وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله
قال تعالى في سورة البقرة :
وَمِنَ النَّاسِ
مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا
فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ
لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ
الْفَسَادَ (205)
وَإِذَا قِيلَ
لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ
وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ
مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)
فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)
في هذا الدرس نجد الملامح الواضحة لنموذجين من نماذج البشر
: الأول نموذج المرائي الشرير، الذلق اللسان.
الذي يجعل شخصه محور الحياة كلها.
والذي يعجبك مظهره ويسوؤك مخبره.
فإذا دعي إلى الصلاح وتقوى الله لم يرجع إلى الحق؛
ولم يحاول إصلاح نفسه؛
بل
أخذته العزة بالإثم،
واستنكف أن يوجه إلى الحق والخير
.
. ومضى في طريقه يهلك الحرث والنسل!
والثاني نموذج المؤمن الصادق
الذي يبذل نفسه كلها لمرضاة الله،
لا يستبقي منها بقية،
ولا يحسب لذاته حسابا في سعيه وعمله،
لأنه يفنى في الله،
ويتوجه بكليته إليه.
وعقب عرض هذين النموذجين
نسمع
هتافا بالذين آمنوا ليستسلموا بكليتهم لله،
دون ما تردد،
ودون ما تلفت،
ودون ما تجربة لله بطلب الخوارق والمعجزات،
كالذي فعلته بنو إسرائيل حين بدلت
نعمة الله عليها وكفرتها
.
. ويسمى هذا الاستسلام دخولا في السلم
فيفتح بهذه الكلمة بابا واسعا
للتصور الحقيقي الكامل لحقيقة الإيمان بدين الله،
والسير على منهجه في
وفي مواجهة نعمة الإيمان الكبرى،
وحقيقة السلام التي تنشر ظلالها على الذين آمنوا .
والصورة الأولى تنطبق على كل منافق مراء ذلق اللسان؛
فظ القلب، شرير الطبع، شديد
الخصومة، مفسود الفطرة
والصورة
الثانية تنطبق على كل مؤمن خالص الإيمان،
متجرد
لله، مرخص
لأعراض الحياة . .
وهذا وذلك نموذجان معهودان في الناس؛
ترسمهما الريشة المبدعة بهذا الإعجاز؛
وتقيمهما أمام الأنظار يتأمل الناس فيهما معجزة القرآن،
ومعجزة خلق الإنسان هذا التفاوت بين النفاق
والإيمان
.
ويتعلم منهما الناس ألا ينخدعوا بمعسول القول،
وطلاوة
الدهان؛ وأن يبحثوا عن الحقيقة وراء
الكلمة المزوقة،
والنبرة المتصنعة، والنفاق والرياء والزواق!
كما يتعلمون منهما كيف تكون القيم في
ميزان الإيمان.
|
| |
وفي ظلال هاتين اللوحتين المشخصتين لنموذج النفاق الفاجر،
ونموذج الإيمان الخالص
.
يهتف بالجماعة المسلمة، باسم الإيمان الذي تعرف به،
للدخول
في السلم كافة، والحذر من اتباع خطوات
الشيطان، مع التحذير من الزلل بعد البيان
في ظلال القرآن
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home