الحمد لله الذي رضي لنفسه الحمد وعلّمه
الحمد لله الذي رضي لنفسه الحمد وعلّمه،
فله الثناء الحسن بل أجله وأعظمه،
له الحمد علي جميل أوصافه وجليل ما أنعمه ،
فله الحمد على كمال ذاته وعظيم صفاته وما أحكمه ،
وله الحمد لتمام منته وكمال نعمته وما أكرمه .
خلق آدم فأول ما نطق بحمده بما ألهمه،
ونجا نوحا في الفلك فلهج بحمده بما أكرمه،
وأثنى عليه بها خليله لما رزقه على الكبر
بولديه فكان شاكر أنعمه ،
وأنطق به داود وسليمان بما أحسن إلى عبده وما فهّمه ،
واشتق لنبينا من أسمائه فذو العرش محمود ومحمد
قائم بحمده وما أدوامه .
فالحمد لله الذي افتتح كتابه بالحمد فقال:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } ،
وجعل تنزيله بالحمد وقال تعالى:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا }
وافتتح خَلْقه بالحمد، فقال تعالى:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ
وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } [الأنعام: 1]
واختتمه بالحمد، فقال بعد ذكر مآل أهل الجنة وأهل النار:
{ وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ
وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الزمر: 75] ؛
ولهذا قال الله تعالى: { وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ
لَهُ الْحَمْدُ فِي الأولَى وَالآخِرَةِ
وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص: 70] ،
فله الحمد في الأولى والآخرة، هو المحمود في ذلك كله؛
ولهذا يُلْهَم أهل الجنة تسبيحه وتحميده كما يُلْهَمون النَّفَس،
أي يسبحونه ويحمدونه عدد أنفاسهم؛
لما يرون من عظيم نعمه عليهم، وكمال قدرته
وعظيم سلطانه، وتوالى مِنَنه ودوام إحسانه
منقول ..للفائدة
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home