منهج الله في معاملة غير المسلمين من كل ملة

في رحاب اية
:""
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الممتحنة
“لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ
الذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُم من
دِيَارِكُمْ
أَن تَبَروهُمْ وَتُقْسِطُوا اِلَيْهِمْ اِن اللهَ يُحِب
الْمُقْسِطِينَ *
اِنمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي
الدينِ وَأَخْرَجُوكُم من دِيَارِكُمْ
وَظَاهَرُوا عَلَى اِخْرَاجِكُمْ أَن
تَوَلوْهُمْ وَمَن يَتَوَلهُمْ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالِمُونَ” (الآيتان: 8
9).
"
"
تسامح ورحمة
في معاملة غير المسلمين
في هاتين الآيتين يبين الحق سبحانه وتعالى للمؤمنين القاعدة
التي يسيرون عليها في مودتهم وعداوتهم وصلتهم ومقاطعتهم.
وذكر المفسرون في سبب نزول هاتين الآيتين روايات منها ما أخرجه البخاري وغيره عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت: أتتني أمي راغبة أي في عطائي وهي مشركة في عهد قريش فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أأصلها؟ فأنزل الله تعالى: “لا يَنْهَاكُمُ اللهُ” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعم صلي أمك”.
منهج التعامل مع الغير
وحول ما ترشدنا اليه هاتان الآيتان يقول الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر:
الذي تطمئن اليه النفس أن هاتين الآيتين ترسمان للمسلمين المنهج الذي يجب أن يسيروا عليه مع غيرهم، وهو أن من لم يقاتلنا من غير المسلمين، ولم يعمل أو يساعد على الحاق الأذى والضرر بنا، فعلينا بره وصلته، ومن قاتلنا وحاول ايذاءنا منهم، فعلينا أن نقطع صلتنا به، وأن نتخذ كل الوسائل لردعه وتأديبه حتى لا يتجاوز حدوده معنا.
والمعنى: “لا يَنْهَاكُمُ اللهُ” تعالى أيها المسلمون “عن” مودة وصلة “الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم” أي لم يقاتلوكم من أجل أنكم مسلمون ولم يحاولوا الحاق أي أذى بكم، كالعمل على اخراجكم من دياركم.
لا ينهاكم الله تعالى عن “أن تبروهم” أي عن أن تحسنوا معاملتهم وتكرموهم وعن أن تقسطوا اليهم، أي أن تعاملوهم بالعدل بمثل معاملتهم لكم، ولا تجوروا عليهم في حكم من الأحكام، “ان الله يحب المقسطين” أي العادلين في أقوالهم وأفعالهم الذين ينصفون الناس ويعطونهم العدل من أنفسهم ويحسنون الى من أحسن اليهم.
لا موالاة للمعتدين
وقوله عز وجل: “انما ينهاكم الله عن الذين” أي: ينهاكم الله عن بر وصلة المعتدين الآثمين الذين يقاتلونكم لأنكم على غير دينهم “وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم” أي وعاونوا غيرهم على اخراجكم من دياركم.
وقوله عز وجل “ان تولوهم” نهي عن موالاة ومواصلة وبر الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم، “ومن يتولهم” أي ومن يبر منكم أيها المؤمنون هؤلاء الذين قاتلوكم “فأولئك” الذين يفعلون ذلك “هم الظالمون” لأنفسهم ظلما شديدا يستحقون بسببه العقاب الذي لا يعلمه الا هو سبحانه وتعالى.
فنحن نرى أن الآية الأولى قد رخصت للمسلمين في بر وصلة غير المسلمين الذين لم يقاتلونا لأجل ديننا، ولم يحاولوا الاساءة الينا، بينما الآية الثانية قد نهتنا عن البر أو الصلة لأولئك الذين قاتلونا من أجل مخالفتنا لهم في العقيدة، وحاولوا اخراجنا من ديارنا أو أخرجوا بعضنا بالفعل، وعاونوا غيرهم على انزال الأذى بنا.
هذا ويرى بعض العلماء أن الآية الأولى منسوخة لكن ما أكده المحققون من العلماء أن الآية محكمة وليست منسوخة، لأنها تقرر حكما يتفق مع شريعة الاسلام في كل زمان ومكان، وهو أننا لا نؤذي الا من آذانا، ولا نقاتل الا من يقاتلنا أو يظهر العداوة لنا بأية صورة من الصور.
وأقوال النبي وأفعاله تؤكد ذلك، فقد كان صلى الله عليه وسلم يستقبل الوفود من غير المسلمين الذين يأتونه لمناقشته في بعض الأمور الدينية، مقابلة كريمة، ويتجلى ذلك مع وفد نجران ووفد تميم وغيرهما.
ويقول الامام ابن جرير في تفسيره: المقصود بقوله تعالى: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين” جميع أصناف الملل والأديان فعلينا أن نبرهم ونصلهم ونقسط اليهم.في تفسيره: المقصود
والله فوق كل ذي علم عليم.
اللهم اجعلنا هادين مهديين لا ضالين
ولا مضلين برحمتك يا أرحم الراحمين ..آمين
منقول للتدبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home