رؤيا في السماء
هذه القصة تروى على لسان أحد الصالحين
وهو العابد الزاهد أبوخالد الأحوج
من روائع القصص بعنوان "رؤيا في السماء"
يقول أبو خالد الأحوج الزاهد:من روائع القصص بعنوان "رؤيا في السماء"
"لما ماتت امرأة شيخنا أبي ربيعة الفقيه ذهبت مع جماعة من الناس إلى مقبرة فشهدنا أمر دفنها فلما فرغوا وسويَّ عليها التراب قام شيخنا يبكي ويقول:
"يرحمك الله يا فلانة الآن قد شفيتِ أنتِ ومرضتُ أنا، عوفيتِ أنتِ وابتليتُ أنا، تركتني ذاكراً وذهبت أنت ناسية كان للدنيا بك معنى فستكون بعدك بلا معنى كانت حياتك لي نصف قوتي فصار موتك لي نصف ضعفي ..
كنت أرى الهموم بمواساتك لي مخففة الآن ستأتيني الهموم مضعفة
كان وجودك معي حجابا بيني وبين مشقات كثيرة أما الآن فهذه المشاق ستصل إلي ولا أحد يحميني منها
كانت الأيام تمر بسبب رقتك وحنانك أما اليوم فستأتيني أكثر ما تأتيني بصورة قاسية غليظة
أما إني والله لم أفقد منك في امرأة كالنساء لكني فقدت مخلوقة كريمة"
يقول الزاهد: "أحسست أن الكون كله يتلطف به من أجلها وأخذ يبكي على زوجته التي كان يحبها حباً شديداً ثم أخذت بيده ورجعنا إلى داره، كان هذا الشيخ الفقيه يعزي الناس بكلام جميل يحفظ من روائع القصص وروائع الكلام في تعزية الناس لكن الآن هو يحتاج من يعزيه
فأخذت أحدثه وأعزيه وهو مشغول عني وعن تعزيتي وحديثي بهمه بفقدان زوجته الحبيبة ثم دخلنا الدار وأخذ ينظر يميناً ويساراً وقلب عينيه هنا وهناك ثم قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون" والتفت إلي وقال: "يا أبا خالد، الآن ماتت الدار أيضاً إن البناء يحيا بروح المرأة التي تتحرك في داخله الآن ما عاد هناك حياة في هذا البناء لكن يا أبا خالد أنت رجل أعزب ولا تفهم هذه المعاني، أنت رجل آليت ألا تقرب النساء ولا يقربنك ونجوت بنفسك منهن وانقطعت بها بنفسك إلى الله عز وجل، كأن كل النساء محارم بالنسبة إليك، أنا لا أفهم هذه المعاني ولا أفهم معنى الزهد بالنساء بهذه الطريقة كما أنت أيها الزاهد لا تفهم مشاعري في هذه اللحظة وقد فقدت زوجتي
وشتان بين قائل يتكلم من طبعه وبطريقته وبفطرته وبين سامعٍ يفهم لكن بتكلف"
فقال أبو خالد (الزاهد): "يا أبا ربيعة ما يمنعك الآن وقد انقطعت من النساء أنت أيضا وماتت زوجتك، ما رأيك أن تعيش خفيف الظهر، وتتفرغ للنسك والعبادة وتجعل قلبك بالسماء انقشع غيمها وسطع فيها الشمس فإنه يقال أن المرأة ولو كانت صالحة فهي تفتن الرجل، المرأة في منزل الرجل العابد مدخل للشيطان ولو أن هذا العابد كان يسكن في بيت من حسنات لكانت المرأة نافذة يقتحم منها الشيطان.." ومازال يقنعه حتى فعل.
فبدأ أبو ربيعة يفكر ثم قال: "إنه والله لرأي الوحدة وعدم الزواج وعدم الانشغال بالنساء أروح لقلبي وأجمع لهمي، قد أخذ القبر امرأتي وشهوتي فسأعيش ما بقي من حياتي بلا انشغال بشهوات والأبدأ من الآن من القبر ومعانيه وأسير في مشاعر وأحاسيس وليس في جسد ولحم"
وتعاهد الشيخ مع الزاهد على أن يزهدا في الدنيا ويعيشا في معاني الزهد والانشغال عن الدنيا بمعاني العبادة
يقول أبو خالد الزاهد: "رأيت أن أبيت وأنام عند شيخي أبي ربيعة وفاءاً بحق خدمته ودفعاً للوحدة بعد فراق زوجته وقد كان قد تعب طول اليوم بعد الأحداث التي مر بها فرايته مجهداً فبعد أن صلينا العشاء قلت: "يا أبا ربيعة، أراك نعساناً فتريح ليذهب ما بك من تعب نفسي وتعب جسدي، فإذا صار آخر الليل أيقظتك فقمنا وصلينا ركعتين في آخر الليل" يقول فما هو أن وضع رأسه حتى ناس من شدة التعب.
وجلست أفكر في حاله وما كان عليه وفي الرأي التي أعطيته له من أن يزهد في الدنيا ويتفرغ للعبادة
وقلت في نفسي: "لعلي أغريته وزينت له أمر لا يستطيع عليه ولعلي أشرت عليه بما لا يحسن مثله أن يؤديها فأكون قد غششت وهل هذه نصيحة صحيحة؟
يقول أبو خالد: "فبدأت أشك في نصيحتي، وبدأت أشك في حالي أنا أيضا، هل صحيح أن أزهد في النساء وفي الدنيا بهذه الطريقة وبدأت أقارن بين رجل متزوج عابد وبين رجل عابد غير متزوج، فهذا العابد المتزوج أليس عليه أن يربي نفسه ويربي أهله ويربي أولاده!
بينما العابد الزاهد الذي لم يتزوج ليس عليه إلا أن يربي نفسه فقط وما عليه أي تربية أخرى
يقول: "فأخذت أذهب من فكر لفكر هل أنا صح هل أنا خطأ حتى هدأ كل شيء حولي وصار السكون في كل مكان كأن البيت كله نام فلم ألبث حتى غمضت عيني من شدة النعاس ونمت واشتد علي النوم وبدأت الأحلام ورأيت رؤيا من السماء..
رأيت في نومي رؤية عجيبة رأيت كأن القيامة قد قامت والناس قد بعثوا وضاق المحشر لكثرة الناس وأنا مع جملة الخلائق وبين هذا الموقف يغلي بنا غليان القدر بما فيها وقد اشتد الكرب والحزن والخوف واشتد علينا العطش كأن الجحيم والنار تتنفث علينا وليته شعور بالعطش بل هو شعور بلهب جهنم في داخلنا وخارجنا وبينما نحن كذلك فإذا بمجموعة من الشباب الصغار الولدان في منتهى الجمال، عليهم مناديل من نور يمشون بين الجمع وبأيديهم أباريق من فضة وأكواب من ذهب وعندهم كؤوس جميلة جدا يملأونها بماء زلال بارد عذب الذي يراه ولا يشرب منه يزيد عطشاً فيتلوى من الألم، وجعل الولدان يسقون بعض الناس ويتركون بعض الناس ويدخلون بين الناس يبحثون عن أشخاص معينيين يسقونهم من بين الناس فمر بي أحدهم فمددت إليه يدي وقلت له:
"اسقني فقد يبست واحترقت من العطش"
فقال: "من أنت؟"
قلت: "أنا أبو خالد الأحوج الزاهد"
قال: "هل لك ولد من أطفال المسلمين مات صغيراً فاحتسبته عند الله؟"
قلت: "لا"
فقال: "هل لك ولد مت قبله فدعا لك بعد مماتك بدعوة صالحة؟"
قلت: "لا"
قال: "هل لك ولد تعبت على تربيته وقمت بحق الله فيه؟"
قلت: "يرحمك الله، أنا كل ما قلت لأ أحسست بأن مكواه حامية تحرق لساني"
فقال الغلام: "نحن لا نسقي إلا آبائنا، تعبوا لنا في الدنيا فاليوم نتعب لهم في الآخرة، قدموا بين أيديهم الطفولة وقدموا ألسنة طاهرة للدفاع عنهم يوم القيامة، ليس هاهنا في هذا اليوم بعد ألسنة الأنبياء أشد طلاقة ً من ألسنة الأطفال، طفل بلا آثام تمنع لسانه من الكلام الجميل"
يقول أبوخالد: "فجن جنوني وجعلت أبحث في نفسي عن هذه الكلمة (ابن) فكأنها مسحت من حفظي ومسحت من وجودي، فذكرت صلاتي وصيامي وعبادتي فما خطرت في قلبي حتى ضحك الغلام فوجدت معنى بكائي وخيبتي وندمي، فقلت أخاطب نفسي: "يا ويلك ألم تسمع أن هناك ذنوب لا تكفرها الصلاة ولا يكفرها الصيام لكن يكفرها الهم بالأولاد!"
فقال لي الغلام: "هل تعرف من أنا يا أباخالد؟"
قال: "من أنت؟"
قال: "أنا ابن ذلك الرجل الفقير المعيل الذي عنده أولاد كثيرين الذي قال لشيخك ابن الأدهم العابد الزاهد:
"ماذا لك قد تفرغت للعبادة وعشت أعزباً"
فقال له إبراهيم بن الأدهم: "والله لهمٌ يصيبك بسبب العيال أفضل من كل عبادتي، أبي جاهد قلبه وجاهد عقله وجاهد بدنه وحمل على نفسه مقاساة الأهل والولد حملها الإنساني العظيم فكر ليس فقط في نفسه، اهتم بغير نفسه، آمن وصبر ووثق بولاية الله حين تزوج فقيراً وأن الله سبحانه وتعالى لن يتركه. وعندما جاءه أولاد ما تركهم إنما رباهم وتعب من أجلهم وجاهد كما يجاهد الغازي في سبيل الله"
الأعزب يجاهد مرة واحدة في نفسه إنما هذا يستشهد في اليوم مائة مرة وهو يجاهد في همومه بأولاده والآن يرحمه الله تعالى بفضل رحمته أولاده في الدنيا
ثم قال الغلام لأبي خالد: "ألم يبلغك قول عبدالله بن المبارك المجاهد العظيم وهو في الغزو مع أصحابه قال: "هل تعلمون أفضل مما نحن فيه جماعة من المجاهدين يتعبدون ويجاهدون الروم فهل علمتم أفضل مما نحن فيه؟" قالوا: "لا، لا نعلم أفضل من المجاهد الذي نذر نفسه للجهاد في سبيل الله وهو أيضا متعبد أثناء جهاده"
فقال عبدالله بن المبارك (الذي يقال عنه عالم المسلمين في زمانه وكان يلقب بعالم أهل المشرق وأهل المغرب): "بل هناك عمل أعظم مما نحن فيه"
فقال أصحابه: "علمنا"
قال: "خير مما نحن فيه رجل متعفف على فقره ذو عائلة قد قام من الليل فرأى صبيانه نياما منكشفين فنزع ما عليه من ثوب وغطى أولاده بهذا الثوب فبات بجلده يتلقى البرد من أجل أولاده فعمله أفضل مما نحن فيه"
ويكمل الغلام في رؤيا أباخالد الزاهد: "إن هذا البرد يا أبا خالد تحفظه له الجنة هنا في حر هذا الموقف حتى تفيه حقه وذلك الدفء الذي شمل أولاده يا أبا خالد في هذا الموقف يحميه من جهنم يوم القيامة"
يقول أبو خالد وهو يكمل سرد رؤياه: "وانطلق الغلام وتركني ومضى فأنا من شدة العطش ما ملكت نفسي فهجمت عليه ونزعت الإبريق الذي في يده فإذا بالإبريق يتحول إلى عظم دخل في كفي وقطع أصابعي فلا أصابع لي وقطع كفي فلا كف لي"
وفجأة يأتي إبريق من السماء فيقع في يد الغلام فيتركني ويمضي..
فقلت في نفسي: "ويحك يا أباخالد ما أراك إلا محاسباً على حسناتك كما يحاسب المذنبون على سيئاتهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله"
ثم سمعت نداءاً عظيما يقول: "أين أبو خالد الأحوج الزاهد العابد؟" فقلت: "ها أنذا ذا" فقيل: "طاووس من طواويس الجنة قد قص ذيله فضاع أحسن ما فيه، أين ذيلك؟"
يكمل أباخالد: "فما فهمت فقلت أي ذيل؟"
فقيل: "ما تركت وراءك من أولادك؟ أين محاسنك في تربية أولادك، أخلقت لك المرأة لتتجنبها؟ أجاء أبويك بالنسل لتتبرأ أنت من النسل؟ جئت من الحياة وصنعت من الحياة أشياء ليس فيها حياة؟ وانهزمت عن مواجهة الحياة؟ عملت الفضيلة في نفسك لكنها عقمت فلم تعمل بك، أنت في نفسك فاضل لكن ما تركت الفضيلة تعمل من بعدك، لك ألف ركعة ومثلها من السجدات ومن النوافل وخير منها أن تكون قد خرجت من صلبك أعضاء تركع وتسجد، حياة تعبد الله من وراك لو كان لك ذلك لكان خيرا لك، قتلت رجولتك ووأدت فيها النسل ولبثت طول عمرك ولداً كبيرا لم تبلغ رتبة الأب، فلإن أقمت الشريعة فلقد عطلت الحقيقة"
يقول أبو خالد: "هذا الكلام بدأ يهتز في نفسي كالنفخ الصور فطار نومي ففتحت عيني بعد غشية كأني في قبر سد علي وفركت عيني وإذ بالصبح قد انبلج ورأيت أبا ربيعة الفقيه يتقلب في نومه كأن يد تدحرجه ثم نهض وهو أيضا فزع، قال يصيح بمجرد أن صحى من نومه: "أهلكتني يا أبا خالد، أهلكتني والله"
قال: "أنا لما نمت، نمت على نية أن أزهد في النساء وأن أجمع قلبي للعبادة ولا أنشغل لا بامرأة ولا ولد ونمت على هذه النية ودعوت الله لإن كانت نيتي صالحة فوفقني إليها وإن كانت خطأ فأرشدني إلى خطأها
فرأيت في المنام كأنما أبواب السماء قد فتحت وكأن رجال ينزلون من السماء ويسيرون في الهواء يتبع بعضهم بعضاً أجنحة وراء أجنحة وكلما مر بي أحدهم نظر إلي
وقال لمن خلفه: "هذا هو المشؤوم فيرد من خلفه، نعم هو المشؤوم" ويمر الثاني
ويقول" أنت هو المشؤوم"
ويمر من هو خلفه ويعيد: "هذا هو المشؤوم"
لا يقولون غيرها ولا اسمع غيرها وأنا خائف من سؤالهم هل يقصدوني أنا أم هناك أحد خلفي لا أراه حتى مر آخرهم وكان غلاماً فتجرأت وسألته:
"يا هذا من هو المشؤوم الذي تشيرون إليه؟"
قال: "أنت"
قال: "فلماذا تقولون عني مشؤوم"
قال: "كنا نرفع عملك كما ترفع أعمال المجاهدين في سبيل الله مع كتب المجاهدين فلما ماتت امرأتك وحزنت عليها وعلى قيامك بحقها رفعنا عملك درجة أخرى، أما اليوم فقد جاءنا أمر أن نضع أعمالك ونسجلها مع الجبناء الذين فروا من المعركة"
قلت: "لماذا؟"
قال: "أنت تريد أن تزهد في الدنيا والنساء والأولاد، سمو الرجل بنفسه عن الولد والمرأة طيران إلى فوهة البركان التي في الأعلى لكن على أجنحة الشيطان"
قلت: "لم أفهم"
قال: "هل تظن أن الزهد في الدنيا والأولاد والزوجة هذا هو الأفضل؟"
قلت: "أنا أتعبد لله عز وجل بنفس صافية"
قال: "العبادة الحقيقية الصافية هي أن تنشغل بالله عز وجل وتترك من بعدك من ينشغل بالله عز وجل أيضا"
أما إذا مت وانقطع من وراءك فماذا تركت وأي جهاد هذا الذي تعنيه من الزهد في الدنيا
النهاية..
كانت هذه هي القصة التي رواها الدكتور طارق السويدان
كانت هذه هي القصة التي رواها الدكتور طارق السويدان
في الجزء الرابع من سلسلة روائع القصص
*****
فيا ملك الملوك أقل عثاري ..فإني عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي ..ولكن ليس غيرك لي طبيب
فآمن روعتي واكبت حسوداً .. فإن النائبات لها نيوب
وآنسني بأولادي وأهلي ..فقد يستوحش الرجل الغريب
ولي شجن بأطفال صغار .. أكاد إذا ذكرتهم أذوب
ولكني نبذت زمام أمري .. لمن تدبيره فينا عجيب
هو الرحمن حولي واعتصامي ..به وإليه مبتهلاً أتيب
إلهي أنت تعلم كيف حالي ..فهل يا سيدي فرج قريب
فيا ديان يوم الدين فرج ..هموماً في الفؤاد لها دبيب
وصل حبلي بحبل رضاك ..وانظر إلي وتب علي عسى أتوب
وراع حمايتي وتول نصري ..وشد عراي إن عرت الخطوب
وألهمني لذكرك طول عمري ...فإن بذكرك الدنيا تطيب
وقل عبد الرحيم ومن يليه ..لهم في ريف رأفتنا نصيب
فظني فيك يا سندي جميلٌ ..ومرعى ذود آمالي خصيب
وصل على النبي وآله ..ما ترنم في الآراك العندليب
وأمرضني الهوى لهوان حظي ..ولكن ليس غيرك لي طبيب
فآمن روعتي واكبت حسوداً .. فإن النائبات لها نيوب
وآنسني بأولادي وأهلي ..فقد يستوحش الرجل الغريب
ولي شجن بأطفال صغار .. أكاد إذا ذكرتهم أذوب
ولكني نبذت زمام أمري .. لمن تدبيره فينا عجيب
هو الرحمن حولي واعتصامي ..به وإليه مبتهلاً أتيب
إلهي أنت تعلم كيف حالي ..فهل يا سيدي فرج قريب
فيا ديان يوم الدين فرج ..هموماً في الفؤاد لها دبيب
وصل حبلي بحبل رضاك ..وانظر إلي وتب علي عسى أتوب
وراع حمايتي وتول نصري ..وشد عراي إن عرت الخطوب
وألهمني لذكرك طول عمري ...فإن بذكرك الدنيا تطيب
وقل عبد الرحيم ومن يليه ..لهم في ريف رأفتنا نصيب
فظني فيك يا سندي جميلٌ ..ومرعى ذود آمالي خصيب
وصل على النبي وآله ..ما ترنم في الآراك العندليب
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home