قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ

﴿ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾
إذاً الشرق له، والشمال له، والغرب له،
والمغرب له، والأمكنة كلّها له،
وكذا الأزمنة، فالشيء المقدَّس لذاته لا
يوجد،
أما هناك شيء مقدَّس لغيره
فالله عز وجل خصَّ هذا الشيء بِخَصيصة
فصار مقدَّسًا.
أحيانًا يتمسَّك الإنسان بالمظاهر وينسى اللّبّ،
فالعرب في الحجاز يرغبون
أن يتوجَّهوا إلى البيت الحرام،
فجاء الأمر الإلهي بالتَّوَجُّه إلى البيت
المقدس!
لماذا؟
هذا الأمر جاء لِيَعْلمَ الله من يتَّبع الرسول،
أي أنت
مُتَمَسِّك بماذا؟
متمسِّك بِجِهة؟
بمكان؟ بشيء مادِّي؟
أم مُتمسِّك بالله
عز وجل؟
وهذا الذي يأْبى أن ينْصاع لأمر الله عز وجل،
ويتمسَّك بِتَقاليد
ما أنزلَ الله بها من سلطان،
هذا وثَني!!
هذا وثَني!!
أنت عبْد لله،
وأيّ شيءٍ جاءك عن
الله عز وجل ينبغي أن تقبلهُ،
وينبغي أن تعتقد أنّ الله تعالى حكيمٌ حِكمةً
بالغة،
فموضوع القِبْلة العرَب يتمنَّوْن مِلَّة أبيهم إبراهيم،
يتمنَّون
ويطْمحون أن يتَّجهوا إلى بيت الله الحرام،
ولكنّ الله عز وجل أراد أن
يمتحنهم،
وهذه العمليّة اسمها فرْز علمي،
من هو المتمسّك بالمكان وبالأوثان
وبالأحجار؟
ومن هو المتمسّك بِطاعة الواحد الدَّيان؟
فربُّنا عز وجل أمرَ
النبي أن يتوجَّه إلى بيت المقدس،
وهو يعلم بعد حين سيَسْمح أن يتوجَّه إلى
البيت الحرام،
قال تعالى:
﴿ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ﴾
من دروس الفقه الاسلامي لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home