وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال
تعالى :
وَأَقِيمُوا
الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ
البقرة:43
إقامة
الصلاة
وأقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين
إن معنى الإقامة في قوله تعالى أقيموا الصلاة هو نفس المعنى المقصود بقيام ليلة القدر ،
إن معنى الإقامة في قوله تعالى أقيموا الصلاة هو نفس المعنى المقصود بقيام ليلة القدر ،
فأقم الصلاة أي : اجعل صلاتك تنقسم إلى قسمين : معاهدة وممارسة .
معاهدة : تصلي وأنت تعاهد ربك على أنك في صلاتك تعبد ربك
معاهدة : تصلي وأنت تعاهد ربك على أنك في صلاتك تعبد ربك
وتتوجه إليه وتخضع له .
والقسم الثاني هو ممارسة أفعال الصلاة .
فالصلاة من غير معاهدة عادة ، والمعاهدة من غير ممارسة خيانة .
فالصلاة من غير معاهدة عادة ، والمعاهدة من غير ممارسة خيانة .
فلذلك
كان الأمر من الله بإقامة الصلاة :
أي
بمعاهدتكم ربكم على أنكم في صلاتكم تعبدونه
وتتوجهون
إليه وتلتزمون أمره .
وبممارستكم
الصلاة ، أي قيامكم بحركاتها وأفعالها كما أمرتم .
ومن هنا لا نقبل من أحد أن يدعي بامتلاك إيمان
في داخله ،
وبأنه يحب الله
عز وجل لكنه لا يصلي ،
ويدعي بأن الصلاة شكلية وهي لا تعبر عن الإيمان
،
فالإيمان بالقلب والصلاة غير ضرورية .
والجواب على مثل هذا التساؤل :
والجواب على مثل هذا التساؤل :
بأن صاحبه قد شَطَر ما يجب أن يتممه.
الصلاة
أمران : معاهدة قبل النية ،
وحين النية معاهدة لله
على العبادة في الصلاة ،
وعلى التزام أمره في الصلاة ،
وعلى القيام بممارسة الصلاة على الوجه الصحيح .
هذه هي الإقامة .
إيتاء الزكاة
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا
مع الراكعين
هنالك فرق بين الإيتاء والإعطاء ،
هنالك فرق بين الإيتاء والإعطاء ،
وقد تجلى ذلك حينما قال الله عز وجل ( وآتوا الزكاة )
ولم
يقل أعطوا
الزكاة ، فما هو الفرق بين إيتاء الزكاة وبين إعطائها ؟
الإيتاء هو : أن أعطي أمانةً عندي حينما أمرني ربي أن أقدم الزكاة ،
الإيتاء هو : أن أعطي أمانةً عندي حينما أمرني ربي أن أقدم الزكاة ،
لأن الزكاة أمانة
عندي وعلي أن أعطيها للفقير ،
أما ( إعطاء الزكاة ) فقد يكون الإعطاء لأمرٍ ليس هو أمانة
عندي
وإنما هو إعطاءُ أمرٍ أملكه وأعطيه والزكاة لا أملكها ،
فلذلك كانت الزكاة إيتاء
وليست إعطاء .
وهذا
المعنى في أصل اللغة لكلمة الإيتاء .
واركعوا
مع الراكعين
لماذا
خص الله الركوع بهذه الآية ولم يتحدث عن السجود
أيضاً
ولم
يقل واسجدوا مع الساجدين ؟
الركوع
هو ركن من أركان الصلاة والسجود كذلك ركن ،
علماً
أن السجود هو ما يمكن أن نسميه الركن الأهم في الصلاة ،
لأنه ورد عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم أنه قال :
"
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " .
بالرغم من أهمية السجود في الصلاة
بالرغم من أهمية السجود في الصلاة
إلا أن الله
حين تحدث عن
الصلاة ذكر الركوع فقط ولم يذكر السجود
لأنه
أي الركوع مما اختصت به الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم .
فليس في الصلوات السابقة التي شرعت للأمم
الغابرة ركوع .
إن
من يقرأ تاريخ
الصلاة عند الآخرين يجد فيها قيام ،
ويجد فيها سجود ، لكنه لن يجد فيها ركوعاً ،
ولذلك عبر الله
عن الصلاة أو
عبر عن الجماعة بركن الركوع ،
لأنه الركن الأميز الذي امتازت به صلاة المسلمين .
فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة عبادة صرفة ، ولا ينتهي الأمر عند هذا ،
فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة عبادة صرفة ، ولا ينتهي الأمر عند هذا ،
وعلى المسلمين أن يتابعوا العمل ( واركعوا مع
الراكعين )
لأن الركوع رمزٌ للعمل مع الطاعة ،
أي استمرار في الحياة ، ولعل هذه الآية من هذه
النقطة يفسرها
قوله تعالى :
( فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) .
وفي
النهاية : صَلِّ وزَكِّ واركع مع الراكعين ،
تابع عملك ولكن مع الطاعة لله عز وجل
ومع أن يكون هذا العمل موافقاً لشرع الله عز وجل .
واركعوا
مع الراكعين
ربما
يتبادر إلى الذهن سؤال مفاده :
لم أمرنا الله أن نركع مع الراكعين ولم
يكتف بطلب بالركوع فقط ؟
والجواب
أن الله طلب منا أن نركع مع الراكعين ،
وهذه الكلمة ليست فقط للفاصلة القرآنية ،
وإنما لها عمل آخر .
فهنالك قاعدة في علم النفس تقول : كل عمل رتيب يخضع لمرضين ،
فهنالك قاعدة في علم النفس تقول : كل عمل رتيب يخضع لمرضين ،
مرض الخلل والملل .
ومن أجل أن ننفي عن هذا العمل الرتيب الخلل
والملل
جاء الدواء بطلب الركوع مع الراكعين ، مع الجماعة ،
مع الذين
أدَّوا صلواتهم ،
وأدَّوا زكواتهم ،
وعملوا طائعين لله
ساعين من أجل أن يوافق عملهم شرع الله عز وجل ،
فكونوا معهم على شكل جماعة .
فالوجود مع الجماعة ينفي عن العمل الرتيب الخلل والملل .
فالوجود مع الجماعة ينفي عن العمل الرتيب الخلل والملل .
والوجود مع الجماعة يشعر المرء بأنه مراقب من قبل
الآخرين
وهذا ما يجعله يحاول تحسين صلاته ،
وهذا منافٍ للخلل ،
وكذلك مع الجماعة
ينفي عن عمله الملل .
المصدر .. موقع الدكتور محمود
عكام
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home