الحكمة الخفية من خرق السفينة

قصة خرق السفينة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام،
حكمة الأمر التكويني، الله عز وجل له أمر ونهي،
وله أفعال أفعاله حكيمة ورحيمة،
أفعاله يصعب أن نعرف كل فعلٍ أن نكشف في كل فعلٍ حكمته،
ولكن ينبغي أن نستسلم،
فربنا عز وجل في هذه السورة الكريمة وفي هذه القصة بين سيدنا موسى وسيدنا الخضر بيّن أن الشيء الذي يبدو لك غير مقبول،
غير معقول، بعيداً عن الرحمة.
صاحب سفينة صالح، أركب سيدنا الخضر، وسيدنا موسى في السفينة،
سيدنا الخضر خرق السفينة، بلا سبب، بلا مبرر،
رد على إحسانه بالإساءة،
هذا خلاف الأمر التكليفي،
سيدنا موسى معه الأمر التكليفي، الله عز وجل قال:
﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾
فما تحمل، خُرقت حدود الله عز وجل، فاعترض عليه، قال:
﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ
يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ
فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ
مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ﴾
حينما خرقها عابها، فلما عابها نجت من المصادرة،
انظر إلى هذا الفعل ظاهره غير مقبول، غير محمول، غير أخلاقي، لكن الحقيقة
بهذا الخرق نجت السفينة من المصادرة.في ظلال القرآن يقول سيد قطب رحمه الله في قوله تعالى
" أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر،
فأردت أن أعيبها؛ وكان وراءهم ملك
يأخذ كل سفينة غصبا " .
فبهذا العيب نجت السفينة من أن يأخذها ذلك الملك الظالم غصبا.
وكان الضرر الصغير الذي أصابها اتقاء للضرر الكبير الذي يكنه الغيب لها لو بقيت على سلامتها.
منقول .. للتدبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home