سورة الانسان
السورة في مجموعها هتاف رخي ندي إلى الطاعة،
والالتجاء إلى الله،
وابتغاء رضاه، وتذكر نعمته،
والإحساس بفضله،
واتقاء عذابه، واليقظة لابتلائه،
وإدراك حكمته في الخلق والإنعام والابتلاء
والإملاء ..
وهي تبدأ بلمسة رفيقة للقلب البشري:
والإملاء ..
وهي تبدأ بلمسة رفيقة للقلب البشري:
أين كان قبل أن يكون؟
من الذي أوجده؟
ومن الذي جعله شيئا مذكورا في هذا الوجود؟
بعد أن لم يكن له ذكر ولا وجود:
" هل أتى على الإنسان حين
من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟ " ..
تتلوها لمسة أخرى عن حقيقة أصله ونشأته،
من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟ " ..
تتلوها لمسة أخرى عن حقيقة أصله ونشأته،
وحكمة الله في خلقه، وتزويده بطاقاته ومداركه:
" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا " ..
ولمسة ثالثة عن هدايته إلى الطريق، وعونه على الهدى،
" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا " ..
ولمسة ثالثة عن هدايته إلى الطريق، وعونه على الهدى،
وتركه بعد ذلك لمصيره الذي يختاره: "
إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " ..
وبعد هذه اللمسات الثلاث الموحية،
وما تثيره في القلب
من تفكير عميق،
ونظرة إلى الوراء. ثم نظرة إلى الأمام،
ثم التحرج والتدبر عند اختيار الطريق ..
إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " ..
وبعد هذه اللمسات الثلاث الموحية،
وما تثيره في القلب
من تفكير عميق،
ونظرة إلى الوراء. ثم نظرة إلى الأمام،
ثم التحرج والتدبر عند اختيار الطريق ..
بعد هذه اللمسات الثلاث تأخذ السورة في
الهتاف للإنسان وهو على مفرق الطريق لتحذيره من طريق النار ..
الهتاف للإنسان وهو على مفرق الطريق لتحذيره من طريق النار ..
وترغيبه في طريق الجنة،
بكل صور الترغيب، وبكل هواتف الراحة والمتاع والنعيم والتكريم:
" إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا.
إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا.
عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا " ..
وقبل أن تمضي في عرض صور المتاع
ترسم سمات هؤلاء الأبرار في عبارات كلها انعطاف ورقة
وجمال وخشوع يناسب ذلك النعيم الهانئ الرغيد:
وقبل أن تمضي في عرض صور المتاع
ترسم سمات هؤلاء الأبرار في عبارات كلها انعطاف ورقة
وجمال وخشوع يناسب ذلك النعيم الهانئ الرغيد:
" يوفون بالنذر، ويخافون يوما كان شره مستطيرا،
ويطعمون الطعام - على حبه - مسكينا ويتيما وأسيرا.
إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا.
إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا " ..
ثم تعرض جزاء هؤلاء القائمين بالعزائم والتكاليف،
ثم تعرض جزاء هؤلاء القائمين بالعزائم والتكاليف،
الخائفين من اليوم العبوس القمطرير، الخيرين
المطعمين على حاجتهم إلى الطعام، يبتغون وجه الله وحده،
المطعمين على حاجتهم إلى الطعام، يبتغون وجه الله وحده،
لا يريدون شكورا من أحد، إنما يتقون اليوم
العبوس القمطرير!
تعرض جزاء هؤلاء الخائفين الوجلين المطعمين المؤثرين.
العبوس القمطرير!
تعرض جزاء هؤلاء الخائفين الوجلين المطعمين المؤثرين.
فإذا هو الأمن والرخاء والنعيم اللين الرغيد:
" فوقاهم الله شر ذلك اليوم، ولقاهم نضرة وسرورا،
وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا.
متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا.
وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا.
متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا.
ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا.
ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير،
قوارير من فضة قدروها تقديرا.
ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا،
قوارير من فضة قدروها تقديرا.
ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا،
عينا فيها تسمى سلسبيلا.
ويطوف عليهم ولدان مخلدون
إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا.
إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا.
وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا.
عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق،
وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا.
إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا " .
فإذا انتهى معرض النعيم اللين الرغيد المطمئن الهانئ الودود
فإذا انتهى معرض النعيم اللين الرغيد المطمئن الهانئ الودود
اتجه الخطاب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام لتثبيته
على الدعوة - في وجه الإعراض والكفر والتكذيب -
على الدعوة - في وجه الإعراض والكفر والتكذيب -
وتوجيهه إلى الصبر وانتظار حكم الله في الأمر؛
والاتصال بربه والاستمداد منه كلما طال الطريق:
والاتصال بربه والاستمداد منه كلما طال الطريق:
" إنا نحن نزلنا عليك القرآن تتريلا.
فاصبر لحكم ربك
ولا تطع منهم آثما أو كفورا.
واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا،
ومن الليل فاسجد له
وسبحه ليلا طويلا " ..
ثم تذكيرهم باليوم الثقيل الذي لا يحسبون حسابه؛
ثم تذكيرهم باليوم الثقيل الذي لا يحسبون حسابه؛
والذي يخافه الأبرار ويتقونه، والتلويح لهم
بهوان أمرهم على الله،
الذي خلقهم ومنحهم ما هم فيه من القوة،
بهوان أمرهم على الله،
الذي خلقهم ومنحهم ما هم فيه من القوة،
وهو قادر على الذهاب بهم، والإتيان
بقوم آخرين؛ لولا تفضله عليهم بالبقاء،
بقوم آخرين؛ لولا تفضله عليهم بالبقاء،
لتمضي مشيئة الابتلاء.
ويلوح لهم في الختام بعاقبة هذا الابتلاء:
" إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا.
" إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا.
نحن خلقناهم وشددنا أسرهم
وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا.
إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا.
وما تشاؤون إلا أن يشاء الله،
إن الله كان عليما حكيما.
يدخل من يشاء في رحمته
والظالمين أعد لهم عذابا أليما " ..
لتحميل تفسير سورة الانسان لسيد قطب رحمه الله اضغط هنا
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home