حسن الخاتمة
حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الموت والإكثار منه،
فقال عليه الصلاة والسلام: «
أكثروا من ذكر هادم اللذات» [صححه الألباني.
أكثروا من ذكر هادم اللذات» [صححه الألباني.
قال تعالي: { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } ،
يقول تعالى: وجاءت -أيها الإنسان-سكرة الموت بالحق،
أي: كشفت لك عن اليقين الذي كنت تمتري فيه،
{ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ }
أي: هذا هو الذي كنت تفر منه قد جاءك،
أي: هذا هو الذي كنت تفر منه قد جاءك،
فلا محيد ولا مناص، ولا فكاك ولا خلاص.
وقد اختلف المفسرون في المخاطب بقوله:
وقد اختلف المفسرون في المخاطب بقوله:
{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } ،
فالصحيح أن المخاطب بذلك الإنسان من حيث هو.
وقيل: الكافر، وقيل: غير ذلك.
وحدثنا خلف بن هشام؛ حدثنا أبو شهاب [الخياط] ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن البهي
وحدثنا خلف بن هشام؛ حدثنا أبو شهاب [الخياط] ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن البهي
قال: لما أن ثقل أبو بكر ،
رضي الله عنه، جاءت عائشة، رضي الله عنها،
رضي الله عنه، جاءت عائشة، رضي الله عنها،
فتمثلت بهذا البيت:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فكشف عن وجهه وقال: ليس كذلك،
ولكن قولي: { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ }
وقد أوردت لهذا الأثر طرقا [كثيرة] في سيرة الصديق
عند ذكر وفاته، رضي الله عنه.
عند ذكر وفاته، رضي الله عنه.
وفي قوله: { ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } قولان:
أحدهما: أن "ما" هاهنا موصولة، أي: الذي كنت منه تحيد -
بمعنى: تبتعد وتنأى وتفر-
أحدهما: أن "ما" هاهنا موصولة، أي: الذي كنت منه تحيد -
بمعنى: تبتعد وتنأى وتفر-
قد حل بك ونزل بساحتك.
والقول الثاني: أن "ما" نافية
بمعنى: ذلك ما كنت تقدر على الفرار منه ولا الحيد عنه.
والقول الثاني: أن "ما" نافية
بمعنى: ذلك ما كنت تقدر على الفرار منه ولا الحيد عنه.
وقوله: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ } وذلك يوم القيامة.
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته،
وانتظر أن يؤذن له".
قالوا: يا رسول الله كيف نقول؟
قال: "قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل".
فقال القوم: حسبنا الله ونعم الوكيل.
وفي الصحيح عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كانت بين يديه ركوة - أوعلبة - فيها ماء
فجعل يدخل يديه في الماء،
فيمسح بهما وجهه ويقول: "لا إله إلا الله إن للموت سكرات"
ثم نصب يده فجعل يقول: "في الرفيق الأعلى" حتى قبض ومالت يده.
خرجه البخاري.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن العبد الصالح ليعالج الموت وسكراته
"إن العبد الصالح ليعالج الموت وسكراته
وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض
تقول السلام عليك تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة".
تقول السلام عليك تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة".
وقال عيسى ابن مريم:
"يا معشر الحواريين ادعوا الله أن يهون عليكم هذه السكرة
يعني سكرات الموت."
"يا معشر الحواريين ادعوا الله أن يهون عليكم هذه السكرة
يعني سكرات الموت."
كيف بإنسان في قبضة الجبار،
المطلع على ذات الصدور؟
المطلع على ذات الصدور؟
وكيف بإنسان طالبه هو الواحد الديان،
الذي لا ينسى ولا يغفل ولا ينام!
إنه ليرجف ويضطرب ويفقد توازنه وتماسكه،
حين يشعر أن السلطان في الأرض
يتتبعه بجواسيسه وعيونه،
يتتبعه بجواسيسه وعيونه،
ويراقبه في حركته وسكونه.
وسلطان الأرض مهما تكن عيونه
لا يراقب إلا الحركة الظاهرة.
لا يراقب إلا الحركة الظاهرة.
وهو يحتمي منه إذا آوى إلى داره،
وإذا أغلق عليه بابه، أو إذا أغلق فمه!
أما قبضة الجبار فهي مسلطة عليه أينما حل وأينما سار
وأما رقابة الله
فهي مسلطة على الضمائر والأسرار . . فكيف؟
فهي مسلطة على الضمائر والأسرار . . فكيف؟
كيف بهذا الإنسان في هذه القبضة وتحت هذه الرقابة؟ !
تلك صفحة الحياة،
ووراءها في كتاب الإنسان صفحة الاحتضار:
" وجاءت سكرة الموت بالحق
. ذلك ما كنت منه تحيد " . .
والموت أشد ما يحاول المخلوق البشري أن يروغ منه،
أو يبعد شبحه عن خاطره
. ولكن أنى له ذلك: والموت طالب لا يمل الطلب،
ولا يبطيء الخطى، ولا يخلف الميعاد؛
وذكر سكرة الموت كفيل برجفة تدب في الأوصال!
وبينما المشهد معروض يسمع الإنسان: "
ذلك ما كنت منه تحيد " .
وإنه ليرجف لصداها وهو بعد في عالم الحياة!
فكيف به حين تقال له وهو يعاني السكرات!
ويلفت النظر في التعبير ذكر كلمة الحق: "
وجاءت سكرة الموت بالحق " . .
وهي توحي بأن النفس البشرية ترى الحق كاملا
وهي في سكرات الموت
وهي في سكرات الموت
تراه بلا حجاب، وتدرك منه ما كانت تجهل
وما كانت تجحد،
وما كانت تجحد،
ولكن بعد فوات الأوان، حين لا تنفع رؤية،
ولا يجدي إدراك، ولا تقبل توبة،
ولا يحسب إيمان
وذلك الحق هو الذي كذبوا به ..
فانتهوا إلى الأمر المريج! . .
وحين يدركونه ويصدقون به لا يجدي شيئا
ولا يفيد!
أسباب حسن الخاتمة
****
* من أعظمها: أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه، وراس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد، والحذر من ارتكاب المحرمات، والمبادرة إلى التوبة مما تلطخ به المرء منها، وأعظم ذلك الشرك كبيره وصغيره.
* ومنها: أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى.
* ومنها: أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك، فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه، وان يثبته عليهن وأن يختم له به.
أسباب لحسن الخاتمة
****
1- الاستقامة :
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}
2- حسن الظن بالله :
عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي )) رواه البخاري ومسلم .
3- التقوى :
قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}
4- الصدق :
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}
5- التوبة :
قال تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
6- المداومة على الطاعات
7- ذكر الموت وقصر الأمل
8- الخوف من أسباب سوء الخاتمة :
أسباب سوء الخاتمة
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}
2- حسن الظن بالله :
عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي )) رواه البخاري ومسلم .
3- التقوى :
قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}
4- الصدق :
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}
5- التوبة :
قال تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
6- المداومة على الطاعات
7- ذكر الموت وقصر الأمل
8- الخوف من أسباب سوء الخاتمة :
أسباب سوء الخاتمة
****
وبهذا يعلم أن سوء الخاتمة يرجع لأسباب سابقة، يجب الحذر منها.
* ومن أعظمها: فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى:
* ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها.
* ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.
* ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها ، فإن الإنسان إذا ألقت شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهود ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.
وبهذا يعلم أن سوء الخاتمة يرجع لأسباب سابقة، يجب الحذر منها.
* ومن أعظمها: فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى:
* ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها.
* ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.
* ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها ، فإن الإنسان إذا ألقت شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهود ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة،
قال تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان:29
* وسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم ، فربما غلب ذلك عيه حتى ينزل به الموت قبل التوبة) أ .هـ
* وسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم ، فربما غلب ذلك عيه حتى ينزل به الموت قبل التوبة) أ .هـ
لأجل ذلك كان جديرا بالعاقل أن يحذر من تعلق قلبه بشيء من المحرمات،
وجديرا به أن يلزم قلبه ولسنانه وجوارحه ذكر الله تعالى،
وأن بحافظ على طاعة الله حيثما كان،
من أجل تلك اللحظة التي إن فاتت وخذل فيها شقي شقاوة الأبد.
إِذَا احْتُضِرَ الإْنْسَانُ
وَأَصْبَحَ فِي حَالَةِ النَّزْعِ قَبْل الْغَرْغَرَةِ.
وَأَصْبَحَ فِي حَالَةِ النَّزْعِ قَبْل الْغَرْغَرَةِ.
فَالسُّنَّةُ أَنْ
يُلَقَّنَ الشَّهَادَةَ بِحَيْثُ يَسْمَعُهَا
يُلَقَّنَ الشَّهَادَةَ بِحَيْثُ يَسْمَعُهَا
لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ آخِرُ
كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَل الْجَنَّةَ.
وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ آخِرُ
كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَل الْجَنَّةَ.
وَلاَ يُلَحُّ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهَا مَخَافَةَ أَنْ يَضْجَرَ،
فَإِذَا قَالَهَا الْمُحْتَضَرُ مَرَّةً لاَ يُعِيدُهَا الْمُلَقِّنُ،
إِلاَّ أَنْ يَتَكَلَّمَ الْمُحْتَضَرُ بِكَلاَمٍ غَيْرِهَا،
وَهَذَا بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها،
وخير أيامنا يوم نلقاك فيه،
اللهم وفقنا جميعا لفعل الخيرات واجتناب المنكرات .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home