أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
قال تعالى :
( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)
(الأعراف 181)
يهدون بالحق، وبه يعدلون " . .
إن صفة هذه الأمة -
إن صفة هذه الأمة -
التي لا ينقطع وجودها من الأرض أياً كان عددها -
أنهم " يهدون بالحق
" . . فهم دعاة إلى الحق،
لا يسكتون عن الدعوة به، وإليه،
" . . فهم دعاة إلى الحق،
لا يسكتون عن الدعوة به، وإليه،
ولا يتقوقعون على أنفسهم؛ ولا يتروون
بالحق الذي يعرفونه.
ولكنهم يهدون به غيرهم.
بالحق الذي يعرفونه.
ولكنهم يهدون به غيرهم.
فلهم قيادة فيمن حولهم من الضالين عن هذا الحق،
المتنكرين لذلك العهد؛
المتنكرين لذلك العهد؛
ولهم عمل إيجابي لا يقتصر على معرفة الحق؛
إنما يتجاوزه إلى الهداية به والدعوة
إليه والقيادة باسمه.
" وبه يعدلون " . .
فيتجاوزون معرفة الحق والهداية به
إليه والقيادة باسمه.
" وبه يعدلون " . .
فيتجاوزون معرفة الحق والهداية به
إلى تحقيق هذا الحق في حياة الناس
والحكم به بينهم،
تحقيقاً للعدل الذي لا يقوم إلا بالحكم بهذا الحق . .
والحكم به بينهم،
تحقيقاً للعدل الذي لا يقوم إلا بالحكم بهذا الحق . .
فما جاء هذا الحق ليكون مجرد
علم يعرف ويدرس.
علم يعرف ويدرس.
ولا مجرد وعظ يهدى به ويعرف!
إنما جاء هذا الحق ليحكم أمر الناس كله.
يحكم تصوراتهم الاعتقادية
فيصححها ويقيمها على وفقه.
فيصححها ويقيمها على وفقه.
ويحكم شعائرهم التعبدية فيجعلها ترجمة عنه في
صلة العبد بربه.
صلة العبد بربه.
ويحكم حياتهم الواقعية فيقيم نظامها
وأوضاعها وفق منهجه ومبادئه ويقضي فيها
بشريعته وقوانينه المستمدة من هذه الشريعة.
وأوضاعها وفق منهجه ومبادئه ويقضي فيها
بشريعته وقوانينه المستمدة من هذه الشريعة.
ويحكم عاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم وسلوكهم فيقيمها
كلها على التصورات الصحيحة المستمدة منه.
كلها على التصورات الصحيحة المستمدة منه.
ويحكم مناهج تفكيرهم وعلومهم وثقافاتهم كلها
ويضبطها بموازينه . . .
ويضبطها بموازينه . . .
وبهذا كله يوجد هذا الحق في حياة الناس،
ويقوم العدل الذي لا يقوم إلا بهذا الحق . .
وهذا ما تزاوله تلك الأمة
بعد التعريف بالحق والهداية به . .
إن طبيعة هذا الدين واضحة لا تحتمل التلبيس!
بعد التعريف بالحق والهداية به . .
إن طبيعة هذا الدين واضحة لا تحتمل التلبيس!
صلبة لا تقبل التمييع!
والذين يلحدون في هذا
الدين يجدون مشقة في تحويله عن طبيعته
هذه الواضحة الصلبة . .
الدين يجدون مشقة في تحويله عن طبيعته
هذه الواضحة الصلبة . .
وهم من أجل ذلك يوجهون إليه
جهودا لا تكل، وحملات لا تنقطع،
جهودا لا تكل، وحملات لا تنقطع،
ويستخدمون في تحريفه عن وجهته
وفي تمييع طبيعته،
وفي تمييع طبيعته،
كل الوسائل وكل الأجهزة، وكل التجارب . .
هم يسحقون سحقاً وحشياً
كل طلائع البعث والحيوية الصلبة
الصامدة في كل مكان على وجه الأرض
كل طلائع البعث والحيوية الصلبة
الصامدة في كل مكان على وجه الأرض
عن طريق الأوضاع التي يقيموها
ويكفلونها في كل بقاع الأرض!
وهم يسلطون المحترفين من علماء هذا الدين عليه،
ويكفلونها في كل بقاع الأرض!
وهم يسلطون المحترفين من علماء هذا الدين عليه،
يحرفون الكلم عن مواضعه،
ويحلون ما حرم الله،
ويميعون ما شرعه،
ويميعون ما شرعه،
ويباركون الفجور والفاحشة
ويرفعون عليها رايات الدين وعناوينه!
ويرفعون عليها رايات الدين وعناوينه!
وهم يزحلقون المخدوعين في الحضارات المادية،
المأخوذين بنظرياتها وأوضاعها
ليحاولوا زحلقة الإسلام في
التشبه بهذه النظريات وهذه الأوضاع، ورفع شعاراتها،
ليحاولوا زحلقة الإسلام في
التشبه بهذه النظريات وهذه الأوضاع، ورفع شعاراتها،
أو الاقتباس من نظرياتها وشرائعها ومناهجها!
وهم يصورون الإسلام الذي يحكم الحياة
حادثاً تاريخياً مضى ولا تمكن إعادته،
وهم يصورون الإسلام الذي يحكم الحياة
حادثاً تاريخياً مضى ولا تمكن إعادته،
ويشيدون بعظمة هذا
الماضي ليخدروا مشاعر المسلمين،
ثم ليقولوا لهم - في ظل هذا التخدير - :
الماضي ليخدروا مشاعر المسلمين،
ثم ليقولوا لهم - في ظل هذا التخدير - :
إن الإسلام اليوم يجب أن
يعيش في نفوس أهله عقيدة وعبادة،
يعيش في نفوس أهله عقيدة وعبادة،
لا شريعة ونظاماً،
وحسبه وحسبهم ذلك المجد التاريخي القديم!
وحسبه وحسبهم ذلك المجد التاريخي القديم!
هذا والإ فإن على هذا الدين أن " يتطور "
فيصبح محكوماً بواقع البشر،
فيصبح محكوماً بواقع البشر،
يبصم لهم على كل ما يقدمونه له
من تصورات وقوانين.
من تصورات وقوانين.
وهم يضعون للأوضاع التي يقيمونها في العالم -
الذي كان إسلامياً - نظريات
تأخذ شكل العقيدة والدين، لتحل محل ذلك الدين القديم!
تأخذ شكل العقيدة والدين، لتحل محل ذلك الدين القديم!
ويترّلون لها قرآناً يتلى ويدرس، ليحل محل
ذلك القرآن القديم!
ذلك القرآن القديم!
وهم يحاولون تغيير طبيعة المجتمعات -
كما يحاولون تغيير طبيعة هذا الدين -
كوسيلة أخيرة،
حتى لا يجد هذا الدين قلوباً تصلح للهداية به؛
كوسيلة أخيرة،
حتى لا يجد هذا الدين قلوباً تصلح للهداية به؛
فيحولون المجتمعات إلى فتات غارق في
وحل الفاحشة والفجور،
وحل الفاحشة والفجور،
مشغول بلقمة العيش لا يجدها
إلا بالكد والعسر والجهد، كي لا
يفيق، بعد اللقمة و..،
إلا بالكد والعسر والجهد، كي لا
يفيق، بعد اللقمة و..،
ليستمع إلى هدى، أو يفيء إلى دين!
إنها المعركة الضارية مع هذا الدين
والأمة التي تهدى به وتحاول أن تعدل به . .
والأمة التي تهدى به وتحاول أن تعدل به . .
المعركة التي تستخدم فيها
جميع الأسلحة بلا تحرج،
جميع الأسلحة بلا تحرج،
وجميع الوسائل بلا حساب؛
والتي تجند لها القوى والكفايات
وأجهزة الإعلام العالمية؛
والتي تجند لها القوى والكفايات
وأجهزة الإعلام العالمية؛
والتي تسخر لها الأجهزة والتشكيلات الدولية؛
والتي تكفل من أجلها أوضاع
ما كانت لتبقى يوماً واحدًا لولا هذه الكفالة العالمية!
ولكن طبيعة هذا الدين الواضحة الصلبة
ما كانت لتبقى يوماً واحدًا لولا هذه الكفالة العالمية!
ولكن طبيعة هذا الدين الواضحة الصلبة
ما تزال صامدة لهذه المعركة الضارية.
والأمة المسلمة القائمة على هذا الحق -
على قلة العدد وضعف العدة -
ما تزال صامدة لعمليات السحق الوحشية . .
والله غالب على أمره.
والله غالب على أمره.
في ظلال القرآن
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home