" تبت يدا أبي لهب وتب "
من تصدّى لأهل الحق سيخسر الدنيا والآخرة
وهذا هو مصير أعداء الله :
قال تعالى:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ*
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ*
سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ*
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ*
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾
سورة اليوم سورة المسد،
قال تعالى:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾
الجو العام لهذه السورة يُبيِّن أن الإنسان
إذا ضل عن سبيل الله،
ونصّب نفسه عدواً لدين الله،
وأراد أن يُطفئ نور الله،
وتصدى لأهل الحق،
وأراد بهم كيداً،
فما مصيره في الدنيا؟
وما مصيره في الآخرة؟
مصيره في الآخرة أنه سيصلى ناراً ذات لهب،
ومصيره في الدنيا الإخفاق والخسران،
فكأن الله سبحانه وتعالى من خلال هذه القصة القصيرة،
وهي حدث واحد،
حيثما ذكر الله سبحانه وتعالى قصةً أو حدثاً أو ذكر اسماً،
فيجب أن نعلم علم اليقين أن هذه القصة ليست مقصودةً بذاتها،
وأن هذا الاسم ليس مقصوداً بذاته،
إنما المقصود أمثال أبي لهب،
الذي انتهى منذ أمد بعيد،
لكن كل إنسان تصدى للحق،
أو وقف في وجه الإسلام،
أو أراد أن يطفئ نور الله،
أو تصدى للدعاة إلى الله عز وجل،
عاداهم، وأراد بهم كيداً،
إنه سيخسر مرتين،
سيخسر الدنيا،
وسيخسر الآخرة،
هذا هو الجو العام،
هذا هو مصير أعداء الله.
هذه السورة ذات خصوص وعموم :
المقصد الكبير الثاني في هذه السورة
أنه خسر حياته بعد أنْ خسر المعركة،
فأبو لهب عمُّ النبي عليه الصلاة والسلام.
أولاً: من تصدى لأهل الحق فخسر الدنيا والآخرة،
وفي الأثر: من آثر دنياه على آخرته خسرهما معاً.
قد يسأل سائل،
لماذا هذا العداء؟
ما له وللنبي صلى الله عليه وسلم،
لمَ ناصبه العداء؟
لمَ وقف في وجه دعوته؟
لِمَ جعل نفسه عقبة كؤوداً في وجه الإسلام؟
لماذا؟
أحدنا قد لا يفهم لماذا يفعل هذا أبو لهب،
ولكن أبا لهب يفعل هذا لأنه توهم أن دنياه في خطر،
ما دام النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله،
هكذا توهم،
فحفاظاً على دنياه،
حفاظاً على ماله،
حفاظاً على مكانته الاجتماعية
ناصب النبي صلى الله عليه وسلم العداء،
وجعل من نفسه ترساً للباطل،
وعقبة في طريق الحق،
لذلك ربنا عز وجل في سورة قصيرة لا تزيد عن سطرين
بيَّن لنا أن كل إنسان يقف موقف أبي لهب
يكون مصيره في الدنيا الإخفاق والخسران،
ومصيره في الآخرة إلى جهنم وبئس المصير،
فالذي يقرأ القرآن ويظنه كتاب تاريخ
فقد ضل ضلالاً مبيناً.
هذه السورة ذات خصوص وعموم،
فعلى العموم نحن المقصودون منها،
وعلينا أن نتعظ منها،
لأن أبا لهب
أين أبو لهب؟
طواه الردى، وصار حديثاً،
قال تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home