فما عادت شعوبهم ترى منهم الا ما
هم عليه ….. أقزام يرتجفون وقعون على الارض مع كل خطوة يخطوها
شباب الثورة الجبار ،بإتجاه القصور التى بناها الطغاة من عرق الشعوب ومن
دمائها …وفى تونس وليبيا واليمن فرح الجميع ولكن سرعان ما تبدد الفرحة
بتدخل الاعداء ليستغلوا الامور لصالحهم كالمعتاد ..فنشروا الفوضى فى ليبيا
حتى أسفرت عن تقاتل القبائل والنتيجة تقسيم شمال ليبيا لفيدرالية خاصة
تمهيدا لتقسيم البلاد وفى تونس مازال الصراع الاسلامى وفرض العضلات لم
ينتهى حتى الان وهذا كله بسبب هبوط الاعداء على تلك الثورات وتسخيرها
لصالحهم ولتحقيق مكاسبهم كالمعتاد على أنقاض الابرياء .
وأما بمصرنا فقد طغت
الفرحة وعمت كل مكان وظن الجميع أنهم سيصعدون قطارالامل الذى سينقلهم من
هذه الحياة البائسة الى جزيرة الاحلام وما سيجدون فيها من حرية وعدل وآمان
وحياة كريمه سستنسيهم ما لاقوه من ويلات الحياة ،مؤمنين بتميمة الحظ التى
هى اساسها الامل والعمل والارادة ، واصطف الجميع اطفال شباب شيوخ نساء
الجميع بلا استثناء وقفوا على رصيف الحياة راسموان على شفاهم ابتسامة
الامل منتظرين وصول القطار الذى سينقلهم الى جزيرة الاحلام التى لطالما
سمعنا عنها وحلمنا بها حتى كادت ان تأيس منا الاحلام وصعدنا جميعاً القطار
وصعد معنا حماة الشعب الابطال وصعد معنا الصفوة والنخبه الذيين اتوا فقط
لجنى الثمار.. وبعد ما تحركت عجلة القطار . وفى
عز نشوتنا بالانتصار وفى لحظة صفاء امتزجت بـحبات الضجيج .. حاولت أن
ابعثر ذاك الغموض الذى احاط بالقطار ،فسمعت مشادات بين حماة الشعب وبين
هؤلاء على قيادة القطار ثم فوضوا الينا الاختيار فأختارنا الصفوة بعد
خداعنا بمظهرهم وكلماتهم التى تنم عن التقوى والايمان ،وبعد ما تعهدوا
لنا أن يصلوا بنا الى بر الامان وتعهدوا بأنهم هنا من أجلنا نحن ومن أجل
سلامتنا ووعدوا بأن يتقوا فينا الله ، فوثقنا فيهم ووليناهم علينا وتعهد
الحماة بأنهم سيكونوا ايضا هنا ولن يتركون حتى يحقق لنا الصفوة ما وعدونا
به ولكنهم لا يتدخلون وبعد ما يوفوا الصفوة بوعودهم سيسلموا لهم قيادة
القطار متمنينا لهم التوفيق والسداد وسنحيا معاً فى جزيرة الاحلام ،،،جزيرة
لم تفرض عليها القيود الجبرية ولم تقهر بزمنية وقت ولا ضاقت بها الحدود
الالزامية ، منذ سالف الازمنة ، وتعاقب الحضارات ، ، حتى البدانية ،نحيا
فيها لحب بلا كلل ،،ولا ملل ،،، صخب فى صخب ،نحيا هائمين فى الفضاء ونصل
معا لعنان السماء،،فى حمى خير الاجناد منتشرون فيها على الحدود
لحماية الجزيرة وحمايتنا من كل قرصان خائن جبان .. ولكن بتسليم الصفوة
جزء من القيادة فاصيبت بالغرور وفكرت بأنها تستطيع أن تطيح بهؤلاء الحماة
وتتولى هى القيادة وحدها دون منازع ولا شريك حتى يتثنى لها الاستحواذ على
خيرات الجزيرة تكون ملك يدها تتخذها غنيمة عوضا عن سينين الضياع ، وحتى
تسيطر علينا
كما تشاء، ولكن سرعان ما ظهر المستور ووقع القناع وظهر ما خبآته نفوسهم من
حقد وبغضاء وما يصيب قلوبهم من أمراض فحاولوا اضرام النيران فى القطار
للتخلص من الحماة حتى ولو كان هذا بإحراقنا جميعا ، فعندهم كل شئ مباح
،فعقيدتهم الغاية تبرر الوسيلة … اين الوعود …!! ما كانت وعودهم الا اكاذيب وخداع ، مؤلم أن تعيش فى غابة الظنون … صورة انكسرت ضاعت صورة الوفاء …..ولم
يستوعبوا هؤلاء أنهم بفعلهم هذا سيخسرون كل شئ ويدمر القطار ولن ينالوا شئ
، ولكن ضعف عقولهم وجنون التملك انساهم هذا، وللاسف. كلماظننا أننا
اقتربنا نرى المسير يطول ولا نهاية .. والهم يتثاقل مع اتساع الخطى خطوة
تليها خطوات ، والوجع يتزايد واستحالة أن يتوقف الهذيان والرؤوى المسكونة
بهواجس الخوف والاحلام . أه تلك الاحلام الموبؤة ونحن
هنا كالمنكسر المتناثر شظايا نلملم السراب .. وبدت امنيتنا هى امنية
المستحيل فالريح عاتية ..و الوقوف امامها عبث .. والهروب اليها عبث .. ما
أطول الليل .. وما أصعب امل بعيد بعد المحال، والخطى المتسارعة كعذاب من
عذاب ،وتوسمت العبرات على شفاه الكلمات ، وضاعت الامنيات فى جرف سيل من
ضياع الامان وكأننا حكم علينا بأبدية القيود، ولكن
حماتنا لم يتيحوا لهم الفرصة فكلما نصب لهم كمينا نجاهم الرحمن .
ولما لا
..وقد قال فيهم الصادق الامين أنهم خير الاجناد فهم وأهلهم فى رباط اليى
يوم الدين ويعود لنا الامل من جديد ويرسم امانينا على خد السحاب، ،ولكن
هؤلاء الذين هم من بنى جلدتنا ما زالوا يكيدوا لهم المكايد مستعنين
بشياطين الانس والجان ، محققيين بجهلهم وطمعهم وحقد نفوسهم أحلام الاعداء
… وهذا هو الواقع ايضا فى سائر البلدان ،،،
ترى ماذا ستأيل اليه الاحداث والى اين سيصل بنا القطار
ترى هل سيصل بنا القطار الى جزيرة الاحلام التى ننشدها…
أم يد الجهل الممدودة للاعداء ستنال منا ؟؟؟؟
سأترك لك الجواب
بقلم شمس الدعوة المصرية
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home