حَدِيثُ الْجُنُودِ
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ
يسميهم الجنود .
فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ}
يسميهم الجنود .
إشارة إلى قوتهم واستعدادهم ..
هل أتاك حديثهم ؟
وكيف فعل ربك بهم ما يريد ؟
وهما حديثان مختلفان في طبيعتهما وفي نتائجهما ..
فأما حديث فرعون ،
فقد أهلكه الله وجنده ونجى بني إسرائيل ،
ومكن لهم في الأرض فترة ..
وأما حديث ثمود فقد أهلكهم الله عن بكرة أبيهم
وأنجى صالحا والقلة معه
حيث لم يكن لهم بعد ذلك ملك ولا تمكين .
إنما هي مجرد النجاة من القوم الفاسقين ..
وهما نموذجان لفعل الإرادة ، وتوجه المشيئة .
وصورتان من صور الدعوة إلى الله واحتمالاتها المتوقعة ،
إلى جانب الاحتمال الثالث الذي وقع في حادث الأخدود ..
وكلها يعرضها القرآن للقلة المؤمنة في مكة ، ولكل جيل من أجيال المؤمنين
بين الله في كتابه أن النصر و الهزيمة بيده وحده ، و ليس للكثرة أو القلة علاقة في نهاية المعركة .." بل الذين كفروا في تكذيب، والله من ورائهم محيط " ..
(( و ما النصر إلا من عند الله )) " سورة الأنفال آية 10 "
فإذا كانت القيادة مؤمنة و قد أحكمت الخطة و أعدت العدة ..
(( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) " سورة الأنفال آية 60 "
ثم توجهت تستغيث الله ..
(( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )) " سورة الأنفال آية 9 "
هنا يدخل المعركة جنود من قاعدة الرعب..
(( سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب )) "سورة الأنفال آية12"
و جنود من قاعدة النعاس و الأمن في ساعة القلق و الأرق..
(( إذ يغشيكم النعاس أمنةً منه )) " سورة الأنفال آية 11"
و جنود من قاعدة السحاب ..
(( و ينزل عليكم من السمآء مآء ليطهركم به و يذهب عنكم رجز الشيطان و ليربط على قلوبكم و يثبت به الأقدام )) " سورة الأنفال آية 11"
و جنود من قواعد الوهن ..
(( و أن الله موهن كيد الكافرين )) " سورة الأنفال آية 18"
و جنود من قواعد السماوات السبع ..
(( إذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا )) " سورة الأنفال آية12"
[ فمن كان مع الله فهو بالله كثير ]
أيها الجنود المرابطون ؛ قولوا لأعدائنا :
(( و لن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت و أن الله مع المؤمنين )) سورة الأنفال آية19"
فالهزيمة هي مصيركم
(( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب )) "سورة الأنفال آية11"
من الفرعون الأول إلى الفرعون الآخر..
(( هل أتاك حديث الجنود@فرعون و ثمود@ بل الذين كفروا في تكذيب @ و الله من ورائهم محيط @ )) سورة البروج آية 17.
إنه الحصار الإلهي الأخير ..
فشأن الكفار وحقيقة حالهم أنهم في تكذيب يمسون به ويصبحون.
" والله من ورائهم محيط "
.. وهم غافلون عما يحيط بهم من قهر الله وعلمه.
.. وهم غافلون عما يحيط بهم من قهر الله وعلمه.
فهم أضعف من الفيران المحصورة في الطوفان العميم!
" بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " ..
والمجيد الرفيع الكريم العريق ..
وهل أمجد وأرفع وأعرق من قول الله العظيم؟
وهو في لوح محفوظ.
.لا ندرك نحن طبيعته،
لأنه من أمر الغيب الذي تفرد الله بعلمه.
إنما ننتفع نحن بالظل الذي يلقيه التعبير،
والإيحاء الذي يتركه في القلوب.
وهو أن هذا القرآن مصون ثابت،
قوله هو المرجع الأخير،
في كل ما يتناوله من الأمور.
يذهب كل قول،
وقوله هو المرعي المحفوظ ..بتصرف
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home