مصطفى محمود .. رحمه الله
عدد قليل من البشر يستطيعون أن يؤثروا فينا، وأن يتركون بصماتهم على أرواحنا وعقولنا، نفكر معهم، ونحبهم،
حتى وإن اختلفنا معه،
من هؤلاء الدكتور مصطفى محمود،
وبرغم أنه عاش حياته فى كثير من الصراع مع المختلفين معه،
سواء من اتهمه بالإلحاد، أو من رأى أفكاره ضرب من العبث،
لكن لا أحد ينكر أهميته العلمية والأدبية.
هو شخص استطاع أن يجذب عددا كبيرا من المتابعين له من خلال برنامجه الشهير "العلم والإيمان"،
والذى استمر قرابة 18 سنة،
وقدم طريقة مختلفة من ربط العلم بالدين،
فهو القائل "لن تكون متدينا إلا بالعلم...فالله لا يعبد بالجهل".
والتف حول مصطفى محمود الكثير من المريدين،
والقراء، والمتابعين لأعماله من مختلف الأجيال،
ومن أكثر الأجيال التفافًا حول كتاباته حتى الآن هو جيل الشباب،
حتى صار أيقونة ورمزًا بالنسبة لهم،
يستشهدون بمقولاته وكتاباته فى حياتهم. والمتابع لمواقع التواصل الاجتماعى ومن بينها موقع "الفيس بوك"
يجد صفحة خاصة به، دشنها بعض الشباب، وتضم أكثر من ثلاثة مليون ونصف شاب،
ولعل سر وصوله إلى هذا الجيل، هو ما قاله عنه الكاتب أنيس منصور
"كان ذا علم غزير، وأسلوب بليغ..
فإذا كتب فى الطب فهو أديب جميل العبارة..
وإذا كتب فى الأدب فهو سريع قاطع العبارة..
إنه أبو حيان التوحيدى الجديد..
فيلسوف الأدباء..وأديب الفلاسفة".
سبب آخر جعله قريبا من الشباب
هو طبيعة كتابته التى تقدم الأفكار التى "تشغل عقل كثير منهم خاصة محدثى السن"
والتى تتعلق بالكون، والحياة، والأرق النفسى.
والمتأمل فى كتاباته يجد هناك سمة واضحة فيها،
وهى الدعوة إلى الطهر والنقاء النفسى،
فهو دائم الدعوة إلى نبذ الكراهية، والاتجاه نحو الرحمة والعطف، والحب،
فمثلا نجده يقول "جرب ألا تشمت، ولا تكره ولا تحقد،
ولاتحسد، ولاتيأس، ولا تتشاءم،
وسوف تلمس بنفسك النتيجة المذهلة،
سوف ترى أنك يمكن أن تشفى من أمراضك بالفعل.
كان مصطفى محمود، كثير التفكير فى كل الأشياء،
فى الخالق، والمخلوق، والكون، والحياة،
حتى وصل بعد رحلته من الشك إلى اليقين، إلى الإيمان،1
تعرض لأزمات فكرية كثيرة كان أولها عندما قدم للمحاكمة بسبب كتابه (الله والإنسان) وطلب عبد الناصر بنفسه تقديمه للمحاكمة بناء على طلب الأزهر باعتبارها قضية كفر!..
إلا أن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب, بعد ذلك أبلغه الرئيسالسادات أنه معجب بالكتاب وقرر طبعه مرة أخرى!.
كان صديقاً شخصياً للرئيس السادات
ولم يحزن على أحد مثلما حزن على مصرعه يقول في ذلك
"كيف لمسلمين أن يقتلوا رجلاً رد مظالم كثيرة
وأتى بالنصر وساعد الجماعات
الإسلامية ومع ذلك قتلوه بأيديهم..
وقد كتبت إبنته فيه كلمات رقيقه صورته على حقيقته في عدد خاص أعده الشاعر فيصل أكرم في صحيفة الجزيرة الثقافية بتاريخ 7/7/2008 قالت فيها:
"(قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته)
تلك الكلمة تمثل مبدأه ومشواره الإنساني، والمقصود بالأمانة هنا، ليس المجد الأدبي والعلمي والمادي
بل العطاء الإنساني لوجه الله تعالى وكل ما يفيد البشر..
أي العطاء والخير والمساندة للغير فهو إنسان شديد التسامح حتى لمن أساء إليه قولاً وفعلاً..
بسيط جداً، يحمل قلب طفل يحلم بالعدالة الاجتماعية وإعلاء كلمة الأمة الإسلامية..
أطال الله عمرك يا أبي ومتعك بالصحة حتى ترى حلمك يتحقق
وهو وحدة الأمة العربية والإسلامية وإعلاء كلمتها لتصبح
كما قال الحق في كتابه العزيز {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.."
وأنهت الكلمات بـوصف نفسها " إبنته ومرافقته الوحيدة "2
1-آلاء عثمان ... اليوم السابع 31-10-2014.
2- ويكيبديا
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home