سر الحياة الطيبة
ما الحياة الطيبة؟
أهي في وفرة المال؟
أم في تمام الصحة؟
أم في وجود الزوجة المطواعة؟
أم في وجود الأولاد الأبرار؟
أم في وجود المنزل الواسع؟
أم في وجود المركب الهين؟
وفي بعض الأحاديث عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ ))
يا ترى أهذه هي الحياة الطيبة؟ ألا ترون مؤمناً معسراً في المال؟
ألا ترون مؤمناً سقيماً في الصحة؟
يعني لو أننا حصرنا الحياة الطيبة، بالبحبوحة، والصحة،
ورفعة الشأن، والزوجة الصالحة، والأولاد الأبرار،
لأخرجنا من الإيمان من كان يعاني بعض المشكلات،
من كان ضَيَّق ذات اليد، من كان في مشكلة، في مصيبة، في ابتلاء، في امتحان .
لذلك، ذهب بعض المفسرين إلى أن الحياة الطيبة
هي اللذة التي لا توصف، حينما يحصلها الإنسان من طاعته لله عز وجل، ومن عمله الصالح .
إن السعادة التي يجنيها المؤمن حينما يشعر أنه مستقيم على أمر الله،
وأن الله راضٍ عنه،
وأن خالق الأكوان ممتن منه،
وأن الله عز وجل يجعل له وُدّاً،
وأنه يدافع عن الذين آمنوا،
إن هذا الشعور بصرف النظر عن طبيعة الحياة،
عن كونها قاسية أو رغيدة، حلوة أو مرة، إن شعور الإنسان
بأن الله سبحانه وتعالى راضٍ عنه،
لعمري تلك هي الحياة الطيبة
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home