فوز زكريا عليه السلام بكفالة مريم
(ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ
وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ
أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ)
(آل عمران:444).
إنّ مشروع زكريا وبرنامجه في كفالة مريم
والذي اشتدت فيه الخصومة والتنازع البياني بعد عرضه وعرض مشاريع الآخرين، واستقرار الأحبار على اختيار مشروع زكريا،
استدعى منه العمل الدؤوب لإقرار حقوق للمرأة
لم تكن مكفولة لها في المجتمع الذكوري
ومن أهم هذه الحقوق هو حق التعلم والتعليم للمرأة،
مما أيدّ برنامج زكريا في الكفالة
وساعده على تهيئة الأجواء لتقبل المجتمع
وتغيير مفاهيمه بإعطاء المرأة حقها الإنساني في صف أخيها الرجل،
ما كتب الله للنذر أن يكون أنثى لا رجلا،
كما قالت امرأة عمران:
(رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)،
فلو لم تنذر أم مريم ليكون مولودها خالصا لله في المعبد؛
لما أمكنها أن تأخذ ابنتها للمعبد من دون النذر،
ولو رزقها الله ولدا بدل مريم الأنثى
لما أمكن لها ولا لغيرها ولا لزكريا
أن يجعلوا المجتمع راضاً بوجود امرأة
للخدمة والعبادة والعلم في صف الرجال في المعبد،
وهكذا أيدت السماء مشروع زكريا الهادف لتحرير المرأة
واصطفافها مع أخيها الرجل في نفس المعبد
تزاول كلّ النشاطات العبادية والعلمية.
نقلا عن مقالة بقلم الشيخ أحمد العريبي
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home