عباد الله المحسنين
ما هو الإحسان ؟
((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك))
ولقد وصف الله نفسه بالإحسان،
فقال:{الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين}
ومنح حبه للمحسنين وبين أنه لا يضيع أجرهم، وهو معهم بنصره وتأييده
قال: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}
ويتسع خلق الإحسان ليشمل القول والعمل من إحكامه وإتقانه،
في كل حال، ومع كل أحد، ففي مخاطبة الناس بعضهم مع بعض،
يجعل الكلمة الطيبة من الإحسان،
قال:{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}
وأحسن الكلام ما كان دعوة خالصة لوجهه الكريم،
وتوصية أو موعظة شديدة بعباده المؤمنين
{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}
ومن صفات المحسنين، كما جاءت في القرآن الكريم،
أنهم يقومون أكثر الليل ويستغفرون في آخره،
ويجعلون في أموالهم نصيباً للسائل والمحروم
قال:{ إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم
إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون
وبالأسحار هم يستغفرون وفى أموالهم حق للسائل والمحروم}
والإحسان صفة توجب الحب وتأسر القلوب،
كما يقول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان
ولقد تحلى المحسنون، بصفات نعتهم الله بها في كتابه الكريم
وأمتدحهم بها وسماهم محسنين بفعلهم إياها.
وهذه نتف من سماتهم، وطرفٌ من صفات المحسنين:
فهم مخلصون لله ومستسلمون لأوامره
قال:{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
وهم ينفقون ويجاهدون في سبيل الله قال :
}وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{
كما أنهم يتميزون بالإنفاق في السراء والضراء،
ويكظمون الغيظ حال الغضب ويعفون عن كل مخطيء من الناس
قال:{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
ومن صفاتهم عدم الإفساد في الأرض، ودعاءهم لله خوفاً وطمعاً
قال: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً
إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}
وكذلك فلديهم المبادرة لنصرة دين الله قال:
}مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ
أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ
وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ
وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً
إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ
إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{
وهم من الصابرين قال: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
وهم أهل الإحسان لعبادة ربهم والإحسان إلى خلق الله
قال{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً
وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ
نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
أي إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله, ومعاملتهم لخلقه.
وهم يصدقون بموعود الله,
قال:{وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرا
ً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ
وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}
وجزاء : المحسنين، من رب العالمين،
* أن يرزقهم العلم الشرعي، والفقه بالدين،
قال:} وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى
آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{
فلما بلغ موسى أشد قوته، وتكامل عقله, آتيناه حكمًا وعلمًا،
يعرف بهما الأحكام الشرعية وكما جزينا موسى على طاعته وإحسانه،
كذلك نجزي مَن أحسن مِن عبادنا.
*كما يجزيهم الله بالهداية لسبيله لمجاهدتهم أنفسهم
قال:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
*وجزاء الله للمحسنين هو عدم الخوف
مما أمامه ولا الحزن على ما فات
قال{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
* ومن أعظم الجزاء محبة الله لهم
قال:{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
*وكذلك الحصول على ثواب الدنيا و حسن ثواب الآخرة
قال:{فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا
وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
*فأعطى الله أولئك الصابرين جزاءهم في الدنيا بالنصر على أعدائهم
وبالتمكين لهم في الأرض وبالجزاء الحسن العظيم في الآخرة وهو جنات النعيم.
كما أن الله يجزيهم بالذرية الصالحة
قال }: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا
وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ
وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ
وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{
* وكذلك فرحمة الله قريبة منهم كما هي بعيدة عن غيرهم
قال{وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا
وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}
*كما كتب الله لهم التمكين في الأرض
فقال :} وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ
نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
*وتكفيهم معية الله الخاصة لهم قال:
{إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}
* والاستمساك بالعروة الوثقى
قال{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ{
هذه هي صفات عباد الله المحسنين الذين خلصت نيتهم
وصفات سريرتهم وحسن عملهم واستكثروا من الحسنات،
وتابوا من الهفوات، وأنابوا لخالق الأرض والسماوات.
ألا وصلوا وسلموا على خير البريات، وسيد المخلوقات.
اللهم صلي وسلم عليه إلى يوم الدين
اللهم اجعلنا من عبادك المحسنين،
واغفر لنا خطايانا يوم الدين، وارحمنا يا رب
اللهم آت أنفسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها،
اللهم آت أنفسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها،
أنت وليها ومولاها..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..
اللهم إنا نسألك العفو والعافية..
اللهم اشف مرضانا وعاف مبتلانا وارحم موتانا
اللهم اشف مرضانا وعاف مبتلانا وارحم موتانا
وأدم أمننا واستقرارنا يا ذا الجلال
عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه يزدكم
عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه يزدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
المصدر: منتدى خطبة الجمعة
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home