اليقين بمعية الله
القول في: تأويل قوله تعالى لموسى وهارون
عليهما السلام في سورة طه
قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا
أَسْمَعُ وَأَرَى
أَسْمَعُ وَأَرَى
عندما امرهم الله سبحانه و تعالى ان يذهبا إلى فرعون
اذهبا إلى فرعون إنَّه طغى(43)
فقولا له قولاً ليِّناً لعلَّهُ يَتَذكَّر أو يخشى(44)
قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (45)
قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا
أَسْمَعُ وَأَرَى - 46 -سورة طه
أَسْمَعُ وَأَرَى - 46 -سورة طه
تفسير البغوي
قال ابن عباس : أسمع دعاءكما فأجيبه ، وأرى ما يراد بكما فأمنعه ،
لست بغافل عنكما ، فلا تهتما
تفسير القرطبي
فيه مسألتان
الأولى :
قال العلماء : لما لحقهما ما يلحق البشر من الخوف على أنفسهما
عرفهما الله سبحانه أن فرعون لا يصل إليهما ولا قومه .
وهذه الآية ترد على من قال : إنه لا يخاف ؛
والخوف من الأعداء سنة الله في أنبيائه وأوليائه مع معرفتهم به وثقتهم .
ولقد أحسن البصري رحمه الله حين قال للمخبر عن عامر بن عبد الله
- أنه نزل مع أصحابه في طريق الشام على ماء ،
فحال الأسد بينهم وبين الماء ، فجاء عامر إلى الماء فأخذ منه حاجته ،
فقيل له : فقد خاطرت بنفسك .
فقال : لأن تختلف الأسنة في جوفي أحب إلي من أن يعلم الله أني أخاف شيئا سواه -
قد خاف من كان خيرا من عامر ؛
موسى - صلى الله عليه وسلم -
حين قال له : إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين
فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين
وقال : فأصبح في المدينة خائفا يترقب وقال حين ألقى السحرة حبالهم وعصيهم
.فأوجس في نفسه خيفة موسى . قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى .
الثانية : قوله تعالى: : إنني معكما
يريد بالنصر والمعونة والقدرة على فرعون
وهذا كما تقول : الأمير مع فلان إذا أردت أنه يحميه
وقوله : أسمع وأرى عبارة عن الإدراك الذي لا تخفى معه خافية ،
تبارك الله رب العالمين .
تفسير بن كثير
( قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ) أي : لا تخافا منه ،
فإنني معكما أسمع كلامكما وكلامه ،
وأرى مكانكما ومكانه ،
لا يخفى علي من أمركم شيء ،
واعلما أن ناصيته بيدي ،
فلا يتكلم ولا يتنفس ولا يبطش إلا بإذني وبعد أمري ،
وأنا معكما بحفظي ونصري وتأييدي
*********
المصدر :بتصرف شبكة إسلام ويب
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home