المدينة المنورة
دار ُ الحـبـيـب ِ أحـــقُّ أن تـهـواهـا**و تَحنُّ من طربٍ الى ذِكراهـا
المدينة المنورة
لا يزال ضياؤهم ها هنا لم يبارح رغم اختلاف القرون،
لا زالت روحهم وسلامهم وسكونهم يتنفسها هواء المدينة فيزيدها جمالا وسكينة،
مدينة طيبة أعطت لهذا الدين ما تعطيه الأم الطيبة لوليدها الفريد،
وفي أروقة المسجد لا وجود للعالم الخارج عن الإنسانية في زمن الغربة،
هذا مسجد رسولنا وبيته، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما أزهر النوار في الأغصان،
هنا يتصل الزمان بالمكان بالإنسان، ويتصل حاضر الدنيا بماضيها بالآخرة،
هنا رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب جاء من السماء ليجلس بين يدي النبي صلى الله عيه وسلم فيسأل ويجاب...
هنا عجوز تقم المسجد يستوحش غيبتها الرسول الإنسان صلى الله عليه وسلم فيتفقدها ويسأل أصحابه عنها ويلومهم أن لم يبلغوه بخبرها ولم يعرفوا لها قدرها فيأتي قبرها فيصلي عليها...
هنا حبل معقود بين ساريتين يعلق عليه الأصحاب عراجين الصدقة ،
هنا أهل الصفة لباسهم الصوف وقوتهم التقوى وعروتهم الوثقى، تركوا وراءهم الديار والأموال واختاروا الإسلام فانقلبوا بنعمة من الله ورضوان بما صبروا، ذهب العناء وبقي الثناء..
هنا حجرة عائش الصديقة ابنة الصديق عليها وعلى أبيها السلام والرضوان،
هنا حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
هنا بيتها وصلاتها وطيبها وسناها الذي يملأ المكان والزمان،
وهنا يضم الثرى أشرف الرسل فيشرف به ويطيب،
هنا رسول الله وصاحباه، هنا روضة من الجنة،
وهل يكون في الأرض موقعا من الجنة؟ وكيف يكون؟
هل هي بركة الوحي والطاعة والرسالة وأنوار الإسلام والقرءان...
ووالله ليعلون أمر هذا الدين رغم هذه الغربة الموحشة,
بعز عزيز أو بذل ذليل فهذا وعد نبينا الذي صدق الله وعده...
هنا يتنزل القرءان وهل في نعيم الدنيا وجاهها كنز يدانيه؟
هو الذكر الحكيم والفرقان المبين كلام رب العالمين ورحمته وفضله ونوره وبرهانه،
لا يأتيه الباطل ولا يجهله إلا كل عاطل،
هو بينات الهدى وهو ميزان القسط الذي قامت به السماوات والأرضين وهو فصل البيان بين النور والبهتان
وهو الكلمة السواء وصراط الإستواء وفيه شفاء الصدور من الشك والقلوب من الشرك و العقول من الضلال..
هنا جلس النبي عليه الصلاة والسلام - بأبي هو وأمي- بين أصحابه يتلو عليهم ءايات الله ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، يسألونه فيبين لهم ويهديهم فيطيعونه ويفتدونه وقد اصطفاهم الله تعالى لصحبته فيا لسعدهم به ويالبركتهم على الدنيا وما فيها...
إن الخير لا يموت ولا يندثر بموت أصحابه بل يحيا ويثمر بإذن الله وحده ويبارك الله تعالى على الأبرار والأطهار
فلا تنقطع بركته ولا يغشى الظلام نوره سبحانه...
اللهم اجعلنا من الأخيار الأطهار واحشرنا في زمرة الأبرار...
د.صفاء رفعت
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home