أو يرسل عليكم حاصبا
ذكرت كلمة حاصبا أربعة مرات
في أربعة آيات
في أربعة آيات
﴿ أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر
أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ﴾
الأسراء 68
أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ﴾
﴿ فكلا أخذنا بذنبه ۖ فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا ۚ وما كان الله ليظلمهم ولٰكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾
العنكبوت 40
﴿ إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط ۖ نجيناهم بسحر ﴾
القمر 34
﴿ أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ۖ فستعلمون كيف نذير ﴾
الملك 17
من جُنُود الله تعالى: الرِّيح الشديدةُ،
وهي أنواع كثيرة، منها: الحاصب،
وهي: ريح قوية تحمل من شدتها التراب والحصباء،
فتحصب بها الناس، وتُغطي بها العمران،
وقد تشتدُّ شدة تقتلع الحجارة فترمي بها الناس،
قد عُذِّب بها أمتان من الأمم الغابرة، كانتا من أشد الأمم عذابًا؛
كما قال الله تعالى: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا} [العنكبوت: 40].
وهاتان الأمتان هما: عاد وقوم لوط، فأمَّا عاد فقال الله تعالى فيهم: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا} [فصِّلت: 16]، وكانت ريحًا شديدة ترفعهم وتصرعهم؛ كما قال الله تعالى في وصْف فعلها بهم: {تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 20].
لقد ظنَّتْ عاد أنها الريح التي اعتادوها، تحمل السحب، وتسوقها إليهم، فإذا هو حاصب يحمل العذاب الأليم
وهاتان الأمتان هما: عاد وقوم لوط، فأمَّا عاد فقال الله تعالى فيهم: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا} [فصِّلت: 16]، وكانت ريحًا شديدة ترفعهم وتصرعهم؛ كما قال الله تعالى في وصْف فعلها بهم: {تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 20].
لقد ظنَّتْ عاد أنها الريح التي اعتادوها، تحمل السحب، وتسوقها إليهم، فإذا هو حاصب يحمل العذاب الأليم
وأما قوم لوط - عليه السلام - فقال الله تعالى فيهم: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} [القمر: 34]، وبلغ من شدة الحاصب الذي اجتاحهم أنه رفع ديارهم إلى عنان السماء، وقذفهم بحجارة أهلكتهم؛ {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [الحجر: 74].
وقد أنذر الله تعالى هذه الأمة بالحاصب منَ الرِّيح، وخوفهم به في موضعين من القرآن؛
وقد أنذر الله تعالى هذه الأمة بالحاصب منَ الرِّيح، وخوفهم به في موضعين من القرآن؛
فقال تعالى: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ البَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا} [الإسراء: 68]،
وفي موضع آخر: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: 17].
أيُّها المسلمون:
تأمَّلوا حال هذه الرياح الهادئة الطيبة المباركة
التي هي قوام العيش في الأرض، وأساس من أُسُس الحياة عليها، ولا غنى للناس عنها، ويفرحون بما تحمله إليهم من بشائر السحب والخيرات، تنقلب بأمر الله تعالى وقدرته لتكونَ عذابًا للبَشَر، وهلاكًا لِمَن أصابتهم بسبب ذنوبهم.
هذه الرياح التي لا يبصرها الناسُ مع أنه لا عيش لهم إلاَّ بها، ولا يعرفون ماهيتها، ولا نظام حركتها في الكون، ولا يدركون قوتها ولا أثرها، ولا متى تكون، ولا كيف تكون، ويرون آثارها في أراضيهم ومزارعهم ومعايشهم، ولكنهم لا يشكرون نعمة الله تعالى عليهم بها، ولا فضله سبحانه حين سخرها لهم، ولا يخافون أن تكون عذابًا سُلِّط عليهم.
هذه الرِّياح المبارَكة التي تجود بالخير، وتجري بسحب الغيث المبارَك - تَتَحَوَّل - بأمْرِ الله تعالى وقدرته - إلى حاصب منَ الريح يحصب الناس بالتُّرَاب والحصى، فيؤذيهم ويفسد عليهم معايشهم، وربما أهلكهم فلا يُبقي منهم ولا يذر، أو تَتَحَوَّل إلى قاصف يقصفهم ويقصمهم، أو إلى عاصفٍ يحيط بهم فيفنيهم، فما أعجبَ تحوَّلَ النعمة إلى نقمة! وما أسرعَ تبدُّلَ المنحة إلى محنة!
نعوذ بالله العلي الأعلى من زَوَال نعمته، وَتَحَوُّل عافيته، وفُجَاءة نقمته، وجميع سخطه.
وصلوا وسلموا على نبيكم
التي هي قوام العيش في الأرض، وأساس من أُسُس الحياة عليها، ولا غنى للناس عنها، ويفرحون بما تحمله إليهم من بشائر السحب والخيرات، تنقلب بأمر الله تعالى وقدرته لتكونَ عذابًا للبَشَر، وهلاكًا لِمَن أصابتهم بسبب ذنوبهم.
هذه الرياح التي لا يبصرها الناسُ مع أنه لا عيش لهم إلاَّ بها، ولا يعرفون ماهيتها، ولا نظام حركتها في الكون، ولا يدركون قوتها ولا أثرها، ولا متى تكون، ولا كيف تكون، ويرون آثارها في أراضيهم ومزارعهم ومعايشهم، ولكنهم لا يشكرون نعمة الله تعالى عليهم بها، ولا فضله سبحانه حين سخرها لهم، ولا يخافون أن تكون عذابًا سُلِّط عليهم.
هذه الرِّياح المبارَكة التي تجود بالخير، وتجري بسحب الغيث المبارَك - تَتَحَوَّل - بأمْرِ الله تعالى وقدرته - إلى حاصب منَ الريح يحصب الناس بالتُّرَاب والحصى، فيؤذيهم ويفسد عليهم معايشهم، وربما أهلكهم فلا يُبقي منهم ولا يذر، أو تَتَحَوَّل إلى قاصف يقصفهم ويقصمهم، أو إلى عاصفٍ يحيط بهم فيفنيهم، فما أعجبَ تحوَّلَ النعمة إلى نقمة! وما أسرعَ تبدُّلَ المنحة إلى محنة!
نعوذ بالله العلي الأعلى من زَوَال نعمته، وَتَحَوُّل عافيته، وفُجَاءة نقمته، وجميع سخطه.
وصلوا وسلموا على نبيكم
منقول .. بتصرف
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home