إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
هناك
علاقةٌ وثيقة بين الإيمان والأمانة،
وقد ربَط
بينهما النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -
فقد أخرج أحمد والترمذي عن أبي هُريرة
- رضِي الله عنه - قال: قال
رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((المسلمُ مَن
سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن مَن أَمِنَه الناس على دِمائهم وأموالهم))
سيدنا نعيم بن مسعود
كان زعيماً من زعماء غطفان، وقد قاد قبيلته لحرب النبي عليه الصلاة والسلام، وقبيل
معركة الخندق كان في خيمته، وهو قائد جيش غطفان فكر، ثم قال: لماذا جئت إلى هنا؟
لتحارب هذا الرجل، ماذا فعل حتى تحاربه؟ أسفك دماً؟ انتهك عرضاً؟ أأكل مالاً؟ إنه
رجل صالح، يا نعيم أيليق بك وأنت العاقل أن تحارب رجلاً صالحاً، أين عقلك؟ فقام من
توه، وتوجه إلى خيمة النبي عليه الصلاة والسلام، لما رآه النبي قال: نعيم، قال
نعيم: يا رسول الله، قال: ما الذي جاء بك إلينا؟ قال: جئت مسلماً.
الجوارح أمانة
قال تعالى:
﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ
عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾
[الإسراء:
36].
يقول أبو حامدٍ الغزالي: اعلم أنَّك تَعصِي الله بِجَوارِحك، وإنما هي نعمةٌ من الله عليك، وأمانةٌ لديك، فاستِعانتُك بنعمة الله تعالى على معصيته غايةُ الكُفران، وخِيانتك في أمانةٍ أودَعَكَها الله تعالى غايةَ الطُّغيان، فأعْضاؤك رعاؤك، فانظُر كيف ترعاها؛ ((ألا فكُلُّكُم راعٍ، وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ))[25].
يقول أبو حامدٍ الغزالي: اعلم أنَّك تَعصِي الله بِجَوارِحك، وإنما هي نعمةٌ من الله عليك، وأمانةٌ لديك، فاستِعانتُك بنعمة الله تعالى على معصيته غايةُ الكُفران، وخِيانتك في أمانةٍ أودَعَكَها الله تعالى غايةَ الطُّغيان، فأعْضاؤك رعاؤك، فانظُر كيف ترعاها؛ ((ألا فكُلُّكُم راعٍ، وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ))[25].
المجالس أمانة
((المجالس أمانة، فلا يحل لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحًا)). ولعبد الرزاق[30] عن محمد بن حزم رفعه مرسلاً: ((إنما يتجالس المتجالسون بأمانة الله، فلا يحل لأحد أن يُفشي عن صاحبه ما يكره)). وللعسكري عن ابن عباس مرفوعًا: ((إنما تجالسون بالأمانة)). وله عن أنس مرفوعًا: ((ألا ومن الأمانة)). أو قال: ((ألا ومن الخيانة أن يُحدث الرجل أخاه الحديث، فيقول: اكتمه، فيفشيه))[31]،
الاهتمام بأمر المجالس له دور عظيم، وله خطورة كبيرة : إذا صلح مجلسك؛ صلحت أنت، وصلح جلساؤك، وسترجع من المجلس إلى بيتك وأنت ممتلئٌ إيمانًا، وفائدة، وعلمًا، ماخرجت به من ذلك المجلس فينعكس هذا على أهلك، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم.
منقول ..للتدبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home