قرطبة بالاندلس
- الاندلس
- ****
- قصر قرطبة
- بأربع فاقت الأمصار قرطبة ***منهن قنطرة الوادي وجامعها
- هاتان ثنتان والزهراء ثالثة***والعلم أعظم شيء وهو رابعها
وقال آخر:
- وليس في غيرها بالعيش منتفع***ولا تقوم بحق الأنس صهباء
- وكيف لا يذهب الأبصار رونقها***وكل روض بها في الوشى صنعاء
- أنهارها فضة، والمسك تربتها*** والخز روضتها والدر حصباء
- وللهواء بها لطف يرق به*** من لا يرق وتبدو منه أهواء
- ****
- قنطرة قرطبة
- وصفها "ابن الوردي" في كتابه "خريدة العجائب وفريدة الغرائب"
فقال: وبمدينة قرطبة القنطرة العجيبة التي فاقت قناطر الدنيا حسناً وإتقاناً، وعدد قسيها سبعة عشر قوساً، كل قوس منها خمسون شبراً وبين كل قوسين خمسون شبراً...
وقال "الإدريسي" في "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " ولقرطبة القنطرة التي علت القناطر فخراً في بنائها وإتقانها وعدد قسيها سبع عشرة قوساً بين القوس والقوس خمسون شبراً وسعة القوس مثل ذلك خمسون شبراً وسعة ظهرها المعبور عليه ثلاثون شبراً ولها ستائر من كل جهة تستر القامة وارتفاع القنطرة من موضع المشي إلى وجه الماء في أيام جفوف الماء وقلته ثلاثون ذراعاً وإذا كان السيل بلغ الماء منها إلى نحو حلوقها وتحت القنطرة يعترض الوادي رصيف سد مصنوع من الأحجار القبطية والعمد الخاشنة من الرخام وعلى هذا السد ثلاث بيوت أرحاء في كل بيت منها أربع مطاحن...
كان عدد أقواسها سبع عشرة قوسًا، بين كل قوس والآخر اثنا عشر مترًا، وسعة القوس الواحد اثنا عشر مترًا، وكان عرضها حوالي سبعة امتار، وارتفاعها عن سطح ماء النهر بلغ خمسة عشر مترًا
إن هذه الأبعاد كانت لقنطرة بنيت في بداية القرن الثاني الهجري، أي منذ ألف وأربعمائة عام، على يد السمح بن مالك الخولاني الذي كان والي الأندلس من قبل عمر بن عبد العزيز، أي في وقت لم يكن فيه الناس يعرفون من وسائل الانتقال إلا الخيل والبغال والحمير، ولم تكن وسائل وأساليب البناء على المستوى المتطور حينئذٍ؛ مما يجعل هذه القنطرة بهذا الشكل واحدة من مفاخر الحضارة الإسلامية
وقد قيل عنها في كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب : قال في مناهج الفكر إن قنطرة قرطبة إحدى أعاجيب الدنيا بنيت زمن عمر بن عبد العزيز على يد عبد الرحمن بن عبيد الله الغافقي وطولها ثمانمائة ذراع وعرضها عشرون باعا وارتفاعها ستون ذراعا وعدد حناياها ثماني عشرة حنية وعدد أبراجها تسعة عشر برجا - مسجدها الجامع من أجمل ما أبدعه المسلمون في الأندلس،
- وقد صنفه اليونسكو كموقع تراث عالمي.
- مدينة الزهراء هي المدينة الأندلسية الملكية المشهورة، على بعد 30 كم من قرطبة.
- وتشتهر بعمارتها وما استخدم فيها من الذهب والرخام قام ببنائها الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث
- الملقب بالناصر في بين أعوام 936 و940 م.
- وقد بناها لتماثل قصور دمشق العاصمة الأموية القديمة،
- وازدهرت لنحو 80 عاماً، ثم هجرها أهلها من جند قرطبة خلال ثورة البربر.
قرطبة في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر
- صارت قرطبة مركزاً للعلوم والاآداب، وانتشرت الثقافة وكثر الإنتاج العلمي وشاعت المعرفة، وبلغ عدد الكتب "400،000" كتاب في مكتبة واحدة هي (مكتبة الحكم)، وبلغ عدد المكتبات "70" مكتبة.
- ووضعت لها فهارس دقيقة، وتصانيف عديدة، كما ظهر النساخون الذين كانوا يقومون بدور المطابع في عصرنا، وظهر المجلَدون لتجليد الكتب والعناية بها وحفظها، وكان "عبد الرحمن الناصر" يُعرف بحبه للعلم والعلماء، وكان من أشهر العلماء القاضي عبد الله محمد بن محمد الذي اخذ العلم من مائتين وثلاثين شيخاً، كما ظهر القاسم بن الدباغ الذي نقل العلم عن مائتين وستة وثلاثين شيخاً، ولم يكتف بما أخذ من الأندلس بل سافر إلى المشرق لينهل من علومه، وكان من بين العلماء الأندلسيين الذين قدموا المشرق الإسلامي. و برز ابن عطية في التفسير، كما اشتهر في الفقه: الباجي وابن وضاح وابن عبد البر، وابن عاصم والمنذر بن سعيد في الفقه والحديث، وظهر بالفلسفة ابن رشد وابن مسرة القرطبي وبرز في اللغة ابن سيده صاحب المعجم، وأبو علي القالي صاحب الامالي الذي تلقى تعليمه في بغداد ثم رحل إلى الاندلس فبلغ في فقه اللغة شأناً بعيداً هناك، وكتب ابن قوطية في التاريخ، وبرز شاعر عظيم هو محمد بن هانئ الأندلسي ضاهي المتنبي وأبو تمام وكان أهل الاندلس يأملون له مكانة مثل عظماء الشعراء لكنه مات صغيراً. و غيرهم فقد عمل عبد الرحمن الناصر على نشر المعرفة في ربوع البلاد، فابتنى في قرطبة وحدها سبعاً وعشرين مدرسة وأدخل إليها الفقراء من الطلاب مجاناً، حتى أصبحت قرطبة في عهده منارةً تجتذب إليها الأدباء والعلماء والفنانين.
----
أطلال المسجد الجامع بمدينة الزهراء، وتبدو مدينة قرطبة في الأفق
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home