الاسير

في الجهاد دروس وعبر ...
ومن يتق الله يجعل له مخرجا
كان الأخ أبو علي البغدادي حافظا ً لكتاب الله تعالى ضابطاً لأحكامه كوالده،
ومن يتق الله يجعل له مخرجا
كان الأخ أبو علي البغدادي حافظا ً لكتاب الله تعالى ضابطاً لأحكامه كوالده،
معلماً لكلام الله تعالى في بيوت الله وداعيا إلى التمسك بكتاب
الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وفقا لفهم السلف الصالح ،
وكان
له من العلم الشرعي ما يمكنه من الدعوة في سبيل الله عز وجل في المساجد
والمحافل والمجالس.
وكان مِمَن قد تأثر بالشيخ ابن القيم من خلال قراءته لأغلب كتبه بتمعن وإتقان حتى اقترب من حفظ بعضها عن ظهر قلب،
وكان يعتمدها في تدريسه للطلاب.
كان قد دخل الكلية العسكرية وقد تفوق على دفعته فحصل على المرتبة الأولى ، وكان دائم الهروب من الجيش والغياب مما يعرضه إلى عقوبات شتى آملا في أن يطرد بعد ذلك إلا انه لم ينل مبتغاه، فضلا ً عن انه في مرة ادعى بان والده الأسير في إيران قد أصبح من التوابين متحججا بذلك لعلهم يطردوه من الجيش ، لأنه اعتقد بكفرية النظام والجيش.
كان يمارس الدعوة إلى دين الله الحق أثناء خدمته في الجيش وخصوصا في المناطق الجنوبية ومنها منطقة الطيب في العمارة ، مما هدى الله على يديه بعض من الجنود فلله الحمد و المنة .
كان من الملتحقين الأوائل في ركب الجهاد بعد سقوط النظام محرضا على ذلك وقد رزقه الله تعالى تشكيل بعض المجاميع الصغيرة في منطقته .
وكان من صفاته أن يخرج للتنفيذ مع الآخرين ويبسّط ذلك للإخوة باعطاءهم مزيد من التشجيع والتثبيت والإيمان ويرتدي الملابس الطبيعية ويتعطر عند خروجه للواجب.
وفي مرة وأثناء محاولة تنفيذه لواجب تفجير عبوة ناسفة على همر وفي حوالي الساعة التاسعة من مساء شتاء 2004 ، وكان هذا قد آثار انتباه الحراس الليليين في المنطقة مما جعلهم يشكوا في انه يحاول تفجير وثن جدارية باقر الحكيم ، فهجموا عليه وضربوه واتصلوا بالشرطة فقامت بضربه ثم آخذوه إلى مركز الشرطة ، ومن ثم سلموه إلى الأمريكان وعملوا احتفالا لذلك بالصياح والصفير بأنهم مسكوا وهابي .
ذهب به الأمريكان إلى احد معتقلاتهم وهو معتقل الرستمية ووضعوه في غرفة كانت في الأصل عبارة عن مرافق صحية تتألف من حيزين وتحتوي على ثلاثة شبابيك.
نام الأخ نوما عميقا نتيجة لما صاحبه من الام وأوجاع في رأسه ووجه وبقية جسمه نتيجة ضربات الروافض الكلاب التي تدل على الحقد الدفين الذي يكمن في داخلهم.
وفي منامه كأنه قد سمع مناد يناديه أن اخرج من هذا المكان ، فذهب إلى احد الشبابيك ورآه مغلقا وعليه كتائب حديدية وعاد أدراجه إلى النوم ثم مرة أخرى ،
أتاه المنادي مرة اخرى يناديه أن اخرج من هذا المكان فذهب إلى الشباك
الثاني فرأى مثل ما رأى في المرة الأولى ،
ثم عاد إلى نومه ثم أتاه المنادي
أن اخرج من هذا المكان فذهب إلى الشباك الثالث فوجده بدون كتائب مثبت عليه
مشبك مانع للذباب فقط ،
فبحث في الأرض لعله يجد ما يعينه على فتح المشبك
فوجد بفضل الله تعالى جامعة حديدية ( كلبجة ) فباشر باستعمالها لفتح المشبك
بهدوء مع ملاحظته للحارس خارج الباب واستمر بذلك إلى آذان الفجر، فعند قول
المؤذن الله اكبر مد يده وسحب المشبك وفتح الشباك بإذن الله وخرج من
الفتحه ثم اجتاز الأسلاك الشائكة سائرا على يديه وقدميه الحافيتين التي
أدميت نتيجة لذلك .
ثم مر من بين الحراس والهمرات فأعمى الله عز وجل بصيرتهم فلم يروه علما بان الساحة كانت مضاءة بالبلاجكترات ،
ثم مر من بين الحراس والهمرات فأعمى الله عز وجل بصيرتهم فلم يروه علما بان الساحة كانت مضاءة بالبلاجكترات ،
وبعد ذلك وصل الجدار فقفز وتعلق به
واجتازه بإذن الله وعبر الى خارج المعتقل ثم خلع بعض ملابسه الخارجية
ووضعها في جهة وذهب هو في الجهة المغايرة ليوهم العدو بذلك ثم دخل إلى
البزل القريب من الجدار فنام هنالك وكلما استيقظ
قرأ قوله تعالى: (إِذْ
يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ
الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ
الْأَقْدَامَ) الأنفال:11 ،
ثم نام واستيقظ وهكذا إلى آذان العشاء من ذلك
اليوم فخرج بفضل الله تعالى
وقد يسر الله له نفر من المؤمنين استحلفهم
الله ثلاث مرات بان يكتموا أمره ويساعدوه ففعلوا وقدموا له الماء والطعام
والملبس ثم بعد ذلك أقلوه بسيارتهم إلى حيث أراد .
ففي هذه القصة دروس منها:
1. يتجلى في هذه القصة دور التقوى في حفظ الانسان المسلم واخراجه من الازمات باذن الله تعالى،
قال تعالى : (..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ
لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق:2-3
ونرى ذلك في هذه
القصة في تلك الرؤيا الثلاث الذي رآه الاخ،
فنرى المدد الالهي بوضوح على
اخراج هذا الاخ من معتقله.
2. الاخذ بالاسباب مع التوكل على الله،
فعندنا قاعدة في هذا الصدد الا
وهي: (الاخذ بالاسباب ثم التوكل)،
ففي القرآن امثلة كثيرة منها في قصة مريم
بنت عمران عليها السلام
جاء في القرآن: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ
النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) مريم:25،
فعلى الرغم من
انزال الرزق اليها بيسر وسهولة
ولكن القرآن يعلمنا اخذ بالاسباب (وهزي
اليك)،
وفي قصة اخونا الاسير الاخ بدأ باخذ الاسباب على رغم البشارة في
منامه
وذلك عن طريق محاولة قلعه المشبك بالكلبجة والعمل على ذلك بهدوء لكي
لا ينتبه اليه الحارس.
3. العمل بقاعدة (الحرب خدعة) اسوة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والاخ عمل بها وذلك في موقفه عندما خلع بعض ملابسه الخارجية وتركه عند
المبزل ليوهم العدو انه سلك هذا الاتجاه في حين انه سلك طريقا آخر.
هذه القصة عبارة عن نموذج من نماذج كرامات المجاهدين، فحدوث تلك الكرامات
هنا وهناك ما هي الا بشرى للمجاهدين ورفع لمعنوياتهم خصوصا عندما يكون
طريق الجهاد طويلا ومتعبا ومحفوفا بالمخاطر التي ربما قد يصيب البعض بنوع
من الاحباط.
منقول ..للتدبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home