الحب القديم .. د. مصطفي محمود
الناس يفهمون الدين علي أنه مجموعة الأوامر والنواهي ولوائح العقاب وحدود الحرام والحلال.. وكلها من شئون الدنيا.. أما الدين فشئ آخر أعمق وأشمل وأبعد
الدين حقيقته هو الحب القديم الذي جئنا به إلي الدنيا والحنين الدائم الذي يملأ شغاف قلوبنا إلي الوطن الأصل الذي جئنا منه, والعطش الروحي إلي النبع الذي صدرنا عنه والذي يملأ كل جارحة من جوارحنا شوقا وحنينا.. وهو حنين تطمسه غواشي الدنيا وشواغلها وشهواتها..
ولانفيق علي هذا الحنين إلا لحظة يحيطنا القبح والظلم والعبث والفوضي والاضطراب في هذا العالم, فنشعر بأننا غرباء عنه وأننا لسنا منه وإنما مجرد زوار وعابري طريق ولحظتها نهفو إلي ذلك الوطن الأصل الذي جئنا منه ونرفع رؤوسنا في شوق وتلقائية إلي السماء وتهمس كل جارحة فينا.. يالله.. أين أنت؟!
ولحظة نخطئ ونتورط في الظلم وننحدر إلي دركات الخسران, فننكس الرؤس في ندم وندرك أننا مدانون مسئولون.. فذلك هو الدين..
الدين حقيقته هو الحب القديم الذي جئنا به إلي الدنيا والحنين الدائم الذي يملأ شغاف قلوبنا إلي الوطن الأصل الذي جئنا منه, والعطش الروحي إلي النبع الذي صدرنا عنه والذي يملأ كل جارحة من جوارحنا شوقا وحنينا.. وهو حنين تطمسه غواشي الدنيا وشواغلها وشهواتها..
ولانفيق علي هذا الحنين إلا لحظة يحيطنا القبح والظلم والعبث والفوضي والاضطراب في هذا العالم, فنشعر بأننا غرباء عنه وأننا لسنا منه وإنما مجرد زوار وعابري طريق ولحظتها نهفو إلي ذلك الوطن الأصل الذي جئنا منه ونرفع رؤوسنا في شوق وتلقائية إلي السماء وتهمس كل جارحة فينا.. يالله.. أين أنت؟!
ولحظة نخطئ ونتورط في الظلم وننحدر إلي دركات الخسران, فننكس الرؤس في ندم وندرك أننا مدانون مسئولون.. فذلك هو الدين..
ذلك الرباط الخفي من الحنين لماض مجهول.. وذلك الإحساس العميق في لحظات الوحدة والهجر.. بأننا لسنا وحدنا وإنما نحن في معية غيبية وفي أنس خفي وأن هناك يدا خفية سوف تنتشلنا وذاتا عليا سوف تلهمنا وركنا شديدا سوف يحمينا وعظيما سوف يتداركنا..
فذلك هو الدين في أصله وحقيقته.
وما تبقي بعد ذلك من أوامر ونواه وحرام وحلال وأحكام وعبادات هي تفاصيل ونتائج وموجبات لهذا الحب القديم.
ولكن الحب هو رأس القضية.. وإذا غاب ذلك الحب, فإن كل العبادات والطاعات لن تصنع دينا ولن تصنع متدينا مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا.
وما كان الصليبيون الذين جاءونا غزاة طامعين.. علي دين أي دين.. ولا كان سفاحو الصرب الذين يقتلون الأبرياء علي أي ملة من ملل النصاري ولا كان إرهابيو اليوم الذين يفجرون القنابل مسلمين.. ولو صلوا جميعا ولو صاموا الدهر ولو أطالوا اللحي وقصروا الجلاليب وحملوا المصاحف ورتلوا الآيات.. ما بلغوا من الدين شيئا.
وهل بلغ النبي يحيا( يوحنا المعمدان) عليه الصلاة والسلام ما بلغه من نبوة إلا بذلك الحنان الذي كان يفيض منه والذي قال فيه ربه وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا(13)( مريم)
فتلك كانت أركان نبوته.. الحنان والزكاة والتقوي
ونبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان يحتضن جبل أحد ويقول:
هذا جبل يحبنا ونحبه..
حتي الجماد كان موضع حب النبي وتوقيره
وهذا ابن عربي يقول:
لن تبلغ من الدين شيئا حتي توقر جميع الخلائق ولا تحتقر مخلوقا مادام الله قد صنعه.
وهذا ربنا يقول عن المؤمنين:
أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي..(3)( الحجرات)
فالقلوب هي دائما موضوع الامتحان.
وحب الله وحب ماخلق وماصنع من أراضين وسماوات ونبات وحيوان وبشر هو جوهر كل الديانات الحقة.. وهو المقياس الذي نفرق به بين أهل الدين.. والأدعياء المشعوذين والكذبة.
وكل الدعاة الذين يغرقون أتباعهم في التفاصيل والقشور والمظاهر ويبتعدون بهم عن روح الدين.. عن الحب والرحمة والتقوي ومكارم الاخلاق.. هم من الكذبة بقدر بعدهم عنها.
وما كان اعتراض المسيح علي الفريسيين إلا لاغراقهم في الجدل وفي حرفية النصوص وفي ظاهر الكلمات دون التفات إلي روحها.
وما كانت نقمة موسي علي اليهود حينما أمرهم بأن يذبحوا بقرة.. إلا لإغراقهم في الجدل والتنطع والسؤال.. أي بقرة تكون مالونها.. بنية هي أم مرقشة أم صفراء.. عجوز بكر.. ادع لنا ربك يبين لنا ماهي.. أو لعلك تهزأ بنا.
هذا الجدل والغرق في التفاصيل والتحجر علي الحروف والكلمات أخرجهم من الدين في نظر موسي واستحقوا عليه التقريع واللوم.
وللأسف الشديد التدين اليوم خرج من روح التدين بسبب انحراف الدعوة وانحراف أكثر الدعاة وإغراقهم في القشور والتفاصيل والخلافيات والأمور الثانوية مما ألقي بأكثر المسلمين إلي الاختلاف والجدل والتعصب.. ومما خلق الذرائع لمحترفي الارهاب ولهواة التعصب, ومما أوجد هذا التدين السطحي المتهوس الأبله.
وأري أننا مطالبون اليوم أكثر من أي يوم مضي بالعودة إلي روح الاسلام وإلي نبعه الشامل.. إلي فضائل الحب والرحمة والمودة والتقوي وسعة الصدر مع الخصوم وتدبر معاني النصوص وعدم الوقوف عند حروفها وقراءة بالقلب وليس بالاحداق..
والإسلام ليس ألغازا وليس لوغاريتمات ولايحتاج منا إلي تلك الفتاوي.
والنبي عليه الصلاة والسلام أجاب من سأله عن الإسلام, فقال في كلمات قليلة بليغة:
قل لا إله إلا الله ثم استقم هكذا ببساطة..
وما تبقي بعد ذلك من أوامر ونواه وحرام وحلال وأحكام وعبادات هي تفاصيل ونتائج وموجبات لهذا الحب القديم.
ولكن الحب هو رأس القضية.. وإذا غاب ذلك الحب, فإن كل العبادات والطاعات لن تصنع دينا ولن تصنع متدينا مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا.
وما كان الصليبيون الذين جاءونا غزاة طامعين.. علي دين أي دين.. ولا كان سفاحو الصرب الذين يقتلون الأبرياء علي أي ملة من ملل النصاري ولا كان إرهابيو اليوم الذين يفجرون القنابل مسلمين.. ولو صلوا جميعا ولو صاموا الدهر ولو أطالوا اللحي وقصروا الجلاليب وحملوا المصاحف ورتلوا الآيات.. ما بلغوا من الدين شيئا.
وهل بلغ النبي يحيا( يوحنا المعمدان) عليه الصلاة والسلام ما بلغه من نبوة إلا بذلك الحنان الذي كان يفيض منه والذي قال فيه ربه وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا(13)( مريم)
فتلك كانت أركان نبوته.. الحنان والزكاة والتقوي
ونبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان يحتضن جبل أحد ويقول:
هذا جبل يحبنا ونحبه..
حتي الجماد كان موضع حب النبي وتوقيره
وهذا ابن عربي يقول:
لن تبلغ من الدين شيئا حتي توقر جميع الخلائق ولا تحتقر مخلوقا مادام الله قد صنعه.
وهذا ربنا يقول عن المؤمنين:
أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي..(3)( الحجرات)
فالقلوب هي دائما موضوع الامتحان.
وحب الله وحب ماخلق وماصنع من أراضين وسماوات ونبات وحيوان وبشر هو جوهر كل الديانات الحقة.. وهو المقياس الذي نفرق به بين أهل الدين.. والأدعياء المشعوذين والكذبة.
وكل الدعاة الذين يغرقون أتباعهم في التفاصيل والقشور والمظاهر ويبتعدون بهم عن روح الدين.. عن الحب والرحمة والتقوي ومكارم الاخلاق.. هم من الكذبة بقدر بعدهم عنها.
وما كان اعتراض المسيح علي الفريسيين إلا لاغراقهم في الجدل وفي حرفية النصوص وفي ظاهر الكلمات دون التفات إلي روحها.
وما كانت نقمة موسي علي اليهود حينما أمرهم بأن يذبحوا بقرة.. إلا لإغراقهم في الجدل والتنطع والسؤال.. أي بقرة تكون مالونها.. بنية هي أم مرقشة أم صفراء.. عجوز بكر.. ادع لنا ربك يبين لنا ماهي.. أو لعلك تهزأ بنا.
هذا الجدل والغرق في التفاصيل والتحجر علي الحروف والكلمات أخرجهم من الدين في نظر موسي واستحقوا عليه التقريع واللوم.
وللأسف الشديد التدين اليوم خرج من روح التدين بسبب انحراف الدعوة وانحراف أكثر الدعاة وإغراقهم في القشور والتفاصيل والخلافيات والأمور الثانوية مما ألقي بأكثر المسلمين إلي الاختلاف والجدل والتعصب.. ومما خلق الذرائع لمحترفي الارهاب ولهواة التعصب, ومما أوجد هذا التدين السطحي المتهوس الأبله.
وأري أننا مطالبون اليوم أكثر من أي يوم مضي بالعودة إلي روح الاسلام وإلي نبعه الشامل.. إلي فضائل الحب والرحمة والمودة والتقوي وسعة الصدر مع الخصوم وتدبر معاني النصوص وعدم الوقوف عند حروفها وقراءة بالقلب وليس بالاحداق..
والإسلام ليس ألغازا وليس لوغاريتمات ولايحتاج منا إلي تلك الفتاوي.
والنبي عليه الصلاة والسلام أجاب من سأله عن الإسلام, فقال في كلمات قليلة بليغة:
قل لا إله إلا الله ثم استقم هكذا ببساطة..
كل المطلوب هو التوحيد والاستقامة علي مكارم الأخلاق.
إنها الفطرة والبداهة التي نولد بها لا أكثر.. أن تحب أخاك كما تحب نفسك.
اسأل نفسك.. هل تنام كل يوم علي مودة وحب ورغبة في الخير ونية في عمل صالح؟ أم علي غل وكراهية وحسد وتربص؟
وستعلم إلي أي مدي أنت علي دين الإسلام.
ماذا تخفي في طيات ثيابك؟
إنها الفطرة والبداهة التي نولد بها لا أكثر.. أن تحب أخاك كما تحب نفسك.
اسأل نفسك.. هل تنام كل يوم علي مودة وحب ورغبة في الخير ونية في عمل صالح؟ أم علي غل وكراهية وحسد وتربص؟
وستعلم إلي أي مدي أنت علي دين الإسلام.
ماذا تخفي في طيات ثيابك؟
هل تخفي خنجرا أم مسدسا؟
أم هل تخطط لتبني أم لتهدم؟
هل تنطق بالطيب من القول وبالنافع من الكلام؟
هل تنطق بالطيب من القول وبالنافع من الكلام؟
أم تدعو إلي الخراب والدمار والفتن؟
إن الدين لايحمل سيفا إلا للدفاع عن مظلوم ولايعرف العنف إلا إصلاحا.
بهذه المقاييس تعرف نفسك وتعرف الخانة التي يقف فيها ذلك الداعية الذي يدعوك إلي الاسلام... وتعلم أين يقف.. مع الدين أم مع الإجرام.
إن الفطرة والبداهة دليلك...
إن الدين لايحمل سيفا إلا للدفاع عن مظلوم ولايعرف العنف إلا إصلاحا.
بهذه المقاييس تعرف نفسك وتعرف الخانة التي يقف فيها ذلك الداعية الذي يدعوك إلي الاسلام... وتعلم أين يقف.. مع الدين أم مع الإجرام.
إن الفطرة والبداهة دليلك...
ولست في حاجة إلي فقه أو فلسفة أو فتوي.
قلبك يفتيك.
إنه الحب.. قلب القضية وروحها..
قلبك يفتيك.
إنه الحب.. قلب القضية وروحها..
والجوهر الصافي لجميع الأديان وكل الرسالات.
أما الشرائع والأوامر والنواهي, فهي لتنظيم شئون الدنيا لاغير.. وسوف يتوقف عملها في الآخرة.. حينما لايعود لأحد حكم أو سلطان.
(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)16( غافر)
انتهت وظيفة كل الشرائع وكل الأوامر..
أما الشرائع والأوامر والنواهي, فهي لتنظيم شئون الدنيا لاغير.. وسوف يتوقف عملها في الآخرة.. حينما لايعود لأحد حكم أو سلطان.
(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)16( غافر)
انتهت وظيفة كل الشرائع وكل الأوامر..
لأن الأمر الآن أصبح أمام ملك الملوك مباشرة,
والتصريف تصريفه, والعدل عدله, والبطش بطشه..
ولم يعد لأحد الحرية في أن يطغي أو يظلم.
ومجال الشرائع إذن محدود بوظائفها وزمانها.
وكما قال الفقيه الإسلامي العظيم.. العز بن عبد السلام.
في زمان شيوع البلوي إذا أصبح تطبيق الشريعة مؤديا إلي ازدياد المنكر, فإنه يحسن بالمسلم عدم تطبيقها( شهود الزور علي أبواب المحاكم ويمكنك أن تستأجر أي واحد لتقطع به يد خصمك).
ومن هنا أفتي العز بن عبد السلام بعدم تطبيق حد الخمر علي عسكر التتار لأن سكرهم وغيبوبتهم سوف تكف شرهم عن الناس وفي ذلك فائدة وخير..
ومجال الشرائع إذن محدود بوظائفها وزمانها.
وكما قال الفقيه الإسلامي العظيم.. العز بن عبد السلام.
في زمان شيوع البلوي إذا أصبح تطبيق الشريعة مؤديا إلي ازدياد المنكر, فإنه يحسن بالمسلم عدم تطبيقها( شهود الزور علي أبواب المحاكم ويمكنك أن تستأجر أي واحد لتقطع به يد خصمك).
ومن هنا أفتي العز بن عبد السلام بعدم تطبيق حد الخمر علي عسكر التتار لأن سكرهم وغيبوبتهم سوف تكف شرهم عن الناس وفي ذلك فائدة وخير..
بينما إفاقتهم سوف تؤدي بهم إلي معاودة الأذي والضرر وفي ذلك مزيد من المنكر.
لقد فهم ذلك الفقيه العظيم أن حكمة الشرائع هي إقامة المصالح في الدنيا وأنها مرتبطة بالمنافع وليس لها حكم مطلق وأن مجالها محدود بوظائفها وزمانها.
وبهذا المعني نفسه لم يطبق النبي عليه الصلاة والسلام حد القطع علي السارق في سنوات الحرب كما لم يطبقه عمر بن الخطاب في عام المجاعة.
ونفس هذا الكلام يقال للغوغائيين من الدعاة والسطحيين الذين يطالبون بقطع الأيدي والرجم والجلد كعلاج للفساد الموجود...
لقد فهم ذلك الفقيه العظيم أن حكمة الشرائع هي إقامة المصالح في الدنيا وأنها مرتبطة بالمنافع وليس لها حكم مطلق وأن مجالها محدود بوظائفها وزمانها.
وبهذا المعني نفسه لم يطبق النبي عليه الصلاة والسلام حد القطع علي السارق في سنوات الحرب كما لم يطبقه عمر بن الخطاب في عام المجاعة.
ونفس هذا الكلام يقال للغوغائيين من الدعاة والسطحيين الذين يطالبون بقطع الأيدي والرجم والجلد كعلاج للفساد الموجود...
وهم لايعلمون أن الفقه الاسلامي نفسه لايوافقهم علي هذا الفهم السطحي والغوغائي... فالعصر باعترافهم عصر شيوع الفساد وشيوع البلوي, وبالتالي يستوجب فقها آخر ملائما للظرف القائم...
لأن تطبيق الحدود العادية سوف يزيد المنكر نكرا,
فالوزير والكبير الذي يسرق مئات الملايين عن طريق العمولات
لن تنطبق عليه شروط القطع الفقهية التقليدية وسوف يعفي من القطع بينما النشال الذي يسرق خمسة جنيهات سوف تقطع يده وفي ذلك ظلم فاحش وتشجيع للكل بأن يسرقوا وينهبوا بالوسائل الملتوية من عمولات ورشوة واختلاس وتزييف وخلافه..... وفي ذلك حض علي عموم المنكر.
وعلي باب أي محكمة يمكنك أن تشتري أربعة شهود زور لتقطع يد من تريد وترجم من تشاء.
وهؤلاء الدعاة الغوغائيون يقولون إفكا من القول وزورا ويباشرون فهما متحجرا ضيق الأفق لايقول به أي فقيه مسلم مستنير
وعلي باب أي محكمة يمكنك أن تشتري أربعة شهود زور لتقطع يد من تريد وترجم من تشاء.
وهؤلاء الدعاة الغوغائيون يقولون إفكا من القول وزورا ويباشرون فهما متحجرا ضيق الأفق لايقول به أي فقيه مسلم مستنير
وينسي هؤلاء عقلانية الاسلام ومرونته وتقديره للظروف..
ويأخذون من القرآن آية واحدة مقطوعة من سياقها ويغفلون روح القرآن في مجموع آياته ونصوصه وهو كتاب أوله رحمة وآخره رحمة.
ألم يقل الانجيل في صريح آياته:
إن أعثرتك يدك فاقطعها وإن أعثرتك عينك فاقلعها.
وهو أمر بقطع اليد التي تسرق وفقء العين التي تزني..
ألم يقل الانجيل في صريح آياته:
إن أعثرتك يدك فاقطعها وإن أعثرتك عينك فاقلعها.
وهو أمر بقطع اليد التي تسرق وفقء العين التي تزني..
ومع ذلك لم يقل أحد من فقهاء المسيحية بهذا..
وإنما وضعوا الآية داخل مجموع آيات الانجيل وسوره وقالوا بالروح العامة التي تشيع في كتابهم..
وهي روح المحبة والرحمة والعفو والمغفرة..
واكتفوا بالعقوبات التعزيرية مثل: السجن والتأديب والغرامة.
بهذا المفهوم من الحب والرحمة يكون النظر إلي الشرائع في إطار زمانها ومكانها وظروفها وفي إطار الرحمة التي أوجبها الله..
بهذا المفهوم من الحب والرحمة يكون النظر إلي الشرائع في إطار زمانها ومكانها وظروفها وفي إطار الرحمة التي أوجبها الله..
فهو سبحانه خلق لنا الشرائع لاسعادنا في الدنيا وليس لتعذيبنا وخلق لنا العقل لنتدبر كلماته ولم يضع داخل رؤوسنا حجارة ولا جعلنا آلات تنفذ في آلية بلا تدبر وبلا تفكير.. وأراد بروح النصوص أن تكون هي الحاكمة علي حروفها.. وبدأ باسمه الرحمن الرحيم كل شيء.
وإسلامنا أوله رحمة
وإسلامنا أوله رحمة
وآخره حمد
وأوسطه محبة.
والحب هو روح الوجود وهو سر ديمومته..
والحب هو روح الوجود وهو سر ديمومته..
وهو النفحة الربانية التي بدونها تنهد أركان الشرائع جميعها وتزول النعمة وينعدم المعني.
وبدون الحب في قلبك لايعود لوجودك معني ولالفضائلك معني ولالدينك معني مهما أطلت اللحي وبسملت وحوقلت وصمت وحججت واعتمرت.
وغني عن البيان أن المقصود بالحب هنا...
وبدون الحب في قلبك لايعود لوجودك معني ولالفضائلك معني ولالدينك معني مهما أطلت اللحي وبسملت وحوقلت وصمت وحججت واعتمرت.
وغني عن البيان أن المقصود بالحب هنا...
هو حب الحق
وحب الخير
وحب العدل,
وحب الجمال
وحب المثل العليا
وهي جميعها أسماء الله الحسني ومسمياته....
فهو سبحانه وحده الذي له المثل الأعلي في السماوات والأرض...
وهو الحق وهو العدل الحكم وهو بديع السماوات والأرض..
وكل جمال في الكون يرتد إلي جماله
وكل كمال في الخلق يرتد إلي كماله.
وهذا هو الحب القديم الذي فطرنا عليه منذ أن خاطبنا ربنا قبل أن نولد وقبل أن نجيء إلي الدنيا هاتفا بنا:
ألست بربكم.
فقلنا جميعا ونحن ننظر بتعلق وحب إلي وجهه الكريم:
بلي شهدنا
وهذا الحب هو حقيقة كل الأديان وروح كل العقائد
وهذا هو الحب القديم الذي فطرنا عليه منذ أن خاطبنا ربنا قبل أن نولد وقبل أن نجيء إلي الدنيا هاتفا بنا:
ألست بربكم.
فقلنا جميعا ونحن ننظر بتعلق وحب إلي وجهه الكريم:
بلي شهدنا
وهذا الحب هو حقيقة كل الأديان وروح كل العقائد
وأساس كل الملل وبدونه لامعني لدين ولامعني لدينونه.
وهذا الشوق النبيل هو الطاقة الدائمة وراء كل فن عظيم
وهذا الشوق النبيل هو الطاقة الدائمة وراء كل فن عظيم
وكل إبداع رفيع,
وكل فكر ملهم
وكل استشهاد
وكل فداء وكل بطولة.
وهذه النورانية فينا هي التي اقتضت سجود الملائكة وتسخير الكون.
وهي التي جعلت حياتنا رغم مشاقها وعذابها جديرة بأن نحياها.
وهذه النورانية فينا هي التي اقتضت سجود الملائكة وتسخير الكون.
وهي التي جعلت حياتنا رغم مشاقها وعذابها جديرة بأن نحياها.
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home