فخذه فليخدمك ما بدا لك
كانت
أم سليم مربية فذة
سخرت كل قدراتها لتحسن تربية أبنائها
وتخرج رجالا يصلحون لعبادة
الرحمن
ومن منا لا يعرف أنسا؟!!
إنه خادم رسول الله
صلى الله عليه وسلم..
أخذته حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وذهبت
به إليه وكان ابن عشر سنين..
فقالت: يارسول الله هذا أنس خادم يخدمك..
فخدمه عشر
سنين إلى أن مات عليه الصلاة والسلام فنال شرف القرب
ورشف من معين الأدب وتشرب
بمكارم الأخلاق.
ونال دعوة من المختار حين طلبت أمه من الكريم عليه السلام أن يدعو
لابنها فما ترك شيئا من خير الآخرة والأولى إلا دعا له به.. فرضي الله عنه وعن أمه.
فخذه
فليخدمك ما بدا لك
كانت أم
سليم رضي الله عنها بفطنتها وذكائها ترمي من وراء ذلك تحقيق مقاصد شرعية عظيمة
منها أن:
1-خدمة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى فأحبت أن يسعد بهذه الخدمة ابنها و فلذة كبدها، ومن ثم لتنال هي وابنها أجرا عظيما عند الله سبحانه وتعالى.
2- أن يتربى ابنها أنس في بيت النبوة ليتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ويهتدي بهديه صلى الله عليه وسلم ، وتلك غاية من أشرف الغايات لا يتفطن إليها إلا أولوا الألباب.
1-خدمة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى فأحبت أن يسعد بهذه الخدمة ابنها و فلذة كبدها، ومن ثم لتنال هي وابنها أجرا عظيما عند الله سبحانه وتعالى.
2- أن يتربى ابنها أنس في بيت النبوة ليتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ويهتدي بهديه صلى الله عليه وسلم ، وتلك غاية من أشرف الغايات لا يتفطن إليها إلا أولوا الألباب.
3- أن يحوز أنس رضي الله عنه بسبب قربه من النبي صلى الله عليه وسلم أكبر قدر من سنته صلى الله عليه وسلم متمثلة في أقواله وأفعاله، فكان لها ما أرادت فصار أنس رضي الله عنه من الصحابة القلائل المكثرين لرواية الحديث.
ثم أرادت أم سليم أن تقدم لابنها أفضل جائزة تقدمها والدة لولدها، وذلك حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أم سليم فلما انتهى من حاجته وهم بالرجوع قالت له أم سليم رضي الله عنها: " يا رسول الله إن لي خويصة" (تصغير خاصة) قال: " ما هي؟! قالت: خادمك رضي الله عنه (قال أنس) فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي (اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له (يقول أنس!) فإني لمن أكثر الأنصار مالا، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لي لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة .في رواية الجعد عند مسلم قال أنس:" فدعا لي بثلاث دعوات قد رأيت منها اثنين في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة .
فهذا القدر من أولاده هو الذي مات في حياته قبل ذلك التاريخ، وأما الذين كانوا على قيد الحياة في ذلك الوقت فهم كما قال أنس: " وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو مائة، .
أرأيتم كيف
أن أم سليم رضي الله عنها اعتنت بابنها اليتيم وأحاطته بكل عناية، وحرصت عليه كل
الحرص على أن يحصل على خير الدنيا والآخرة؟ فما أعظمها من أم وأحسنها من مربية رضي
الله عنها وأرضاها.
في حياة أم أنس رضي الله عنها للأمِّ المسلمة فوائدُ وعِبَر كثيرة، منها:
♦ إقدامها على الخير رغم ما تكتنفه من صعوباتٍ؛ فقد رأيناها تُسارِع مع السَّابقين الأولين إلى الإسلام، ولم تتراجَع عن إقدامها حين أبَى زوجُها موقفَها وهجَرَها لأجله؛ بل ثبتَتْ على المبدأ الذي رأَتْه صوابًا.
♦ علوُّ همَّتها وحرصها على خير الخير لابنها.
♦ إبداعها في موقفها؛ إذ فكَّرَتْ رضي الله عنها في عمل حقَّقتْ من خلاله خدمةَ الإسلام، وخدمة الرَّسول، وخدمة الأمَّة، وخدمة ابنها، وكانت فكرتها تلك فريدةً من نوعها.
♦ حرصها على جَوْدة مخرجها وإنتاجها، فلم تكتف بإيداع ولدها لدى مَن تثق به السماوات والأرض، حتى دعمَتْ تلك التربية بالسؤال والتحفيز والتشجيع والتأييد، وكان أنس يقول: "كُنَّ أمَّهاتي يَحْثُثْنني على خِدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم"[28].
وغير ذلك من الفوائد التي لا تَخفى على اللَّبيب.
أجزل الله لأمِّ سُليم المثوبةَ والجزاء على ما أعطَتِ الإسلام وبذلَتْ لأجله، ورَزَقنا بأمَّهاتٍ مثلها، يقمن بمثل عملها.
منقول.. للتدبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home