عثرات الطريق
يرسم الإنسان طموحه على هيئة خط مستقيم،
بينما ترسم الحياة له طريقه منحنيات،
بها القمم والسهول،
وتكثر بها المنحدرات والتقلبات،
ويرى الإنسان عند أول انحناء لهذا الخط المستقيم
أن مخططه لحياته قد انهار ويبدأ فى وصف نفسه بالفشل.
لكن هذا يتعارض مع ما أكده الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى،
وهو أن الطريق غير الممهد،
الذى تملؤه العثرات وتكثر به الحفر
غالباً ما يكون فى نهايته يحمل كثيراً من السعادة والخير اللذين لم يظهرا عليه منذ بدايته السيئة المظلمة.
وأضاف هارون، عندما يرى الإنسان أنه لم يحقق النجاح الذى كان يتمناه خلال مروره بهذا الطريق الأعوج "هذا من وجهة نظره هو" يخيل إليه أنه لم يحقق نجاحا قط، وبالتالى فهو فاشل، ولكن يكفيك عزيزى المحبط أنك استطعت أن تجتاز هذا الطريق، وتتحمل آلام عثراته لتصير ناجحا، ألم يعد ذلك نجاحا؟.
نصح هارون، بعدم التركيز على عثرات الحياة هذه،
بل علينا بتوجيه البصر إلى نهاية تلك العثرات،
وإطلاق الخيال لنتصور ما سنجده من السعادة والنجاح حينها،
لأن ذلك ما وعد به الله حين قال:"سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا"،
مذكرً أن سرعة الغزالة تعادل ثلاثة أضعاف سرعة الأسد، ومع ذلك هى الفريسة الأسهل له، وذلك لأن الغزالة تنظر خلفها كثيرا أثناء الركض، وبهذا تفقد هدفها وهو النجاة، وبالتالى فمن يلتفت كثيرا للخلف فى حياته لأن هذا يفقده هدفه المراد الوصول إليه، فلا تنظر كثيرا خلفك مهما كان وانشغل بما هو أمامك مهما كان بعيد المنال.
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home