دعاء سليمان عليه السلام
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول سيد قطب رحمه الله في قوله تعالى
"
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي "
.
.
"
رب "
. . ذا النداء القريب المباشر المتصل
. . " أوزعني
"
اجمعني كلي
. اجمع جوارحي
ومشاعري ولساني وجناني وخواطري وخلجاتي،
وكلماتي وعباراتي، وأعمالي وتوجهاتي. اجمعني
كلي.
اجمع طاقاتي كلها. أولها
على أخرها وآخرها على أولها [
وهو المدلول اللغوي لكلمة أوزعني ]
لتكون كلها في شكر نعمتك علي وعلى والدي . .
وهذا التعبير يشي بنعمة الله التي مست
قلب سليمان - عليه السلام
-
في تلك اللحظة ويصور
نوع تأثره، وقوة توجهه، وارتعاشة وجدانه،
وهو يستشعر فضل الله الجزيل، ويتمثل يد الله عليه وعلى
والديه، ويحس مس النعمة والرحمة في ارتياع وابتهال.
"
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي
"
.
. " وأن أعمل صالحا
ترضاه " . .
فالعمل الصالح هو كذلك فضل من الله يوفق إليه من يشكر نعمته،
وسليمان الشاكر
الذي يستعين ربه ليجمعه ويقفه على شكر نعمته
يستعين ربه
كذلك ليوفقه إلى عمل صالح يرضاه
. وهو يشعر أن العمل الصالح توفيق ونعمة أخرى من الله
"
وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين "
.
.
أدخلني برحمتك
. . فهو يعلم أن الدخول في عباد الله الصالحين،
رحمة من الله، تتدارك العبد
فتوفقه إلى العمل الصالح، فيسلك في عداد الصالحين.
يعلم هذا، فيضرع إلى ربه أن يكون من المرحومين
الموفقين السالكين في هذا الرعيل.
يضرع إلى ربه وهو النبي الذي أنعم الله عليه
وسخر له
الجن والإنس
والطير.
غير آمن مكر الله
-
حتى بعد أن اصطفاه.
خائفا أن يقصر به عمله،
وأن يقصر به شكره .
.
وكذلك تكون الحساسية المرهفة بتقوى الله
وخشيته والتشوق إلى رضاه ورحمته
في اللحظة التي تتجلى
فيها نعمته كما تجلت
والنملة تقول وسليمان يدرك عنها ما تقول
بتعليم الله له وفضله عليه.
1 Comments:
nice blog
إرسال تعليق
<< Home