إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ
الحمد لله.. ثم الحمد لله،
الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده،
يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك.
سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله.
أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
أما بعد فيا عباد الله:
ما وقعت الأمة الإسلامية في يومٍ ما في مصيبة أو مهلكةٍ
وما مُنِيَتْ بابتلاء فلاذت من ذلك بصدق الالتجاء إلى الله عز وجل والتضرع إليه
وإعلان ذل العبودية له إلا وانجابت عنها تلك المصيبة
وأبدل الله عز وجل عسرها يسرا.
تلك سنة من سنن الله عز وجل التي يأخذ بها عباده
أثبتها الله عز وجل في محكم تبيانه
نصوصاً واضحةً قاطعةً وشهد بذلك التاريخ
وكلنا يقرأ مصداقاً لهذه السنة التي ألْفِتُ نظري
وأنظاركم إليها في قوله عز وجل:
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات : 50].
فروا من مصائبكم، فروا من المهالك التي تطوف بكم،
فروا من الابتلاءات المتنوعة التي تقرعوا أبوابكم،
فروا منها إلى الله عز وجل. وكلكم يقرأ
قوله سبحانه وتعالى في محكم تبيانه:
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}
[الأنفال : 9].
قرن الاستجابة بالاستغاثة وجعل الاستغاثة –
أي صدق الالتجاء إلى الله والتضرع والتذلل على بابه –
جعل ذلك ثمناً لكشف الضر وإزالة البأس.
---------------
من خطب الدكتور : محمد سعيد رمضان البوطي
1 Comments:
شكرا لك على هذا الموضوع الرائع
إرسال تعليق
<< Home