من خواطر الشيخ السعدى1
من خواطر الشيخ السعدى1
" فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ
لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ " الأنبياء ( 58 ) :
كل ممقوت عند الله لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم إلا على وجه لأصحابه :
وتأمل هذا الاحتراز العجيب، فإن كل ممقوت عند الله، لا يطلق عليه ألفاظ
التعظيم، إلا على وجه إضافته لأصحابه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول: " إلى عظيم الفرس " " إلى عظيم
الروم " ونحو ذلك، ولم يقل " إلى العظيم " وهنا قال تعالى: { إِلا كَبِيرًا لَهُمْ } ولم يقل " كبيرا من أصنامهم " فهذا ينبغي التنبيه له، والاحتراز من تعظيم ما حقره الله، إلا إذا أضيف إلى من عظمه.
مختــــارات
يقول أحد التائبين من المخدرات :
40 عاما عشتها مع المخدرات، لم أعرف فيها للحياة طعما، وتقطعت حبالي بيني
وبين ربي،
وبين أكثر عباده، ولم يردني إلى الله إلا آية واحدة سمعتها، فوقرت في قلبي،
فشعرت أنها تختصر معاناتي طوال هذه السنين كلها، إنها قول العليم الخبير :
{ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ }! [الحشر:19].
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }
قف عند هذه الآية ولا تعجل،
فلو استقر يقينها في قلبك ما جفت شفتاك.
[خالد بن معدان]
( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه )
فيها أن علاج الهوى : كثرة ذكر الله واللهج به وتكراره وديمومته .
أرض وقلب:
{والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا}
فشبه سبحانه الوحي الذي أنزله من السماء على القلوب، بالماء الذي أنزله
على الأرض بحصول الحياة بهذا وهذا؛ فالمؤمن إذا سمع القرآن وعقله وتدبره؛
بان أثره عليه، فشبه بالبلد الطيب الذي يمرع ويخصب ويحسن أثر المطر عليه؛
فينبت من كل زوج كريم، والمعرض عن الوحي عكسه. [ابن القيم]
من آداب الدعاء أن يقدم الإنسان بين يدي دعائه ثناء على الله تعالى –كما جاء في السنن وغيرها-، وفي قوله: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} ثناء، وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء {اهدنا الصراط المستقيم} . [ينظر: تفسير ابن كثير]
{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}
فجعلوا السبب الداعي لهم إلى الإيمان وتوابعه : ما علموه من إرشادات
القرآن، المشتملة على المصالح والفوائد واجتناب المضار، فهذا هو الإيمان
النافع، المثمر لكل خير، المبني على هداية القرآن، بخلاف إيمان العوائد،
والمربى والإلف ونحو ذلك، فإنه إيمان تقليد تحت خطر الشبهات والعوارض
الكثيرة.
[السعدي]
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}
استدل العلماء بهذه الآية على أنه لو دخلت محبة الرسول ومحبة سنته في قلب
عبد فإن الله لا يعذب هذا القلب، لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ فإذا كان
مجرد وجود حب الرسول في القلب مانعا من تعذيبه، فما بالك بوجود محبة الله
سبحانه في ذلك القلب! [ابن القيم].
القرآن غيرهم (8):
كنت متأثرا ببعض الذين سلكوا منهج ما يسمى بـ(التنوير)-؛ لأني كنت أرى فيهم
استقلالا فكريا وشرعيا!
فلما تدبرت كتاب الله بتجرد، وتأملت في واقعهم وتفكيرهم، استبان لي ميلهم
عن المنهج الصحيح، ورأيت فيهم تمييعا لأحكام الدين، وتنازلا بسبب ضغط
الواقع، فرجعت للمنهج الحق، هدانا الله وإياهم للحق.
" وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ
كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا
(27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ
تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ
مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ
مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ
وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)
الإسراء ( 26 – 30 )
انتظار الرزق عبادة :
وهذا أيضا من لطف الله تعالى بالعباد أمرهم بانتظار الرحمة والرزق منه لأن
انتظار ذلك عبادة، وكذلك وعدهم بالصدقة والمعروف عند التيسر عبادة حاضرة
لأن الهم بفعل الحسنة حسنة، ولهذا ينبغي للإنسان أن يفعل ما يقدر عليه من
الخير وينوي فعل ما لم يقدر عليه ليثاب على ذلك ولعل الله ييسر له بسبب
رجائه .
{ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ (34) }
معصية الكبر عند الله كبيرةٌ جداً :
الكبر أن ترفض الحق ، ألا تقبله ، ألا تعبأ بالصلاة ، ألا تعبأ بالزكاة ،
ألا تعبأ بالحج ، أن ترى نفسك فوق الشرع ، مرة كان عندنا أستاذ في الجامعة
متمكن من العلم تمكُّناً كبيراً جداً ، لا يغيب ولا طالب عن محاضرة له ،
رأيته مرة في رمضان يفطر ، وكأنه يشعر أن مرتبته ، وعلمه ، ومكانته ،
وسمعته في الشرق الأوسط ، ومؤلَّفاته ، أكبر من أن يصوم رمضان ، معصية
الاستكبار كبيرة جداً ، إبليس استكبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home