الفكر المتطرف
يجب أن تتضافر الجهود لصد هذا المرض الخبيث وخنقه لكي لا تقوم له قائمة،
هذا المرض الذي يفتك بالأوطان والإنسان،
يجب الإصرار على استرجاع المفاهيم
الصحيحة للإسلام وتعرية المتسلقين عليه،
ولن يكون بمهاجمتهم عشوائيا دون
دلائل من الإسلام نفسه،
ولن يكون بتحقير أو الاستهزاء بمشايخهم،
ولكن
بالحوار والتركيز على موطن التحريف في ما يحملون من أفكار،
لأن الملعوب
بعقله يطيع شيخه طاعة عمياء
ويعتقد أنه دليله للحق المطلق،
ولن ينفع معه
إلا تعرية شيخه، بالحق دون افتراء،
وتصغيره في عينه، وتمزيق الهالة التي
يحيط نفسه بها
من التقوى الكاذبة وحب الله المزيف،
فطالب الشهرة أو المال
أو المركز على حساب الناس نقاط ضعفه لا تحصى.
الغرب المتصهين يتلاعب بالمصطلحات والمفاهيم ويرميها علينا،
ويحاول تهشيم
رموزنا بالتدليس واللعب على المشاعر وإثارة الغرائز وزرع الفتن،
فلندرس هذه
الحالة ونتصدى لها بالحق،
ونعمل على تحصين أمتنا،
فلا نهدأ ولا نستكين،
وهذا لا يعني أن تبقى الأمة بكاملها مستنفرة
ولكن يعني:
{ولتكن منكم أمة
يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
وأولـئك هم المفلحون}
آل عمران104..
هذه الفئة التي تكون مجهزة في علوم الدين، وعلوم الأديان
المقارن،
واعية مثقفة فكريا ومعلوماتيا، تستوعب جدل الداخل وجدل الخارج،
قادرة على مقارعته بالحجة والدليل والمنطق، تُعد خطط وأساليب الاتقاء من الأخطار وتحصن المجتمع بالمعرفة والتنمية الفكرية، توصلها عبر خطب المساجد ومناهج المدارس والجامعات والندوات والوسائل الإعلامية للنهوض بمجتمعنا إنسانيا، فلنتعلم من التاريخ ونستشرف المستقبل، هذا قدرنا أن نبقى حاضري الذهن سائرين على طريق الخير بنائين..
قدر الإنسان حامل الأمانة.
=========
قال تعالى: إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا [النساء: 86]
وقال سبحانه: وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا [النساء:4] قال الزجاجي رحمه الله: ("الحسيب" يجوز أن يكون من حسبت الحساب، ويجوز أن يكون أحسبني الشيء إذا كفاني. فالله تعالى "محسب" أي: كاف فيكون فعيلاً في معنى مفعل كأليم ونحوه) . وقال الطبري رحمه الله تعالى في قوله تعالى: وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا [الأحزاب: 39]، أي: وكفاك يا محمد بالله حافظاً لأعمال خلقه ومحاسباً عليهم) . وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في نونيته:
وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: ("الحسيب": هو العليم بعباده، كافي المتوكلين، المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها) . وقال أيضاً: (والحسيب بمعنى الرقيب الحاسب لعباده المتولي جزاءهم بالعدل، وبالفضل، وبمعنى الكافي عبده همومه، وغمومه. وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 30]، أي: كافيه أمور دينه ودنياه) . وقال كذلك: (والحسيب أيضاً هو الذي يحفظ أعمال عباده من خير، وشر، ويحاسبهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال: 64]، أي: كافيك وكافي أتباعك، فكفاية الله لعبده بحسب ما قام به في متابعة الرسول ظاهراً وباطناً، وقيامه بعبودية الله تعالى) . وقال في موطن آخر: إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا [النساء: 86]، فيحفظ على العباد أعمالهم حسنها وسيئها، صغيرها وكبيرها ثم يجازيهم بما اقتضاه فضله وعدله وحكمه المحمود) . وقال الخطابي رحمه الله تعالى: (الحسيب هو المكافئ فعيل بمعنى فعل كقولك: أليم بمعنى مؤلم، تقول العرب: نزلت بفلان فأكرمني وأحسبني أي أعطاني ما كفاني حتى قلت: حسبي، والحسيب أيضاً بمعنى المحاسب، كقولهم: وزير ونديم بمعنى موازر ومنادم ومنه قول الله سبحانه: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [الإسراء: 14] أي: محاسباً والله أعلم) . مما سبق من الأقوال يتحصل لنا في معنى (الحسيب) معنيان: الأول: بمعنى الكافي والحافط. الثاني: بمعنى المحاسب.
============
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا
لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم
معنى الحديث أن الله سبحانه وتعالى قضى في سابق علمه أنه لا بد من وقوع
الذنوب،
حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه، واسمه التواب الغفور والعفو؛ لأنه جل وعلا لو لم يكن هناك ذنوب لم يكن لمعنى العفو الغفور والتواب معنى، فهو سبحانه وتعالى سبق في قضائه وعلمه أن الجن والإنس يذنبون فيتوب الله على من تاب، ويغفر الله لمن شاء، ويعفو عمن شاء سبحانه وتعالى، وليس معناها الترخيص للذنوب، لا، الله نهى عنها وحرمها، لكن سبق في علمه أنها توجد، وأنه سبحانه يعفو عمن يشاء ويغفر لمن يشاء إذا تاب إليه، هذا فيه دلالة على أنها هذا لا بد منه، فلا يقنط المؤمن ، لا يقنط ولا ييأس ويعلم أن الله كتب ذلك عليه فليتب إلى الله ولا ييأس ولا يقنط وليبادر بالتوبة والله يتوب على التائبين، فليس القدر حجة، ولكن عليك ألا تقنط، وألا تيأس، وأن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن هذا شيء قضاه الله عليك وعلى غيرك، فلا تيأس ولا تقنط وبادر بالتوبة والله يتوب على التائبين سبحانه وتعالى، فقد سبق في علمه أنها تقع الذنوب من الجن والإنس، وأنه يتوب على من تاب، ويعفو عمن رجع إليه، ويعفو عمن يشاء ممن أصر سبحانه وتعالى، فضلاً منه وإحساناً حتى تظهر آثار أسمائه الحسنى التواب، الرحيم، العفو، الغفور. منقول.. للفائدة |
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home