وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ
أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
المقصود من هذا التحذير من مكر الله- سبحانه وتعالى-,
ومكر الله كونه يملي لهم, ويستدرجهم بالنعم والخيرات
وهم مقيمون على معاصيه وعلى
خلاف أمره,
فهم جديرون بأن يأخذوا على غرة,
ويعاقبون على غرة بسبب غفلتهم عن الله,
وإقامتهم على معاصيه,
وأمنهم من عقابه وغضبه,
فالمعنى احذروا ذلك المعنى احذروا
هذا الأمن
وابتعدوا عنه,
فالأمن من مكر الله خطر عظيم,
والقنوط من رحمة الله خطرٌ
عظيم،
فالواجب أن لا يقنط ولا يأمن،
من يكون المؤمن في سيره إلى الله بين الخوف
والرجاء،
فلا يقنط وييئس،
ولا يأمن مكر الله وعقوبته،
ويخرج البطالة والمعاصي،
ولكن يجب أن يكون بين ذلك،
يسير إلى الله في هذه الدار
ويعمل في هذه الدار بين
الخوف والرجاء،
فيذكر عظمته وشدة عقابه لمن خالف أمره فيخافه،
ويخشاه سبحانه
وتعالى،
ويذكر عظيم رحمته وحلمه وعظيم جوده وكرمه
فيرجوا إحسانه سبحانه وتعالى،
ويرجوا كرمه وجوده،
فهو بين هذا وهذا،
بين الخوف والرجاء حتى يلقى ربه سبحانه،
أما
الآمن الغافل المعرض الذي لا يخش الله،
ولا يخش عقابه، بل هو ساهٍ لاهٍ في معاصيه
وغفلاته
فهذا على خطر أن يؤخذ على غرة،
فيخسر الدنيا والآخرة نعوذ بالله.
يعني على
خطر يؤخذ على معاصيه وعلى غير توبة،
فيخسر الدنيا والآخرة، ويبوء بالنار والعذاب
الأليم
نعوذ بالله من ذلك، نسأل الله السلامة.
الإمام بن باز
قال عز وجل:
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
{الأعراف: 165}.
وقال سبحانه: فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَامِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
{هود:116ـ 117}.
{الأعراف: 165}.
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home