أبي بن كعب أبي المنذر رضي الله عنه
الحمد لله ,والصلاة والسلام على رسول الله ,وعلى اله وصحبه ,ومن والاه
لما نزلت سورة البينة على الرسول عليه الصلاة والسلام ,أمره ربه أن يقرأ هذه الصورة بالذات على أحد الصحابة الأجلاء ,العظام , هو أبي بن كعب أبي المنذر رضي الله عنه وأرضاه .
وذهب صلى الله عليه وسلم في الليل ممتثلا أمر ربه,وهذه الخصوصية لأبي بن كعب ,لأنه سيد القراء ,ولأنه مؤمن صادق ,مهتم بكتاب الله عز وجل ,تلاوة ,وحفظا ,وعملا .
ولهذا يسأله صلى الله عليه وسلم في بعض المناسبات يقول : يا أبا المنذر أي أية في كتاب الله أعظم .
قال : الله ,ورسوله أعلم .
قال : أي أية في كتاب الله أعظم .
قال:الله لا اله إلا هو الحي القيوم .
فضرب صلى الله عليه وسلم في صدره ,وقال :ليهنك العلم أبا المنذر . ذهب صلى الله عليه وسلم لقرأ عليه سورة البينة امتثالا من أمر ربه, وهو تشريف لهذا الإمام أبي بن كعب ومعرفة لمنزلته ,ولزيادة توجيهه للاهتمام في كتاب الله .
واقترب صلى الله عليه وسلم من بابه ,وطرق الباب عليه ,وأتى أبي بن كعب ,تصوروا فرحوا وأبا كعب وهو يفتح بالليل لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ,أي ضيف ,أي وافد ,أي زائر ,مأعظم هذا الإنسان ,وما أكرمه ,وأجمله عليه الصلاة والسلام , صلى الله عليه وسلم .
فتح أبي بن كعب فدخل صلى الله عليه وسلم أتى ليقرأ السورة ,لم يأتي ليتعشى ,لم يأتي ليسهر ,لم يأتي لينام .
قال: إن الله أرسلني إليك, وأمرني أن أقرأ عليك سورة البينة.
قال : وسما ني ,يقول أبي بن كعب :الله سماني باسمي في الملأ الأعلى قال أبي بن كعب (يعني خصني باسمي ) .
قال : نعم سماك .
فبكى أبي ,وهو شيء مثير ,شيء مبكي ,شيء يجعل الإنسان ينهد ,يعني كالعصفور بلله قطره .
أن الواحد الأحد ,العزيز الجبار ,القوي القهار في علاه يسمي إنسان من عباده الذين خلقهم ثم هداهم للأيمان بضعف هؤلاء العباد ,وبجلال الله وعظمت الله يسميه ,سماه الله هكذا أبي بن أبي كعب .
بكى من الفرح,مثل ما قال الأول ( طفح السرور علي حتى إنني من عظم ما كسرني أبكاني ) .
هو أمر صراحة فوق الطاقة ,تصور أن الله يسميك في الملأ الأعلى ,ويختصك بأن تقرأ عليك سورة من كتابه ,وأن ينوه بك مع الملائكة ,أي شرف هذا الشرف .
ولهذا لم يستطع أبي بن كعب ,أنصعق أمام هذا الموقف , انهار ,انهار يبكي ,يبكي من هذا المشهد ,ومن هذا الكلام ,ومن هذا الموقف ,ومن هذا العطاء ومن هذا التكريم من الله سبحانه ,وتعالى .
وقرأ عليه صلى الله عليه وسلم سورة البينة ,وعاد صلى الله عليه وسلم ,وفهم أبي بن كعب الرسالة ,فهم أنها إجلال ,وتكريم ,وان فيها من الاهتمام الزائد ,ومن إرسال رسالة له معناها قم بهذا الكتاب ,علمه الجيل ,اهتم بهذا غاية الاهتمام ,كن على قدم ,وساق في تبليغ هذا القران .
فأهتم أبي بن كعب ,فكان يقوم بالقران في الليل ,ويعلمه في النهار ,وأختص بهذا الكتاب ,وأقبل عليه بكليته ,فلم يشغله علم أخر ,لا أدب ,ولا شعر ,ولا رواية ,ولا أي تخصص أخر ,فكان هو سيد القراء رضي الله عنه ,وأرضاه ,وأقبل بكليته على كتاب الله عز وجل .
وفهم أن تكلم الله سبحانه وتعالى معناه الزيادة في العبودية ,ولكثرت الإخلاص ,والصدق مع الله سبحانه تعالى .
ومنها أن الله سبحانه وتعالى يكرم من يشاء من عباده ,واختص من شاء من هؤلاء البشر فيرفع درجاتهم لِأتباعهم ,وحسن اقتداهم بالرسول صلى الله عليه وسلم .
ومنها أن الكاسب العظيمة ليست في الدنيا ,وأنا أقول دائما لا تظن التفاضل هو بالأموال ,والسكن ,والقصور ,والدور ,والمناصب هناك شيء أعظم ,شيئا يحبك الله ,شيئا أن تكون قريبا من الله .
انظر لهذا الأنصاري الفقير رضي الله عنه أبي بن كعب كان في غرفة من طين ,وأصابته الحمة ثلاثين سنة ,كان أبيض الوجه أبيض اللحية ,أبيض الثياب ,نور على نور ,يهدي الله لنوره لمن يشاء ,لكن كان عابدا ,ناسكا ,قارئا ,حافظا لكتاب الله ,يصلي الليل ,يبكي ,صادقا مع الله ,صادقا مع نفسه ,صادقا مع الناس .
ولهذا استحق هذا التكريم ,استحق أن يأتيه صلى الله عليه وسلم بنفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم ,ويقرأ على أبي بن كعب ,ويبلغه هذه الصورة ,ويسمي الله سبحانه وتعالى أبي بن أبي كعب في الملأ الأعلى ,وانه لشرف عظيم لا يدور في الخيال ,ولا يخطر في البال ,وانه لتكريم من الله سبحانه وتعالى لهذا الصحابي الجليل .
وعلى ذلك أيها الناس أهتموا بتربية الجيل على كتاب الله عز وجل ,إن الناس أكثر من زبد الثقافة ,ومن القيل ,والقال ,ومن الملهيات ,والملغيات ,والمشغلات ,واللهو ,واللعب .
وآن لنا أن نعلم أن أعظم رسالة نحملها هي هذا الكتاب ,القران ,ينبغي أن نتدارسه أن نفهمه ,وأن ندخله بيوتنا ,وقلوبنا ,وعقولنا , فهو وثيقة من عند الله عز وجل ,ومرادها ,ومؤداها أن نرسلها للعالم ,ونوزعها للبشرية بعد أن نمتثل نحن أوامر الله ,بعد أن نصغي نحن إلى هذا الخطاب ,بعد أن نمتثله ركيزة ,وعبادة ,وأخلاق ,وسلوكا في حياتنا .
أسال الله أن يوفقنا إلى العمل بهذا الكتاب العظيم ,وأن يجعله حجة لنا ,لا حجة علينا ,وأن يوزعنا شكر نعمه سبحانه وتعالى ,وأن يعيننا على ذكره ,وشكره ,وحسن عبادته .
والى اللقاء ,وسلام الله عليكم ,ورحمته ,وبركاته
عائض القرنى
لما نزلت سورة البينة على الرسول عليه الصلاة والسلام ,أمره ربه أن يقرأ هذه الصورة بالذات على أحد الصحابة الأجلاء ,العظام , هو أبي بن كعب أبي المنذر رضي الله عنه وأرضاه .
وذهب صلى الله عليه وسلم في الليل ممتثلا أمر ربه,وهذه الخصوصية لأبي بن كعب ,لأنه سيد القراء ,ولأنه مؤمن صادق ,مهتم بكتاب الله عز وجل ,تلاوة ,وحفظا ,وعملا .
ولهذا يسأله صلى الله عليه وسلم في بعض المناسبات يقول : يا أبا المنذر أي أية في كتاب الله أعظم .
قال : الله ,ورسوله أعلم .
قال : أي أية في كتاب الله أعظم .
قال:الله لا اله إلا هو الحي القيوم .
فضرب صلى الله عليه وسلم في صدره ,وقال :ليهنك العلم أبا المنذر . ذهب صلى الله عليه وسلم لقرأ عليه سورة البينة امتثالا من أمر ربه, وهو تشريف لهذا الإمام أبي بن كعب ومعرفة لمنزلته ,ولزيادة توجيهه للاهتمام في كتاب الله .
واقترب صلى الله عليه وسلم من بابه ,وطرق الباب عليه ,وأتى أبي بن كعب ,تصوروا فرحوا وأبا كعب وهو يفتح بالليل لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ,أي ضيف ,أي وافد ,أي زائر ,مأعظم هذا الإنسان ,وما أكرمه ,وأجمله عليه الصلاة والسلام , صلى الله عليه وسلم .
فتح أبي بن كعب فدخل صلى الله عليه وسلم أتى ليقرأ السورة ,لم يأتي ليتعشى ,لم يأتي ليسهر ,لم يأتي لينام .
قال: إن الله أرسلني إليك, وأمرني أن أقرأ عليك سورة البينة.
قال : وسما ني ,يقول أبي بن كعب :الله سماني باسمي في الملأ الأعلى قال أبي بن كعب (يعني خصني باسمي ) .
قال : نعم سماك .
فبكى أبي ,وهو شيء مثير ,شيء مبكي ,شيء يجعل الإنسان ينهد ,يعني كالعصفور بلله قطره .
أن الواحد الأحد ,العزيز الجبار ,القوي القهار في علاه يسمي إنسان من عباده الذين خلقهم ثم هداهم للأيمان بضعف هؤلاء العباد ,وبجلال الله وعظمت الله يسميه ,سماه الله هكذا أبي بن أبي كعب .
بكى من الفرح,مثل ما قال الأول ( طفح السرور علي حتى إنني من عظم ما كسرني أبكاني ) .
هو أمر صراحة فوق الطاقة ,تصور أن الله يسميك في الملأ الأعلى ,ويختصك بأن تقرأ عليك سورة من كتابه ,وأن ينوه بك مع الملائكة ,أي شرف هذا الشرف .
ولهذا لم يستطع أبي بن كعب ,أنصعق أمام هذا الموقف , انهار ,انهار يبكي ,يبكي من هذا المشهد ,ومن هذا الكلام ,ومن هذا الموقف ,ومن هذا العطاء ومن هذا التكريم من الله سبحانه ,وتعالى .
وقرأ عليه صلى الله عليه وسلم سورة البينة ,وعاد صلى الله عليه وسلم ,وفهم أبي بن كعب الرسالة ,فهم أنها إجلال ,وتكريم ,وان فيها من الاهتمام الزائد ,ومن إرسال رسالة له معناها قم بهذا الكتاب ,علمه الجيل ,اهتم بهذا غاية الاهتمام ,كن على قدم ,وساق في تبليغ هذا القران .
فأهتم أبي بن كعب ,فكان يقوم بالقران في الليل ,ويعلمه في النهار ,وأختص بهذا الكتاب ,وأقبل عليه بكليته ,فلم يشغله علم أخر ,لا أدب ,ولا شعر ,ولا رواية ,ولا أي تخصص أخر ,فكان هو سيد القراء رضي الله عنه ,وأرضاه ,وأقبل بكليته على كتاب الله عز وجل .
وفهم أن تكلم الله سبحانه وتعالى معناه الزيادة في العبودية ,ولكثرت الإخلاص ,والصدق مع الله سبحانه تعالى .
ومنها أن الله سبحانه وتعالى يكرم من يشاء من عباده ,واختص من شاء من هؤلاء البشر فيرفع درجاتهم لِأتباعهم ,وحسن اقتداهم بالرسول صلى الله عليه وسلم .
ومنها أن الكاسب العظيمة ليست في الدنيا ,وأنا أقول دائما لا تظن التفاضل هو بالأموال ,والسكن ,والقصور ,والدور ,والمناصب هناك شيء أعظم ,شيئا يحبك الله ,شيئا أن تكون قريبا من الله .
انظر لهذا الأنصاري الفقير رضي الله عنه أبي بن كعب كان في غرفة من طين ,وأصابته الحمة ثلاثين سنة ,كان أبيض الوجه أبيض اللحية ,أبيض الثياب ,نور على نور ,يهدي الله لنوره لمن يشاء ,لكن كان عابدا ,ناسكا ,قارئا ,حافظا لكتاب الله ,يصلي الليل ,يبكي ,صادقا مع الله ,صادقا مع نفسه ,صادقا مع الناس .
ولهذا استحق هذا التكريم ,استحق أن يأتيه صلى الله عليه وسلم بنفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم ,ويقرأ على أبي بن كعب ,ويبلغه هذه الصورة ,ويسمي الله سبحانه وتعالى أبي بن أبي كعب في الملأ الأعلى ,وانه لشرف عظيم لا يدور في الخيال ,ولا يخطر في البال ,وانه لتكريم من الله سبحانه وتعالى لهذا الصحابي الجليل .
وعلى ذلك أيها الناس أهتموا بتربية الجيل على كتاب الله عز وجل ,إن الناس أكثر من زبد الثقافة ,ومن القيل ,والقال ,ومن الملهيات ,والملغيات ,والمشغلات ,واللهو ,واللعب .
وآن لنا أن نعلم أن أعظم رسالة نحملها هي هذا الكتاب ,القران ,ينبغي أن نتدارسه أن نفهمه ,وأن ندخله بيوتنا ,وقلوبنا ,وعقولنا , فهو وثيقة من عند الله عز وجل ,ومرادها ,ومؤداها أن نرسلها للعالم ,ونوزعها للبشرية بعد أن نمتثل نحن أوامر الله ,بعد أن نصغي نحن إلى هذا الخطاب ,بعد أن نمتثله ركيزة ,وعبادة ,وأخلاق ,وسلوكا في حياتنا .
أسال الله أن يوفقنا إلى العمل بهذا الكتاب العظيم ,وأن يجعله حجة لنا ,لا حجة علينا ,وأن يوزعنا شكر نعمه سبحانه وتعالى ,وأن يعيننا على ذكره ,وشكره ,وحسن عبادته .
والى اللقاء ,وسلام الله عليكم ,ورحمته ,وبركاته
عائض القرنى
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home