أربى الربا عند الله
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
"أيُّ الربا أربى عند الله؟" قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال:
"أربى الربا عند الله
استحلالُ عرض امرئ مسلم"،
ثم قرأ: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا
فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}
أي: ينسبون إليهم ما هم بُرَآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه،
فقد سماه الله أذي وبهتان وذنب عظيم مادام كان ذلك بغير حق .
فقد روي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
"كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه "
و روى أبو داود في سننه و أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ
)إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .
و لا يقف الأمر عند هذا الحد بل يصبح القاذف مفلسا
فقد روي مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلي الله عليه وسلم " أتدرون من المفلس ؟
قالوا الله ورسوله أعلم . قال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام
ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته
وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته
قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم
وطرحت علي سيئاته ثم طرح في النار " .
وعند الرمي ( القذف) بلا دليل يكون بابا من أبواب قول الزور
ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيه أنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائرـ ثلاثا ـ
الإشراك بالله وعقوق الوالدين
وشهادة الزور أو قول الزور
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس
فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت "
وقد يرد المقذوف ويلعن والدي القاذف فتقع كبيرة أخري
فقد روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبد الرحمن بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه" إن من أكبر الكبائر شتم الرجل والديه ؟
قالوا : يا رسول الله , وكيف يشتم الرجل والديه ؟
قال : نعم , يسب أبا الرجل فيسب أباه , ويسب أمه فيسب أمه " .
من أجل ذلك كله فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال
إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار
أبعد مما بين المشرق والمغرب
فقال له معاذ بن جبل يا رسول الله
وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ
وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" .
وفي الحديث الصحيح رواه الشيخان البخاري ومسلم
في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(اجتنبوا السبع الموبقات - يعني المهلكات –
قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال:
الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق،
وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف،
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)
***
المصدر : شبكة أنا مسلمة
موقع : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home