وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
يأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2)
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)
وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6)
وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)
وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6)
وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
قول أكثر المفسرين :
وقلبك فطهر عن الصفات المذمومة ،
وعن الحسن : ( وثيابك فطهر ) قال : وخلقك فحسن ،
قال القفال : وهذا يحتمل وجوها :
أحدها : أن الكفار لما لقبوا محمد صلى الله عليه وسلم بالساحر
شق ذلك عليه جدا ، حتى رجع إلى بيته وتدثر بثيابه ،
وكان ذلك إظهار جزع وقلة صبر يقتضيه سوء الخلق ،
فقيل له : ( قم فأنذر ) ولا تحملنك سفاهتهم على ترك إنذارهم ،
بل حسن خلقك .
والثاني : أنه زجر عن التخلق بأخلاقهم ، فقيل له : طهر ثيابك أي قلبك عن أخلاقهم ، في الافتراء والتقول والكذب وقطع الرحم .
والثالث : فطهر نفسك وقلبك عن أن تعزم على الانتقام منهم والإساءة إليهم ، ثم إذا فسرنا الآية بهذا الوجه ، ففي كيفية اتصالها بما قبلها وجهان :
الأول : أن يقال : إن الله تعالى لما ناداه في أول السورة ،
فقال : ( ياأيها المدثر ) وكان التدثر لباسا ، والدثار من الثياب ،
قيل : طهر ثيابك التي أنت متدثر بها عن أن تلبسها على هذا التفكر والجزع والضجر من افتراء المشركين .
الوجه الثاني : أن يفسر المدثر بكونه متدثرا بالنبوة ،
كأنه قيل : يا أيها المتدثر بالنبوة طهر ما تدثرت به عن الجزع وقلة الصبر ،
والغضب والحقد ، فإن ذلك لا يليق بهذا الدثار ،
ثم أوضح ذلك بقوله : ( ولربك فاصبر ) واعلم أن حمل المدثر على المتصف ببعض الصفات جائز ،
يقال : فلان طاهر الجيب نقي الذيل ، إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ،
ويقال : فلان دنس الثياب إذا كان موصوفا بالأخلاق الذميمة ، قال الشاعر :
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
---------------
المكتبة الاسلامية
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home