إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا
قال تعالى : وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى
" وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا . وَيَرزُقْهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرًا "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، حِينَ تَضِيقُ بِالخَائِفِينَ مِن غَيرِ اللهِ السُّبُلُ ، وَتَرتَجِفُ أَفئِدَةُ الوَجِلِينَ ممَّا يُسَمَّى بِالقُوَى العَالميَّةِ ، فَيَحسِبُونَ لأَسلِحَةِ العَدُوِّ وَإِعدَادَاتِهِ كُلَّ حِسَابٍ ، حِينَ يَمتَلِكُ الرُّعبُ قُلُوبَ بَعضِ النَّاسِ حَتى يُخَيَّلَ إِلَيهِ أَنَّ لهؤُلاءِ الكَفَرَةِ في كُلِّ جِدَارٍ جِهَازًا لِلتَّجَسُّسِ ، وَأَنَّ لهم في كُلِّ سَمَاءٍ قَمَرًا لِلمُرَاقَبَةِ ، وَأَنَّهُم يَعلَمُونَ مِن أَحوَالِ المُسلِمِينَ ما لا يَعلَمُهُ المُسلِمُونَ مِن أَنفُسِهِم ، وَيَطَّلِعُونَ مِن ثَغَرَاتِهِم على مَا لا يَطَّلِعُونَ عَلَيهِ ، إِذْ ذَاكَ تَأتي الجُنُودُ الإِلهِيَّةُ اللَّطِيفَةُ في طَبِيعَتِهَا وَتَكوِينِهَا ، العَاتِيَةُ في سَحقِهَا لِكُلِّ مَن خَرَجَ عَن أَمرِ رَبِّهِ
" وَمَا يَعلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكرَى لِلبَشَرِ " .
نَعَم ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ حِينَ يَكفُرُ أَكثَرُ مَن في الأَرضِ وَيَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَيُضِلُّونَ ، ثم يَتَمَادَونَ في غَيِّهِم فَيُؤذُونَ عِبَادَ اللهِ بِلا ذَنبٍ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ، حِينَ تَصِلُ الحَالُ بِبَعضِ المُؤمِنِينَ إِلى أَن يَقِفُوا مُستَبطِئِينَ النَّصرَ والفَرَجَ ، يَكَادُ اليَأُسُ يَلتَهِمُ قُوَاهُم وَيُوهِي عَزَائِمَهُم ؟ هُنَاكَ يَتَنَزَّلُ مِنَ اللهِ نَصرٌ لِلمُؤمِنِينَ ، وَيَحِقُّ مِنهُ خُذلانٌ عَلَى الكَافِرِينَ ، لِيَعلَمَ الفَرِيقَانِ أَيُّهُم عَلَى الحَقِّ ممَّن هُوَ في ضَلالٍ ، وَلِيَتَبَيَّنَ لِمَن في الأَرضِ أَيُّهُما أَشَدُّ وَأَبقَى ، أَهُوَ استِضعَافُ أَقوَيَاءِ البَشَرِ لِلمِغلُوبِينَ عَلَى أَمرِهِم ، أَمِ انتِقَامُ رَبِّ البَشَرِ مِنَ الظَّالمِينَ المُتَسَلِّطِينَ ؟! وَيُرسِلُ اللهُ مِن مَخلُوقَاتِهِ أَصغَرَهَا حَجمًا وَأَقَلَّهَا شَأنًا وَأَخفَاهَا عَنِ الأَنظَارِ ، لِتَكُونَ غُصَّةً في حُلُوقٍ طَالَمَا شَرِقَت بِظُهُورِ الإِسلامِ ،ملك الملوك إذا وهب .. لا تسألن عن السبب
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
منقول .. بتصرف
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home