وَأَنَّهُ أَهْلك عَادًا الْأُولَى } فمن تكون عادا الثانية ؟
قوم عاد، أمةً خلت، عاشت ثم قضت، ولقد ذكر في
الأثر القديم،
أنه بعد الطوفان العظيم، أباد الله من سكن الأرض،
وأصطفى من صدق العهد، فكان نوحاً أباً للبشر وقيل أن قوم عاد هم أول الأقوام ممن عاش بعد الطوفان،
وقيل أن هذا حدث قبل ثلاثة ألاف عام ق.م.
مكن الله في الأرض لقوم عاد،
ومد هم بأسباب القوة والعتاد،
وأنعم عليهم بأموالٍ وبنين ورزقهم من جنات النعيم ،
فبنو إرم ذات العماد،
والتي لم يخلق مثلها في البلاد، فعمروا السهل والواد.
استطالت عادُ في البنيان على أرض رملية هي اليوم بين اليمن وعُمان تدعي بالأحقاف؛
ولما كان ما كان، طغي قوم عادٍ في البلاد،
وأكثروا فيها الفساد، واستكبروا على رب العباد،
وظنوا أنَ لا ، فقالوا لبعضهم إنا لخالدون وإنا الأشد بأساً و قوةً
وأصطفى من صدق العهد، فكان نوحاً أباً للبشر وقيل أن قوم عاد هم أول الأقوام ممن عاش بعد الطوفان،
وقيل أن هذا حدث قبل ثلاثة ألاف عام ق.م.
مكن الله في الأرض لقوم عاد،
ومد هم بأسباب القوة والعتاد،
وأنعم عليهم بأموالٍ وبنين ورزقهم من جنات النعيم ،
فبنو إرم ذات العماد،
والتي لم يخلق مثلها في البلاد، فعمروا السهل والواد.
استطالت عادُ في البنيان على أرض رملية هي اليوم بين اليمن وعُمان تدعي بالأحقاف؛
ولما كان ما كان، طغي قوم عادٍ في البلاد،
وأكثروا فيها الفساد، واستكبروا على رب العباد،
وظنوا أنَ لا ، فقالوا لبعضهم إنا لخالدون وإنا الأشد بأساً و قوةً
فكانوا بآيات ربهم يجحدون.
} فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ
هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ{ 15 فصلت.
أرسلالله لهم هوداً نبياً هادياً ومبشراً ونذيراً، يدعوهم للتوبة والعودة عن ما يصنعون ويعبدون،
فما كان منهم إلا أن يزيدوا استكباراً واستعلاء،
وكأن رؤوسهم ستطال سقف السماء؛
وظنوا أن مانعتهم حصونهم وقلاعهم من يدِ الله، فأين سيذهبون؛ {49}
وَإِلَى عَاد ٍأَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـه غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ {50}
يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {51}
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ {52} قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ {53} سورة هود .
ولكن يا قوم عاد على من تتطاولون وتفترون وممن تستكبرون؛
ولكنها الغطرسة والعناد والاعتقاد بأنهم ملكوا الأرض والعباد،
فلم يتعظوا من خبر من سبقهم،
وظنوا أن لن يلحقوا بهم؛
هذا هو الإنسان يسوقه الكبرياء والغرور،
وينسى حُلم ربه الصبور؛
وعندما تجاوز صلف عاد وغرورها الحدود بعث ألله عليهم ريحاً صرصراً هي للحق جنود؛
لم تكن ريحاً ولا عاصفةً ولا إعصاراً كما ألفناها،
بل فاقت ذلك وما عرفناها؛
وصف القران الكريم هذه الريح في آياته بالصاعقة ذلك أنها كانت ريحٌ سريعةَ طاغية،
فاقت في قوتها المألوف فكانت لهم القاضية،
وجعلتهم في سبعة أيام بلياليها كأعجاز نخل خاوية. وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ {6}
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى
كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ {7} سورة الحاقة
هكذا كانت نهاية وهلاك عادٍ الأولى كما ورد في القرآن الكريم،
فلقد كان لاستكبارهم في الأرض بغير الحق ،
وادعاؤهم أنهم الأقوى على الأرض ،
وتكذيبهم لنبيهم ،وجحودهم بآيات ربهم،
وارتكاب الفواحش والمنكرات،
سبباً كافياً ليحل غضب الله عليهم.
هذه هي نهاية كل معتديٍ أثيم
وهي سنةٌ جرت وتجري على مر الزمن والسنين،
فكل قوم فعلوا ويفعلوا ما فعل قوم عاد سينالهم العذاب والهلاك
ويلحقوا بعاد ومن سار بهديهم .
ذكر في القرآن الكريم وصف هلاك قوم عاد في أكثر من أية وسورة،
ولكن في سورة النجم ورد هلاكهم على أنه هلاك عادٍ الأولى، فقال جل وعلى }
وأنه أهلك عاداً الأولى{50 سورة النجم؛
تعبير ملفت للنظر أستوقف الكثير الباحثين المفسرين حول مغزى هذا التحديد لعاد الأولى في هذه السورة،
فهذا الوصف لم يتكرر في آيات الكتاب الكريم؛
ويرى بعض المفسرين هنا أن عاداً الأولى قصد بهم قوم هود عليه السلام،
وأن الآية تنبئ أن هناك قوم سيأتون في زمن أخر ليفعلوا فعل قوم عاد ليلاقوا نفس المصير والعذاب،
سنسميهم عاداً الثانية؛
فلقد كان وما زال لكل زمان عادُها أنتهي بها المطاف إلى الهلاك و الزوال.
فمنهم من هلك بالصيحة ومنهم من هلك بريح عاصفة شديدة البرودة
ومنهم من أرسل الله عليه حاصباً من السماء ومنهم من خسف الله به الأرض
ومنهم من أغرقه الله تعالى في اليم
ومنهم من شتتهم في الأرض ومنهم من جاءتهم حجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول؛
تعددت أشكال وصنوف العذاب لبني البشر لمن تجبر وكفر،
ولكن الإنسان لم يتعظ مما كان فما دام على الأرض إنسان يعمر المكان
سيبقى للكفر والظلم نصيبٌ وعنوان،
ليبتلى به بني البشر ويمتحنون في أيمانهم وينجي الله من أتقى وصبر.
اليوم تدخل الإنسانية حاملةً معها نفس آثام العصور السابقة وتزيد،
وإلى اليوم نرى فعل قوم عادٍ من أمم ٍتسكن الأرض ولا تحيد،
فنجد فيهم من يتفنن في صور البغي والإفساد ويعمدون إلى التحكم في مصير الشعوب والعباد،
فهناك من فاق في طغيانه وبغيه على الجميع حتى قال الناس أنهم عاداً الثانية
ولا ريب وإن الضربة لآتية وهي عند الله في علم الغيب.
اليوم يبحث بعض المسلمون الحيارى في القران الكريم وحتى في أسفار اليهود والنصارى وتنبؤات القدامى ليتقصوا عن أخبار الساعة وملاحم النهاية،
فلقد طفح الكيل بالجميع،
ورفعوا أيدهم إلى السماء ليسألوا رب العباد مصيبةً من عنده تبعد عنهم كيد الظالمين
وتنجي من كان من المؤمنين؛
ويرى بعض الباحثين والمجتهدين أن ورود أسم عادٍ الأولى في سورة النجم،
ثم وصف نهايتها في سورة القمر في سورتين متتاليتين،
كأنه تنبؤ أو ربط أو هكذا اجتهدوا،
أن هناك حدثاً قادماً من السماء، قد يكون حاصباً أو نيزكاً أو مذنباً يضرب الأرض،
وآخرون يذهبون إلى أبعد من هذا الحد في تحليل الأعداد والأرقام للسور والآيات التي ذكر بها عاد وقومه ويضربون هنا الأخماس في الأسداس ويجزمون أن عاداً الثانية هي أمريكا وأن نهايتها لقريبة
وأن هذا يتوافق مع تفسيرات الكتب والأسفار القديمة وبعض النبؤات الغريبة،
وأن هذا ليس ببعيد.
قد يرد هذا على خاطرنا وقد يكون في صلب أمانينا وأحلام نبنيها بأيدينا،
فاليد اليوم أصبحت لا تطال وأصبحنا نقول إنا لهالكون،
وننتظر النصر من رب العباد
ونقول اللهم أهلك الظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.
لكن في الغرب ودول الشمال يقولون غير هذا؛
فأبحاثهم ودراساتهم العلمية تشير بالدليل البين أن الخطر قادم لا مُحال،
وهذا ما تطالعنا به من عندهم الأخبار،
فهم يقولون أن هناك ثلاث كوارث طبيعية تتربص بالقارة الشمالية يركزون عليها اليوم بالأفلام والإعلام، ويربطونها أحياناً بفكرة الهرمجدون أو نهاية العالم كما أعتقدوا؛
الأول، نيزك عظيم قد يضرب الأرض من السماء
وحددوا لهذا الزمان والمكان،
والثاني بركان عظيم في منطقة متنزه يلوستون القابع فوق مرجل للصهير الساخن،
وهذا قد يضرب غرب الولايات المتحدة في أي وقت
فالقشرة الأرضية هناك هي من أضعف بقاع الأرض
وقد يمتد تأثير هذا البركان ليطال نصف الأرض، والثالث،
زلزال مدمر قد يفوق ما قد سبق وقد يضرب الغرب أيضاً في منطقة سان فرانسيسكو
وما حولها نتيجة حركة أحد الصدوع النشيطة هناك،
وقالوا أخيراً أن هذا قد يحدث خلال ثلاثين عام ،
وهذا قد يتبعه انهيار للبركان الخامد منذ640 ألف عام.
ملحمة عظيمة وسيناريوهات كثيرة تطالعنا تفاصيلها في المقالات العلمية و والأفلام الخيالية؛
فصناع السينما في هوليود يركزون في الكثير من الأفلام على قضية الخطر القادم من السماء
أو من كوارث الأرض الطبيعية التي قد تدمر الغرب وحضارته الفتية بأحداثٍ مؤلمةٍ ودرامية,
ويظهرون لنا أنهم قادرون عبر العقل الأمريكي المدبر و التكنولوجيا الفائقة التطور على التصدي لهذا الخطر القادم من الفضاء؛ فالسوبرمان عندهم قادر على عمل المستحيل،
كما أن الأفلام الوثائقية والعلمية تركز جهداً في هذا المجال
أيضاً بالشرح العلمي لهذه الظواهر والتحذير من هذا الخطر الداهم،
وتقوم هنا وكالة الدفاع الأمريكية ووكالة ناسا الفضائية بالعمل المشترك والفعلي على تطوير سلاح فضائي قادر على أبعاد أي نيزك أو جرم سماوي يقترب من الأرض، فأين الهرب من قضاء الله.
نحن متفقون أن أمريكا قد تربعت على عرش الأرض
تصول فيها وتجول بحجة نشر الخير وإبعاد الشر،
وتعتمد في ذلك على ما تملك من قوة وثروات ومعرفة وتقنيات،
وهذا طبيعي أن يحصل لأن الله وعد أن يرث الأرض عباده الصالحين
فإن لم يكونوا صالحين فهي للأقوى إلى حين؛ ،
ونقول اليوم لحكام أمريكا كفي بغياً واستعداءً للشعوب،
وارحموا أنفسكم ولا تغرروا بشعبكم فهو أيضاً مغلوب،
وأعلموا أن العدل أساس بقاء الملك،
وتذكروا أن قوم عاد رفضوا كل تحذيرات ووعود الله لهم
فحق عليهم القصاص والعذاب،
فهل ستقف تقنياتكم وعِلمكم أمام قضاء الله إذا قُدر لذلك وكان؛
هكذا تقصون وتفخرون في أبحاثكم و أفلامكم؛
فهل أنتم من سيضع العالم على عتبات نهايته،
لينتهي الظلم عند هذا الحد؛
نقول لكم عودوا إلى الله عودوا إلى الله؛ فلقد قال في عُلاه }
} فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ
هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ{ 15 فصلت.
أرسلالله لهم هوداً نبياً هادياً ومبشراً ونذيراً، يدعوهم للتوبة والعودة عن ما يصنعون ويعبدون،
فما كان منهم إلا أن يزيدوا استكباراً واستعلاء،
وكأن رؤوسهم ستطال سقف السماء؛
وظنوا أن مانعتهم حصونهم وقلاعهم من يدِ الله، فأين سيذهبون؛ {49}
وَإِلَى عَاد ٍأَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـه غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ {50}
يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {51}
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ {52} قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ {53} سورة هود .
ولكن يا قوم عاد على من تتطاولون وتفترون وممن تستكبرون؛
ولكنها الغطرسة والعناد والاعتقاد بأنهم ملكوا الأرض والعباد،
فلم يتعظوا من خبر من سبقهم،
وظنوا أن لن يلحقوا بهم؛
هذا هو الإنسان يسوقه الكبرياء والغرور،
وينسى حُلم ربه الصبور؛
وعندما تجاوز صلف عاد وغرورها الحدود بعث ألله عليهم ريحاً صرصراً هي للحق جنود؛
لم تكن ريحاً ولا عاصفةً ولا إعصاراً كما ألفناها،
بل فاقت ذلك وما عرفناها؛
وصف القران الكريم هذه الريح في آياته بالصاعقة ذلك أنها كانت ريحٌ سريعةَ طاغية،
فاقت في قوتها المألوف فكانت لهم القاضية،
وجعلتهم في سبعة أيام بلياليها كأعجاز نخل خاوية. وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ {6}
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى
كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ {7} سورة الحاقة
هكذا كانت نهاية وهلاك عادٍ الأولى كما ورد في القرآن الكريم،
فلقد كان لاستكبارهم في الأرض بغير الحق ،
وادعاؤهم أنهم الأقوى على الأرض ،
وتكذيبهم لنبيهم ،وجحودهم بآيات ربهم،
وارتكاب الفواحش والمنكرات،
سبباً كافياً ليحل غضب الله عليهم.
هذه هي نهاية كل معتديٍ أثيم
وهي سنةٌ جرت وتجري على مر الزمن والسنين،
فكل قوم فعلوا ويفعلوا ما فعل قوم عاد سينالهم العذاب والهلاك
ويلحقوا بعاد ومن سار بهديهم .
ذكر في القرآن الكريم وصف هلاك قوم عاد في أكثر من أية وسورة،
ولكن في سورة النجم ورد هلاكهم على أنه هلاك عادٍ الأولى، فقال جل وعلى }
وأنه أهلك عاداً الأولى{50 سورة النجم؛
تعبير ملفت للنظر أستوقف الكثير الباحثين المفسرين حول مغزى هذا التحديد لعاد الأولى في هذه السورة،
فهذا الوصف لم يتكرر في آيات الكتاب الكريم؛
ويرى بعض المفسرين هنا أن عاداً الأولى قصد بهم قوم هود عليه السلام،
وأن الآية تنبئ أن هناك قوم سيأتون في زمن أخر ليفعلوا فعل قوم عاد ليلاقوا نفس المصير والعذاب،
سنسميهم عاداً الثانية؛
فلقد كان وما زال لكل زمان عادُها أنتهي بها المطاف إلى الهلاك و الزوال.
فمنهم من هلك بالصيحة ومنهم من هلك بريح عاصفة شديدة البرودة
ومنهم من أرسل الله عليه حاصباً من السماء ومنهم من خسف الله به الأرض
ومنهم من أغرقه الله تعالى في اليم
ومنهم من شتتهم في الأرض ومنهم من جاءتهم حجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول؛
تعددت أشكال وصنوف العذاب لبني البشر لمن تجبر وكفر،
ولكن الإنسان لم يتعظ مما كان فما دام على الأرض إنسان يعمر المكان
سيبقى للكفر والظلم نصيبٌ وعنوان،
ليبتلى به بني البشر ويمتحنون في أيمانهم وينجي الله من أتقى وصبر.
اليوم تدخل الإنسانية حاملةً معها نفس آثام العصور السابقة وتزيد،
وإلى اليوم نرى فعل قوم عادٍ من أمم ٍتسكن الأرض ولا تحيد،
فنجد فيهم من يتفنن في صور البغي والإفساد ويعمدون إلى التحكم في مصير الشعوب والعباد،
فهناك من فاق في طغيانه وبغيه على الجميع حتى قال الناس أنهم عاداً الثانية
ولا ريب وإن الضربة لآتية وهي عند الله في علم الغيب.
اليوم يبحث بعض المسلمون الحيارى في القران الكريم وحتى في أسفار اليهود والنصارى وتنبؤات القدامى ليتقصوا عن أخبار الساعة وملاحم النهاية،
فلقد طفح الكيل بالجميع،
ورفعوا أيدهم إلى السماء ليسألوا رب العباد مصيبةً من عنده تبعد عنهم كيد الظالمين
وتنجي من كان من المؤمنين؛
ويرى بعض الباحثين والمجتهدين أن ورود أسم عادٍ الأولى في سورة النجم،
ثم وصف نهايتها في سورة القمر في سورتين متتاليتين،
كأنه تنبؤ أو ربط أو هكذا اجتهدوا،
أن هناك حدثاً قادماً من السماء، قد يكون حاصباً أو نيزكاً أو مذنباً يضرب الأرض،
وآخرون يذهبون إلى أبعد من هذا الحد في تحليل الأعداد والأرقام للسور والآيات التي ذكر بها عاد وقومه ويضربون هنا الأخماس في الأسداس ويجزمون أن عاداً الثانية هي أمريكا وأن نهايتها لقريبة
وأن هذا يتوافق مع تفسيرات الكتب والأسفار القديمة وبعض النبؤات الغريبة،
وأن هذا ليس ببعيد.
قد يرد هذا على خاطرنا وقد يكون في صلب أمانينا وأحلام نبنيها بأيدينا،
فاليد اليوم أصبحت لا تطال وأصبحنا نقول إنا لهالكون،
وننتظر النصر من رب العباد
ونقول اللهم أهلك الظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.
لكن في الغرب ودول الشمال يقولون غير هذا؛
فأبحاثهم ودراساتهم العلمية تشير بالدليل البين أن الخطر قادم لا مُحال،
وهذا ما تطالعنا به من عندهم الأخبار،
فهم يقولون أن هناك ثلاث كوارث طبيعية تتربص بالقارة الشمالية يركزون عليها اليوم بالأفلام والإعلام، ويربطونها أحياناً بفكرة الهرمجدون أو نهاية العالم كما أعتقدوا؛
الأول، نيزك عظيم قد يضرب الأرض من السماء
وحددوا لهذا الزمان والمكان،
والثاني بركان عظيم في منطقة متنزه يلوستون القابع فوق مرجل للصهير الساخن،
وهذا قد يضرب غرب الولايات المتحدة في أي وقت
فالقشرة الأرضية هناك هي من أضعف بقاع الأرض
وقد يمتد تأثير هذا البركان ليطال نصف الأرض، والثالث،
زلزال مدمر قد يفوق ما قد سبق وقد يضرب الغرب أيضاً في منطقة سان فرانسيسكو
وما حولها نتيجة حركة أحد الصدوع النشيطة هناك،
وقالوا أخيراً أن هذا قد يحدث خلال ثلاثين عام ،
وهذا قد يتبعه انهيار للبركان الخامد منذ640 ألف عام.
ملحمة عظيمة وسيناريوهات كثيرة تطالعنا تفاصيلها في المقالات العلمية و والأفلام الخيالية؛
فصناع السينما في هوليود يركزون في الكثير من الأفلام على قضية الخطر القادم من السماء
أو من كوارث الأرض الطبيعية التي قد تدمر الغرب وحضارته الفتية بأحداثٍ مؤلمةٍ ودرامية,
ويظهرون لنا أنهم قادرون عبر العقل الأمريكي المدبر و التكنولوجيا الفائقة التطور على التصدي لهذا الخطر القادم من الفضاء؛ فالسوبرمان عندهم قادر على عمل المستحيل،
كما أن الأفلام الوثائقية والعلمية تركز جهداً في هذا المجال
أيضاً بالشرح العلمي لهذه الظواهر والتحذير من هذا الخطر الداهم،
وتقوم هنا وكالة الدفاع الأمريكية ووكالة ناسا الفضائية بالعمل المشترك والفعلي على تطوير سلاح فضائي قادر على أبعاد أي نيزك أو جرم سماوي يقترب من الأرض، فأين الهرب من قضاء الله.
نحن متفقون أن أمريكا قد تربعت على عرش الأرض
تصول فيها وتجول بحجة نشر الخير وإبعاد الشر،
وتعتمد في ذلك على ما تملك من قوة وثروات ومعرفة وتقنيات،
وهذا طبيعي أن يحصل لأن الله وعد أن يرث الأرض عباده الصالحين
فإن لم يكونوا صالحين فهي للأقوى إلى حين؛ ،
ونقول اليوم لحكام أمريكا كفي بغياً واستعداءً للشعوب،
وارحموا أنفسكم ولا تغرروا بشعبكم فهو أيضاً مغلوب،
وأعلموا أن العدل أساس بقاء الملك،
وتذكروا أن قوم عاد رفضوا كل تحذيرات ووعود الله لهم
فحق عليهم القصاص والعذاب،
فهل ستقف تقنياتكم وعِلمكم أمام قضاء الله إذا قُدر لذلك وكان؛
هكذا تقصون وتفخرون في أبحاثكم و أفلامكم؛
فهل أنتم من سيضع العالم على عتبات نهايته،
لينتهي الظلم عند هذا الحد؛
نقول لكم عودوا إلى الله عودوا إلى الله؛ فلقد قال في عُلاه }
حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ
زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ
عَلَيْهَا
أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا
حَصيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ { يونس (24)
كلمة أخيرة يجب أن نقولها وقد يكون فيها حق،
نحن نعلم أن أمريكا عملت وتعمل من أجل نفوذها وملكها
وهذا في عرفها مصلحةً وبناء،
أما نحن فيبدوا أنه لم يعد لنا من أمرنا إلا التنبؤ والدعاء،
كلمة أخيرة يجب أن نقولها وقد يكون فيها حق،
نحن نعلم أن أمريكا عملت وتعمل من أجل نفوذها وملكها
وهذا في عرفها مصلحةً وبناء،
أما نحن فيبدوا أنه لم يعد لنا من أمرنا إلا التنبؤ والدعاء،
بزوال مُلك الأعداء؛ أو هكذا تبدو الصورة ّ
منقول .. للتدبر
منقول .. للتدبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home