المعركة بين آدم وإبليس
قال الله تعالى : { وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *
وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ }
المؤمنون 97 - 98 .
أن المعركة بين آدم وإبليس
قديمة قديمة؛ وأن الشيطان قد أعلنها حربا تنبثق من خليقة الشر فيه،
ومن كبريائه وحسده وحقده على الإنسان!
وأنه قد استصدر بها من الله إذنا،
فأذن فيها - سبحانه - لحكمة يراها!
ولم يترك الإنسان فيها مجردا من العدة.
فقد جعل له من الإيمان جنة، وجعل له من الذكر عدة،
وجعل له من الاستعاذة سلاحا ..
فإذا أغفل الإنسان جنته وعدته وسلاحه فهو إذن وحده الملوم!
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
: " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم
فإذا ذكر الله تعالى خنس ، وإذا غفل وسوس
(أخرجه البخاري معلقاً)
فإذا ذكر الله تعالى خنس ، وإذا غفل وسوس
(أخرجه البخاري معلقاً)
وأما الناس فنحن نعرف عن وسوستهم الشيء الكثير.
ونعرف منها ما هو أشد من وسوسة الشياطين!
رفيق السوء الذي يتدسس بالشر إلى قلب رفيقه وعقله من حيث لا يحتسب
ومن حيث لا يحترس، لأنه الرفيق المأمون!
وحاشية الشر التي توسوس لكل ذي سلطان
حتى تتركه طاغية جبارا مفسدا في الأرض،
رفيق السوء الذي يتدسس بالشر إلى قلب رفيقه وعقله من حيث لا يحتسب
ومن حيث لا يحترس، لأنه الرفيق المأمون!
وحاشية الشر التي توسوس لكل ذي سلطان
حتى تتركه طاغية جبارا مفسدا في الأرض،
مهلكا للحرث والنسل!
والنمام الواشي الذي يزين الكلام ويزحلقه،
حتى يبدو كأنه الحق الصراح الذي لا مرية فيه.
حتى يبدو كأنه الحق الصراح الذي لا مرية فيه.
وعشرات من الموسوسين الخناسين
الذين ينصبون الأحابيل ويخفونها،
ويدخلون بها من منافذ القلوب الخفية التي يعرفونها أو يتحسسونها ..
وهم شر من الجنة وأخفى منهم دبيبا!
الذين ينصبون الأحابيل ويخفونها،
ويدخلون بها من منافذ القلوب الخفية التي يعرفونها أو يتحسسونها ..
وهم شر من الجنة وأخفى منهم دبيبا!
وهذا التصور لطبيعة المعركة ودوافع الشر فيها -
سواء عن طريق الشيطان مباشرة أو عن طريق
عملائه من البشر -
من شأنه أن يشعر الإنسان أنه ليس مغلوبا على أمره فيها
فإن ربه وملكه وإلهه
فإن ربه وملكه وإلهه
مسيطر على الخلق كله
وإذا كان قد أذن لإبليس بالحرب فهو آخذ بناصيته.
وهو لم يسلطه إلا على الذين يغفلون عن ربهم وملكهم وإلهم
فأما من يذكرونه فهم في نجوة من الشر ودواعيه الخفية
فأما من يذكرونه فهم في نجوة من الشر ودواعيه الخفية
فالخير إذن يستند إلى القوة التي لا قوة سواها
وإلى الحقيقة التي لا حقيقة غيرها
وإلى الحقيقة التي لا حقيقة غيرها
يستند إلى الرب الملك الإله.
والشر يستند إلى وسواس خناس يضعف عن المواجهة
ويخنس عند اللقاء وينهزم أمام العياذ بالله ..
وهذا أكمل تصور للحقيقة القائمة عن الخير والشر
كما أنه أفضل تصور يحمي القلب من الهزيمة
ويفعمه بالقوة والثقة والطمأنينة ..
والحمد لله أولا وأخيرا.
وبه الثقة والتوفيق .. وهو المستعان المعين .. .
المصدر .. في ظلال القرآن
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home